يعدّ الإجهاض من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الأزمنة القديمة والحديثة. فقد كان للأديان وجهة نظر، وللفلسفات والميتافيزيقيات آراء، وأتى التقدم العلمي فأحدث ثورات في الفكر الإنساني مما أدّى إلى تغييرات جذرية في المفاهيم السائدة، وطرق التعامل معها. ونتيجة لذلك انقسم الناس بين معارض للإجهاض، ومؤيد له. ودعمَ كلُّ فريق موقفه بأفكار بناها على أسس ثقافته ومعتقداته ومصالحه.
وفي ضوء ذلك يبقى السؤال قائماً هل الإجهاض مسموح أم ممنوع؟ ومَن الذي يقرر ذلك؟ وإلى أي حد تسود المفاهيم الدينية لتؤثر في سلوك أفراد المجتمع؟ ولماذا نجد التناقض الواضح بين ما يعتنقه الناس من مبادئ دينية، وما يُفرض عليهم من أحكام قانونية وبين سلوكهم المغاير لهذه المبادئ في مجتمع متدين يحترم سيادة القانون حين يكون الموضوع هو الإجهاض؟!
ولماذا تعد مسألة الإجهاض القضية الوحيدة تقريباً التي يُجمع الكثيرون على رفضها علناً بينما يقومون بإجرائها سراً؟! الحقيقة تصدم دائماً. ففي الواقع حين تقرر امرأة الإجهاض ما عليها سوى أن تتفق مع زوجها، وإجراءات الإجهاض ستدخل حيِّزَ التنفيذ بسرعة البرق، متجاهلين أي مفاهيم دينية وأحكام قانونية فيما يخص هذه المسألة.
وقد أصبح الإجهاض في أيامنا هذه أيسر بسبب استعمال الحبوب الفرنسية بروستلاغلاندين2 E وقد أصبحت هذه الحبوب متوافرة في سورية منذ أكثر من سبع سنوات. من الصعب الوصول إلى إحصائيات دقيقة متعلقة بالإجهاض في سورية؛ لأن العمليات تمارَس سراً، فيعتمد الإحصاء على التخمين، وتقدَّر نسبة الإجهاض بحوالي 2 - 2،5% بالنسبة إلى الولادات.
أما موقف المجتمعات السورية من الإجهاض فيختلف بحسب الطبقات الاجتماعية. ففي المجتمعات الريفية حيث يطغى التفكير القبلي تعد كثرة الأولاد مصدر فخر للأهل؛ لذا يعد الإجهاض المقصود شبه مفقود. فمن ضمن الإحصائيات التي قمتُ بها التقيت مزارعاً من ريف حمص لديه أربعة وعشرون ولداً ويرغب في المزيد، ويستنكر فكرة الإجهاض إن لم تكن صحة زوجته في خطر. أما في المجتمعات الريفية المتحضرة والمدنية الفقيرة والوسطى فتلقى فكرة الإجهاض رواجاً لدوافع اقتصادية. فلسيدة موظفة لديها ثلاثة أطفال إجهاضان متعمَّدان بسبب الوضع الاقتصادي للعائلة.
وفي الأوساط المثقفة والفئات الميسورة نجد أن نسبة الولادات قليلة إذ تكتفي العائلة بطفلين كحد أقصى، ويمارس الإجهاض لأسباب وظيفية أو عملية. فقد أقدمت دكتورة على ثلاثة إجهاضات متعمدة ولديها طفلان بسبب زواجها غير المستقر، وسيدة أخرى أجرت أربعة إجهاضات متعمدة لفشلها في استخدام وسائل منع الحمل.
وفكرة الإجهاض مقبولة سلفاً في المجتمعات الغنية لأسباب تجارية ترفيهية. على الثروة ألا تتبدد، أو يرغب الأبوان في أن يعيشا، أو يتمتعا برفاهية الحياة. فقد أقدمت سيدة من هذا المجتمع على إجهاضين متكررين لأنها تحب السفر، ولسيدة أخرى صبي أجبرها زوجها على القيام بثلاثة إجهاضات لأنه لا يريد لثروة العائلة أن تتبدد.
