رغم التعديل الأخير في قانون العقوبات السوري حول جريمة الاحتيال استناداً لأحكام المادة / 641 / وما بعدها وخاصة حول عقوبة هذه الجريمة حيث أصبحت عقوبتها من سنتين إلى خمس سنوات
إلا أنها بقيت جنحة وبرأي أنها جناية وجناية أخلاقية لما تشكله من خطر حقيقي على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وأتمنى تعديل القانون لجعلها جناية وأطمح في طرح إضافة أربعة حالات لحالات الاحتيال الموصوفة في القانون واعتبار هؤلاء من المحتالين وهم:
1- الفاشلون: الذين يتحايلون للبقاء في أماكنهم والحفاظ عليها رغم فشلهم في القيام بواجباتها وهم يكرهون العلم والخبرة ويجدون متعة في تحقير الآخرين ولديهم قدرة على الإقناع وعلى إخفاء الحقائق وهذه النوعية من البشر تتواجد بكثرة بيننا وتشغل مواقع تفرض من خلالها طابعها السلبي على كل شيء تتعامل معه والنتيجة انهيارات وخراب ينتشر في كل مكان وخسائر بلا حساب وفوضى تعرقل أي تقدم.
2- السماسرة: وقد توسعت مؤخراً هذه المهنة حتى أصبحت تكاد تشمل جميع مناحي الحياة وهي المهنة النموذجية للاحتيال الذي يضع هذا الطربوش على ذاك الرأس ويهيء ذاك الرأس لهذا الطربوش.
3- المنحرفون: وهم من مات الضمير في صدورهم ولكنهم يملكون مكر الذئاب ودهاء الثعالب ونعومة الأفاعي ويحرصون على المظاهر البراقة وهم في الباطن يجدون سعادتهم الكبرى في أن يحصلوا على ما لا يستحقون فيسرقون ويختلسون ويتربحون ويزورون لأن شراهتهم لا حد لها ولا يرون إلا مصالحهم وهم يصادقون الجميع لأنهم يتسلحون بالحديث الكلي المشوق والتجاوب الظاهري مع الناس ويتمتعون بوقاحة فجة تجعلهم دائمي الحديث عن الشرف والأمانة والأخلاق والمناقب وأداء الواجبات.
4- المنافقون: وهم من يقولون للقبيح أنت جميل وللمخطئ أنت على حق وللكاذب يا أصدق الناس ودائمو الابتسامة ولا يعرفون كلمة لا لذلك من الصعب علاجهم كما أن من الصعب الاستغناء عنهم لدى الكثيرين لأنهم الشخصيات المطلوبة وهذه النوعية من البشر نراها دائماً في خلفية الصورة ولكن هدفها الأول والأخير هو التأثير على من يكون في مقدمة الصورة.
والمشكلة أننا في المقابل نجد ثقافة التسامح الساذج السائدة في مجتمعنا والتي يعبّر عنها بالمأثورات الشعبية الرائجة: معلش وخطي اتركه بحاله بدو يعيش والله أمر بالستر وحسابه على ربه وبكرة بيلاقيها بصحته وأولاده ولا تدفش السكران بيوقع لحالو ويصطفلوا وكل عنزة معلقة من كراعيبها إلخ......
إن ثقافة التسامح الساذج هذه هي التي تسمح بتفريخ أنواع الغش والتلاعب والتحايل التي تضج بها صفحات جرائدنا المحلية يومياً ومن يتابع ما تنشره هذه الصحف يدرك أنه لم يعد بالإمكان مواجهة ثقافة التحايل بالسكوت والتطنيش وانه لا بد من نشوء ثقافة جديدة للمجتمع هي ثقافة عدم التسامح مع جميع أشكال التحايل لتكون رديفاً قوياً للنصوص القانونية النافذة ( في الوقت الحالي ) لأن هذه الثقافة هي وحدها التي تستطيع تفعيل هذه القوانين من جهة ولأنها تشكل من جهة ثانية حاجزاً يحول دون الالتفاف على هذه القوانين لأن اللذين يمارسون ثقافة الاحتيال هم من العتاة الدهاة اللذين يفسدون علينا الحياة فهم يتعاملون مع القانون رغم قوته وسلطانه مثل آلة القانون الموسيقية التي تعزف الألحان التي تناسبهم ويتعاملون مع أحكام القضاء باستخفاف مهين للعدالة وللناس أيضاً ... ومن المفارقات المضحكة المبكية تلك الحقيقة التي يعرفها جميع الحقوقيين بأن ضحايا الاحتيال الأول هم أنفسهم المؤهلون أكثر ليكونوا ضحية الاحتيالات اللاحقة بحيث يقعون في أيدي المحتالين المرة تلو الأخرى فهل من المعقول أننا من هذا النوع الذي تقع ضحية للتحايل المرة تلو الأخرى؟!! نرجو عكس ذلك...
أنا بزعل علي مالو حدا ومالو ضهر مين الو يساعدو وخاصة لو بدي اطلع برا الموضوع يعني في كتير ناس بتشتغل وبتضل عمتشتغل عند نفس صاحب الشغل شي سبع سنين واكتر وبالاخر بتطلع ايد من ورا وايد من قدام لانو صاحب السلطةوالمال
والله يا استاذ فيصل انا معك بس القانون كمان بيقول انو القانون لا يحمي المغفلين كيف بدنا نغير هالقانون ليصبح القانون يحمي ذوي النيات الصافية
اعتقد استاذ فيصل ، ان من اهم نشوء ثقافة التسامح الساذج كما تسميه انت ،واسميه انا المعليشية هي عدم نضوج وبالتالي عدم عدالة الكثير من القوانين لدرجة اننا اذا اصرينا على تطبيق النص في بعض الأحيان فإننا نلحظ مدى الظلم الذي سيلحق بمن سيطبق عليه ..وثمة سبب آخر أيضا ً وهو وجود الكثير من الخيار والفقوس عندنا ، والذقون الممشطة .... والله يعين يللي بيعلق ، ومالو ضهر !!!!
يعطيك العافية أخي الكريم. نحن هنا بحاجة لإعادة تعريف ( التسامح ) و ( الاحتيال). وحتى ذاك الوقت سنظل في صف (متسامح ساذج ) ويعيد! دمت بخير