لماذا ضحكت كثيرا في ميلانو....
الجزء الثاني من ..أحلا من باريس .....وكل الدنيا
قالت لي والدتي يوما .... هذه الأكلة مفيدة جدا وهذا الدجاج من دجاج جدتك البلدي وهو غالي الثمن.
متشائما قلت : مقرف ولا أريد أن أتذوقه, لماذا يا بني فهو مفيد جدا و عبارة عن حنطة ودجاج ,,,
أجبت بحده لا أريد ولا أريد رؤيته في المطبخ أيضا..... سافرنا لقضاء العطلة الانتصافية والاستجمام فدعتنا جدتي للطعام وإنما هذه المرة كان ديكا بلديا وعلى الحطب أيضا......وعادت ألوان الطيف لتظهر على وجهي غضبا ....اياك أن تتحدث فغضب جدتي يصل لان تهزأ ابنها ذو النسر والثلاث نجوم والخط الاحمر على كتفه.....كلما ذكرتها اذكر انها تكره السيارة والطريق المعبد وتشبهني بدجاج المداجن......ولكن دموعها تملأ وجهي عندما أودعها مسافرا ..أتى حسن فأكل من الوجبة ولحقه يوسف وعقيل وعلي مع ولديه...واستطاعوا ان يظفروا بصحن جيد وان يقبلوا يد الست الوالدة على الطبخ الطيب والذي كلف ..سعر الصوص 5 ليرات والذي أصبح ديكا فيما بعد....وكيلوين من الحنطة يما يقارب 100 ليرة سورية... وملعقتين من السمن البلدي ببلاش من إنتاج معامل أم حسن للألبان ومشتقاتها......مع العلم أن مجموع الحاضرين وأسرتي حوالي 10 أشخاص ....
فإذن وجبة خالية من المواد الحافظة ومحضرة بخبرة ثمانين عاما ب 105 ليرات سورية...حتى الان مازلت أكره هريسة الدجاج ولا أطيق السماع بذكرها...عندما يحصدون قمح البيادر في قريتنا تشاهدهم يعملون بكد وحرص..تتعالى أصوات اللي بيغني واللي ما بيغني لان القمح يحب السعادة والخير وسيكون وفيرا ان جمعته بحب .. عندما يربون دواجنهم ومواشيهم ينادونها فتأتي مسرعة ويحرصون على حمايتها من الجقل الذي يفقع موال عتابا عند ظفره بديك أو دجاجة ,,,مرسلا لك رسالة اس ا م اس فحواها تعيش وتاكل غيرا ....في كل خطوة هناك حرص شديد على ما يعملون وما يصنعون فهو بالنسبة لهم فن الحياة, في كل منزل هناك حرفة طريفة لا تخلو من ابداع...النحت على الخشب صناعة أطباق وسلات من القش أو الريحان...ملاعق خشبية أو خواشيق باللغة التركية...عمار الحجر ......الخ
شاءت الأيام أن أسافر في دورة تدريبية في إيطاليا في مدينة ميلانو وتعلمون بالتأكيد أن المطبخ الايطالي غني ووافر ولكن تأكدوا أن الغربيين هم بخلاء و بلغتنا كحاتيت كتير ....على عكس مطبخهم
كان الوفد مؤلفا من ستة أشخاص والدليل الايطالي هو السابع كان علينا ان ندفع ذلك المصروف المعني بالطعام والشراب على حسابنا وبما أن الشباب لا يفقهون اللغة الايطالية فلم نكن نخاطر أبدا بأكثر من بيتزا لأنها سهلة وواضحة خوفا من لحم الخنزير وغيره, قلت للدليل بما اننا ندفع من جيوبنا قلنا الحق في الاختيار وأخذ الوقت في السؤال فالبيتزا دبحتنا ................. على الرغم من اختلاف أصنافها.
قال لي حاضر غدا اليوم الأخير وقد حجزت لكم في مطعم تقليدي عريق ....قلت ياحي الله علي أن أحضر نفسي وأن أطلب أرجل طبق في الليستا شريطة خلوه من الخنزير وان أتصور معه للذكرى فهي فرصة سانحة لتذوق شيء مختلف .....
اجتمع الشباب حول الطاولة وسال لعابهم بعد رؤية الاطباق الكبيرة المغطاة بالستانلس والتي قد يخيل لك في الوهلة الاولى انها تكفي الطاولة كلها لتكتشف فيما بعد أنها 90 بالمية منها فارغة وفارهة .......
هل تعلمون ماذا كان يوجد تحت غطاء الستانلس المعني بصحني ؟؟؟؟؟ وما كان ذاك الطبق الذي اخترته ؟؟؟؟؟
اي نعم......اي نعم ...اقسم بالله العظيم أن شريط حياتي قد كرر أمام عيوني وظننت الأمر لوهلة مزحة أو كاميرا خفية وأن جدتي ستطل من المطبخ بثياب إيطالية ....... لقد كان سعره 38 يورو أي 2470 ليرة سورية ................