وهكذا نرى أن المواقف من الإجهاض تتباين بحسب الطبقة الاجتماعية، ويمكن القول كلما تحضرت المجتمعات لقي الإجهاض رواجاً أكبر. فهل الإجهاض علامة حضارة؟ وما رأي الدين والقانون؟
تنطلق الكنيسة الأرثوذكسية من قناعة تتجلى في أن الجنين " سواء أتكون أم لم يتكون" هو بشري بالكامل ويحمل صورة الله، وتخلص إلى أن الإجهاض الذي ينفـَّذ في أية مرحلة من مراحل الحمل هو شكل من أشكال القتل يتحمل عواقبَه منفِّذُه والأم. (انظر القوانين في مجموع الشرع الكنسي، الإجهاض، قانون 19، 21، رسالة القديس باسيليوس الأولى، قانون 8،2\") إن موقف الكنيسة الأرثوذكسية يعتمد على مبدأ قدسية الحياة، و يعترف بتكوين الشخص البشري منذ لحظة الحمل.
ومع العلم أن علم الأجنـّة الحديث قد كشف الغموض الذي يكتنف هذه العبارة لكن رفض الكنيسة الأرثوذكسية الإجهاض في كل مراحل الحمل كما جاء على لسان القديس باسيليوس إن التي تقتل الجنين عمداً تستأهل عقوبة الموت.. فنحن لا نميز ما إذا كان الجنين قد تكون أو لم يتكون بعد (القانونان 2و8) يتفق مع الكنيسة الكاثوليكية المحافظة التي تقول بالإحياء المباشر لا المتأخر.
أما موقف الإسلام من الإجهاض فيستند إلى النص القرآني والحديث والسنة. وهي مواقف شبه متقاربة، وتشرح مراحل تطور الجنين إلى حين وضعه. ويلخص الموقف الإسلامي شرح ابن الأثير للحديث النبوي الذي رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن مسعود: يجوز أن يراد بالجمع مكث النطفة في الرحم أربعين يوماً تصير العلقة مضغة، أي لحمة صغيرة مثل ذلك –أي مدة أربعين يوماً- ثم ينفخ فيها الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر أي أن الجنين لا يأخذ شكلاً إنسانياً إلا بعد مرور مئة وعشرين يوماً.
وثمة آراء متباينة بعض الشيء في هذا الشأن. فالحنابلة والشافعية يجيزون الإجهاض في مرحلتي النطفة والعلقة، في حين تعد المالكية العلقة في بعض الحالات في حكم الجنين إذا كانت مهيأة للانتقال إلى طور المضغة بألا تذوب إذا سكب عليها الماء الحار. ومن ثم لا يعدّ الإجهاض جناية إلا بعد مرور مئة وعشرين يوماً.
أما القانون السوري فيرى الإجهاض غير شرعي شأن القوانين المدنية في غالبية دول العالم. وقد أفرد القانون السوري الذي يعتمد على التشريع الإسلامي في قانون العقوبات شرحاً تفصيلياً يتناول موضوع الإجهاض من المادة 525 إلى المادة 532، وتقول المادة 525: كل دعاوى بإحدى الوسائل المنصوص عليها في الفقرتين 2و3 من المادة 208 يقصد منها نشر استعمال وسائل الإجهاض أو ترويجها أو تسهيلها يعاقب عليها بالحبس من شهرين إلى سنتين بالغرامة من مئة إلى مئتين وخمسين ليرة.
وتقول المادة 527: كل امرأة أجهضت نفسها بما استعملته من الوسائل أو استعمله غيرها برضاها تعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات أما المادة 529 فتقول: مَن تسبب عن قصد بإجهاض امرأة دون رضاها عوقب بالأشغال الشاقة خمس سنوات على الأقل
وأخيراً مهما كانت أسباب الإجهاض فهل من تسويغ يجيز لامرأة أن تجهض نفسها؟ وهل ترفع هذه الأسباب عنها مسؤولية هذا الفعل الذي يعد قتلاً من الناحية الأخلاقية والدينية والقانونية؟ الدين والقانون يعارضان الإجهاض ومع ذلك نجد عائلات كثيرة تختاره للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه الأسباب كثيرة ولها مسوغاتها التي تحتمل الجدل لكن الفعل واحد.
إن إشكالية الإجهاض تكمن في التناقض الصريح والشديد بين الدين والقانون المعارضين بشدة للإجهاض والواقع الحافل بعمليات الإجهاض في المشافي والبيوت. ويبقى السؤال الجدلي قائماً: هل قتل جنين دعوتُه هي أن يأتي إلى الحياة مسموح أو ممنوع؟!
