على كرسي بقرب النافذة جلست (حياة) تتأمل الناس في الشارع ،كان في عينيها نظرة حزن يرافقها ابتسامة خفية ،في دقائق قليلة هطل مطر غزير
وتراكض الناس ،نهضت (حياة )عن الكرسي ووضعت شالها الصوفي ثم أشعلت النار في المدفأة ،مشت بضع خطوات باتجاه المرآة لتشاهد خطوط العمر مرسومة على وجهها الأصفر النحيل ،وعينيها الكبيرتين السوداويتين توارتا خلف عدساتها الطبية .
شعرت (حياة )بحزن في داخلها وبأن قطرات المطر ما هي إلا دموعا"تذرف من عينيها ،
كان الشباب قد مضى واشتعل الرأس شيبا.
لقد أمضت (حياة) عمرها في الانتظار،فمنذ زواجها كانت تنتظر أن تصبح أما"،ومرت سنين وهي تنتظر،وعندما جاء مولودها الوحيد وبعد أن كبر أمام عينيها وأصبح شابا" يافعا" سافر إلى الخارج وتزوج هناك.
كان ابنها يتصل بها في السنة مرة أو مرتين،كما أنها لم تشاهده منذ أربع سنوات .
وبينما هي غارقة في أحزانها وأشواقها سمعت صوت باب البيت يفتح،
لقد كان زوجها ،زوجها الذي كان إلى جانبها في كل لحظة حزن أو فرح ،لقد تمسك بها منذ أول لحظة رآها فيها ابتسمت (حياة) عندما رأت زوجها عائدا ونظرة الشوق في عينيه لم تتغير رغم مرور السنين ،
سامحت (حياة) ابنها ودعت له بالتوفيق رغم أن نار الشوق لرؤيته مازالت مشتعلة في قلبها وجلست بالقرب
من زوجها وهي تشعر بالسكينة والأمان .
فعلا غاردينيا كما تفضل الأخ زوكوف تلك هي سنة الحياة .. فالمرأة والرجل بالنهاية ليس لهم بالنهاية إلا بعضهم .. لأن أولادهم سيصبحون أزواج ويشكلون أسر ومطلوب منهم الاهتمام بها .. ووطبعا هذا لايعني أن ينسى أحدنا أهله فنسيانهم يقهرهم جدا جدا .. أعاننا الله على تلك الحياة والتي أصبحت قاسية على الجميع .. وشكرا غارديننيا .
ايتها السيدة المحترمة :لا اعرف لماذا تجذبني كتاباتك كثيرا فاشعر وكأني حاضر في الجو الذي رسمتيه بامتياز واضفيت عليه ابعادا جعلته اقرب مايكون الى الحقيقة ....شكرا لك
يربي الاباء ويعتنون ويدرسون ويربون وبالاخر كل يشق طريق حياته بما يختاره كانسان مخير بهذه الدنيا ومسير بمشيئة الله .. ولكن يجب على الانسان ان ياخذ العبرة من هذه الدنيا ومن الاولاد ما ان يكبرو حتى يفارقوا .. كما يجب ان ناخذ عبرة بان نعتني بمن لا يفارقنا ويبقى معنا حتى يوارينا الثى او نواريه .. هي الانثى والزوجة والحبيبة والنصف الثاني بنظر المجتمع انما بنظري انا هي كلي لانها حتى تشاركني الانفاس .. اعاد الهل كل غائب الى اهله واقر عيني والديه به .. وحفظ لنا اهلنا .. جميلة جدا القصه وباسلوب مميز وراقي
ياسلام، مقالة ممتازة، أعجبني الأسلوب كثيرا، سلس كالسهل الممتنع.. بالنسبة لموضوع النقاش / قصدي المقال، أظن أن تدليل وحيدهما الزائد أدى لهالنتيجة، وبرأيي كلنا عهالطريق، يعني قعدة عالبلكون ووحشة الشيخوخة والنهاية الحزينة تمهيدا للنهاية، هي هكذا سنة الحياة، لامناص من الشيخوخة.. كان في بيت شعر نسيتو بقول إنو عذاب هي هالحياة عجبت من راغب في ازدياد.. فلتشغل هالعجوز نفسها بالعبادة والصلاة إلى أن يأخذ الله أمانته.. طب شوالحل، أحسن ماتنغمس بثرثة العجائز..
فعلا قصة جميلة