صمت لبرهة مع العلم أنني الأكثر توفيقا في الاختيار لان الشباب اختاروا أكلات مختلفة . كانت الصحون مزينة وملونة إلا أن طعمها غريب ...هذا ما لاحظته على وجوه الشباب..خاطبت الوجبة : انت شو عم تساوي هووون ؟؟؟؟؟
أكلتها هذه المرة مع أن الدجاج ليس بلديا والقمح لم تغني له دراسة القمح...ولم يطهى على الحطب, ضحكت كثيرا لا نني تخيلت جدتي ماذا تستطيع أن تفعل مع 2470 ليرة سورية..........................
أخذت صورة تذكارية للطبق السعيد ........قلت في نفسي .....ما أكرمك يا وطني ......
نانسي / فرنسا
بالرغم من أنني من عشاق المطبخ السوري ولكن المقارنة بين الأسعار بين سوريا و اوروبا خاطئة بسبب اختلاف متوسط دخل الفرد بشكل هائل أما بالنسبة للمطبخ السوري فهو مظلوم لأن الصيت للمطبخ اللبناني بالرغم من تشابه الوجبات وعدم اهتمام وزارة السياحة بتقديمه بشكل مناسب
على فكرة يا أخ وسيم الفكرة مظبوطة 100ب 100وكتاباتك رائعة وأنا متابعة لمساهماتك وألمس فيها البساطة والصدق في التعبير,,,,الله محييك شد فعين الله ترعاك ولكن بالنسبه للأخت من ميلانو أقول ليست الفكرة الراتب بايطاليا والراتب يبسوريا وسوق العمل الكاتب عم يحدد ليش ضحك بميلانو وعلى فكرة ممكن يدفع 500 ليرة سورية في أحد مطاعم سورياثمن صحن سلطة يكلف بالبيت 50 ليرة بس المفارقة لما بتكوني ببلد أجنبي وتحببي تجربي شي جديدوايطالي ويطلعلك صحن ما بدك اياه وأغلى وأقل حميمية يمكن هون الفكرة
كتير حلوى المقالة وكل ما بقرا كتاباتك بحسك عم تاخدنا على جو الضيعة الرائع البسيط مع اني مو من ضيعة بس لما بقرا هل المقالة بحس اني صرت عندك بالضيعة بتشكرك على هل المقال وعم ننتظر مقالاتك القادمة وانا بتوقع مع احترامي للسيدة دلال انو انت مانك عم تقارن بين سعر وجبة جدتك وسعر الطبق الايطالي بس عم تحكي الصدفة المهضومة يلي صارت معك مع ذكر المفارقات بين سعر الوجبة بسورية وبايطالية
شكرا اخي وسيم على هذه القصص الرائعة..و الله يخلي جميع الاحباب..طبعا انا لي قصة مشابهة بفلورنسا..حين دخلت مطعم مختص بالوجبات الايطالية و الذيانا معجب به..فطلبت طبق لازانيا و الذي هو قطعة صغيرة..ضحكت و قلت للنادل ..انا اريد ان اشبع..و لا اريد شيء لاحلف عليه..فقال لي ياسيدي هذا طبقنا..دفعت 30 يورو و توجهت الى مطعم اخر لاتممالطعام...سيدي ..انا تركت كندا و جئت الى الامارات لاكون قريبا من سوريا حيث تزورني والدتي كل بضة لاشهر لاعيش نعيم المطعم السوري و كل يوم طبخة جديدة و التي تكلفني زيادة وزن حوالي 10
حدا مابحب الفروج ع الحطب بس حلو هلموقف ومقالتك حلوة كتير كتير _ ياريت تتحفنا بلمزيد
يعني غريب كثير مقارنتك لأطباق جدتك بالأطباق الأيطالية وخصوصا سعرها أنت طلبتي طبق في مطعم ايطالي لايجوز مقارنة السعر مع تكلفة الغداء عند جدتك متوسط دخل الفرد في إيطاليا 1500 يورو لحد 7000 يعني عامل التنظيفات يتقاضى 1500 يورو وعادي لما يدفع 40 يورو ثمن طبق أنا من سكان ميلانو ولا اقارن الأسعار عندما أذهب لسوريا الأكل الأيطالي رائع وغني ومميز وربما لم تتوفقي بالأختيار شكرا لك
تعيش وناكل غيرها. ظريفة الحكاية والاظرف كل ماكتبت اشتقنا للطبيعة ولكل شي طبيعي
عجبتني كتير اس ام اس الجقل ههههه على سيرة الوجبة صار معي نفس الشي بس بعصير البندورة اللي امي كانت تحضره طازجا مملحا وعلينا ان نشربه قبل النوم فتقوم الدنيا ولا تقعد ...اتيت الى هنا زجاجة لا تتعدى كأسين ب 2 يورو يعني باكثر من 160 ليره سوري يعني اكثر من 100 كأس بندورة طازج من بلدي المعطاء
قصة حلوة وظريفة يعني وين بدك تهرب من الدجاج وراك وراك والزمن طويل اذا بتروح على سيبيريا بدها تلحئك ههههههههه