Idont think that the law and religion refuse the aborition if there is a danger on the mother but it is bad to kill the fetus for social purposes"babies are gifts from the God "
أنا عموما ماني مع الإجهاض...بس منع الاجهاض بالقانون هو أحيانا كتي غلط...يعني ولد معاق أو بخلل دماغي أو..كلو مع إجهاض هالجنين.....بعدين فكرة أنو الإجهاض مشان الوضع الإقتصادي أنا ماني معا...لأنو الزوج بعد ما يكتفي من عدد معين من الأولاد فيه يساوي عملية تعقيم(قطع أسهر) وهي مضمونة100%و ما رح يكون في داعي للإجهاض و هالعملية متوفرة بشكل كبير بس المشكلة الثقافة الذكورية اللي يقبل عل زوجتو تتعزب و تحمل و تسقط و تتأذى بس مشان هو ما يفقد ((رجولتو))
انا بشوف انو لما بيكون الاب ابن حرام وبيضغط عالزوجة كرمال تنزل الولد لغايات معينة بنفسه وقتا بالناقص من هالتخلفة العاطلة وهالبذرة الوسخة.
وضع الديانات السماوية ((الإلهية)) وجهاً لوجه امام الفلسفات والميتافيزيقيات وآراء الناس وقوانينهم يحقر الأديان ولا يحلل الإجهاض، واختراع معلومة تفيد بأن الكثيرين يرفضونه لكن يمارسونه سرا يجعلهم منافقين ولا يحلل الإجهاض، قلة الولادات هي تصرف حكيم وليست تبرير للإجهاض ... إن الالتزام بالدين ينتج عنه التزام بالأخلاق وبالتالي عدم الانحراف للدرجة التي أراها في هذه التعليقات المريضة الناتجة عن تغليب العاطفة على التفكير ... تووووووووووووووووت
السماح بوضع أمر بديهي ومسلم به موضع النقاش والحوار هو الخطوة الأولى نحو تجريده من شرعيته ومن ثم تغييره وفق رغبات البعض ونلاحظ أن الفتيات أكثر من يطرح هذه المواضيع ... أم الولدين: إذا كان الطفل الثالث مصيبة لماذا تتصرفين مثل فرخة بياضة في الأصل، ميمي: تحللين قتل إبن الحرام والمعاق ومن يزيد عن حاجة أهله !؟ ما رأيك أن تصبحي شيئاً آخر غير الإنسان، زينب على نصر: أنت تتكلمين عن حقوق المرأة - وماذا عن حقوق الطفل - وهل عدم الرغبة بالطفل تجعل حياته جريمة !! طيب أنا لا أرغب في أن تعيشي أنت .. أم أنك .....
قبل كل شئ فالجنين هو هبة من الله تعالى ..... سؤال لو أعطاك الله مليون ليرة ...هل ترفضها ؟؟؟؟ وتقول انها مزورة أو أنها مهترئة قبل ان تراها لا أظن ذلك ...؟؟ أما الان فقد أصبحنا في عصر الفتاوى فكل انسان يفتي كما تريد مصلحته ...فعلا زمن غريب تحياتي لصاحبة المساهمة
لقد قلت ايتها الكاتب انه في الدين الاسلامي يجوز الاجهاض عند بعض العلماء قيل الاربعين يوم وعند البعض الاخر قبل 120يوم فكيف تقولين ان الدين والقانون لايجيز ذلك شرعيا يجوز الاجهاض قبل الاربعين بقول اغلب العلماء
من الغريب حقا ان تسمع صوتا مدويا من أمراة تصرخ بحق الاجهاض فلا عجب في ذلك عندما تفقد حسة الامومةوتريد فقط التحرر من قيد غير موجوداصلا!كيف وجدهذا الجنين اصلاعندالمراةاليس هو علاقةشرعيةصادقة وحب بين اثنين فلابد ان يكون القرار قرار اثنين يتحملون المسؤولية.الخالق كرم المراة بان تكون عالم الجنين الاول وكرمها ثانيا بان تكون امه و مرضعته اماان تكون قاتلته فهذا ليس من الامومة في شيئ و لا من حس الانوثةوالانسانية.هي حرة في جسدها اكيد فاماترتقي به لتصبح أم و إما دون ذلك
موضوع مهم قال في الشرع و الدين ما قال و لكن تختلف لدى الناس إمكانية خضوعهم و تقبلهم لحكم الدين في ذلك هناك مرحلة سابقة لابد من الاشارة لهاوهي التوعية الجنسيةللاسف الشديد كثير من الازواج لا يمتلكون معلومات صحيحة عن الحمل وما يسبقه و طرق العزل الصحيح حتى اذا تخطوهذه المرحلةبشكل خاطئ وجدوا انفسهم عند مفترق طرق الاجهاض!الموضوع متعلق بشكل كبيربمستوى الثقافةوالمستوى المادي ودرجةالالتزام الديني ومعظم مخالفات البشرهي تملص من الشريعة او هروب من القانون وهي مصالح شخصية اغلب الظن انها فاسدة و غير صحيحة
الإجهاض حق من حقوق المرأة فهي الوحيدة التي يحق لها أن تقرر ما إذا كانت تريد طفلا امل لا تريد وهي حرة بجسسدها ولا سلطة لأحد عليها.وأقول للذين يتفذلكون ويقولون إن الإجهاض جريمة أقول لهم إن إنجاب طفل غير مرغوب به هو الجريمة الكبرى لا إجهاض جنين لم ير النور بعد.
الحلول البشرية في هذه المواضيع تبقى قاصرةلأنه كما رأينا لكل شخص رأي يتناسب مع مفهومه وحاجته لذلك يكون الحل الوحيد هو الرجوع الى التعاليم السماوية التي تعطي الحل الشافي والله المستعان
برأي الشخصي الاجهاض افضل بمليون مرة من يأتي طفل و يلقى في الحاوية ثم يعيش طوال عمره في هذا المجتمع و هو يحمل صفة انه ابن حرام و الاجهاض احسن بمليون مرة من يأتي طفل لوالديه و هم لا يستطعون تأمين الطعام له و الاجهاض احسن بمليون مرة لطفل معاق يأتي الى مجتمعنا و يبقى طوال عمره يعاني من نظرات الشفقة فقط لانه معاق في هذه الحالات التي ذكرتها نعم انا مع الاجهاض
يُروى أن سيدة حامل اصطحبت ولدها ذو العامين إلى الطبيب حيث طلبت منه إجراء إجهاض، وفجأة سألها الطبيب أي واحد من أولادها تريد أن تقتل الذي في بطنها أم ذو العامين وهنا ارتبككت فقد فهمت الارسالة أن كليهماا ابنها فكيف لها أن تضحي بواحد لأنها لا تراه. إخوتي الجنين إنسان في طور النمو مثله مثل الطفل ومن اللحظة الأولى للإلقاح يتحدد جنسه وشكله وصفاته وأنا كرجل دين مسيحي إنجيلي أرى أن الكتاب المقدس يُعلم بأن الاجهاض قتل حتى ولو في الأيام الأولى وفي حالات الاغتصاب فعلينا معاقببة الجاني لا الجنين البري
لقد أوقفتني هذه الجملة، فعندما كنت حامل بشهر وأسبوع أو أسبوعين كان قلب الجنين ينبض بشكل واضح وكان له شكل آدمي. فحتى مع وجود الشكل والقلب النابض لا تتكون فيه الروح إلا بعد 4 أشهر؟
لدي طفلين ولا اريد الثالث لان قدراتي الجسدية والنفسية محدودة فانا اتخيل اذا جاء الظفل الثالث فان كل ما سأقوم به طوال اليوم هو زجرهم ومن الممكن ضربهم.احاول ان اؤمن لهم افضل الاجواء في المنزل واشرف على تربيتهم وراحتهم وسعادتهم اما وصول الطفل الثالث فسيسلبهما معظم الحقوق ويتحول المنزل الى حمام مقطوعة ميتو ولذلك انا اؤيد الاجهاض.
الخلايا حية والجنين كائن حي مهما صغر أو كبر وبأي طور كان والإجهاض الاختياري جريمة بحق الإنسانية وأبطالها حفنة من الرجال والنساء المجرمات اللامباليات ممن يردن البقاء دون مسؤوليات أو ممن يردن البغاء بأقل الأثمان أي دون الوقوع في عواقب الحمل وتربية الجنين الخ ولذا فالأسهل التخلص منه.ومن تناقضات الجنسيين المتنويرين المتحضرين عند العرب والغرب أنهم ضد حكم الإعدام للمجرمين والقتلة بينما هم مع إعدام وقتل الأجنة لأنه يخدم مصلحتهم!ألا ساء ما يحكمون.يناقضون أنفسهم من حيث لايدرون لأن غاياتهم خبيثة.
الله حيو آنسة يسرى