أنا وأنت يا سيدتي كالشمس والقمر لا نلتقي إلا لحظة الوداع وتبادل الأدوار..
سمائي ستظل لي وحدي وأنت أيضاً ستتفردين في سمائك ولن نتشارك فيها أبداً لأن وجودنا في الأصل يتنافى كتنافي النار والماء..
أنا وأنت يا سيدتي علاقة مشكوك في عقلانيتها..
ولا أدري من منا الطبيب النفسي ومن منا المريض..
ولست أدري من منا مضجع على الأريكة يسترسل في البوح ومن منا جالس على الكرسي يسترسل في الإصغاء ومن منا في الأصل يدير الحوار..
أنا وأنت يا سيدتي علاقة مطعون في شرعيتها..
فلن يوافق أي قاض أو أي شيخ أو أي قسيس أو أي راهب أن يمهر بختمه المقدس وثيقة الارتباط المقدس..
ثم يقول لي دون أن يقول لي بإمكانك الآن أن تقبل زوجتك بالحلال وتمارس الحب معها بالحلال وتنجب الأطفال منها بالحلال وتبني بيتك معها بالحلال..
ولن يرضى أي قاص أو راوية أن ينهي قصتنا بتلك الجملة التقليدية.. وعاشا سعيدين للأبد..
وأنا وأنت يا سيدتي نص مكتوب بالهيروغليفية، بالسريانية، بالآشورية، بالمسمارية، بكل رموز البشرية، ولكم حاولت قراءة هذا النص من اليمين إلى اليسار كما العربية، فلم أفلح.. ومن اليسار إلى اليمين كما اللاتينية، فلم أفلح، ومن الأعلى إلى الأسفل كما الصينية، فلم أفلح..
وكل عالم مخطوطات وآثار استشرته تنصل من تفسير نصوصنا المحرمة لأنه خاف على نفسه اللعنة الموعودة لكل من يجرؤ على إقلاق راحة الأسرار النائمة..
علاقتنا يا سيدتي على ذمة لافوازييه لن تفنى وهي بالأصل لم تخلق من العدم لكنها ربما مع الزمن ستتحول إلى أشكال أخرى لا يدري بها إلا الله..
علاقتنا يا سيدتي إرضاءً لغرور "ديكارت" هي دائرة الشك التي تلتف حول ذاتها للانهاية دون أن تسمح بقطرة يقين للتسرب داخل مسامها..
علاقتنا يا سيدتي هي جاذبية "نيوتن" التي تحكم علاقة التجاذب بين الكتل والذرات والتي انتزعت كوكبينا من مجرتين مختلفتين فطحنتهما معاً وعجنتهما معاً ثم صنعت منهما أقماراً وأهلة ملونة..
علاقتنا يا سيدتي هي كوانتوم "هايزنبرغ".. شخص واحد في مكانين مختلفين في وقت واحد.. ولو ذرف أحدنا دمعة أمطرت على الآخر مياه البحر من السماء وإن زفر أحدنا زفرة أطاحت العواصف القطبية بصيف الآخر فخلفته عارياً إلا من قلبه..
علاقتنا يا سيدتي هي كرة "كانط" التي سنظل نركلها ونلهث ورائها و وراء الأحلام إلى أن نسقط واحداً تلو الآخر في الهاوية..
علاقتنا يا سيدتي هي موناليزا دافنشي.. لن يفهم أحد لماذا هي مهمة إلى هذا الحد ولماذا كل هذا الكلام عنها وما الغرض منها ولن يخطر ببالهم يوماً أن دافنشي نفسه لا يعرف ولو قدر له أن يبعث لانقلب على ظهره ضحكاً من تفسيراتهم..
علاقتنا يا سيدتي هي بحيرة تشايكوفسكي المليئة بالبجع..
لكن السيمفونية هنا لن تنتهي نهاية سعيدة ولا حزينة لأن الكاتب انشغل عن انهاء النوتة الموسيقية بامرأة جميلة عرضت عليه أن يصطحبها للتنزه في إحدى أمسيات الربيع وأنهت المشوار بقبلة طبعتها على شفتيه بشبق طفولي فنسي بعدها إن كان حياً أم لا ونسي أنه كان يحترف الموسيقى ليعيش..
علاقتنا يا سيدتي تحمل نكهة ثقافية مميزة..
فهي خرافية أكثر من إلياذة وأوديسة "هوميروس"..
وأغرب من غريب "ألبير كامو"..
وأرق من قصائد "بابلو نيرودا"..
وأكثر جنوناً من زوربا "كازنتزاكسي" ودون كيخوتة "سرفانتس"..
وأشرس من قصائد "مظفر النواب"..
وأكثر تحرراً من كتابات "غادة السمان" وقصائد "سعاد الصباح"..
وأكثر التزاماً من قصائد "الشافعي"..
وأوضح من كتابات "نزار قباني"..
وأكثر غموضاً من قصائد "أدونيس" و"محمود درويش"..
وأكثر تمرداً من قصائد "أحمد مطر"..
وأمر من مسرحيات "الماغوط"..
وأحلا من كتابات "أحلام مستغانمي"..
وأكثر تقلباً من فصول "فيفالدي"..
واكثر وجودية من كتابات "سارتر" وأغنيات "لارا فابيان"..
وأعذب من أغنيات "فيروز"..
وأعمق من كتابات "جبران"..
وأكثر تصوفاً من كتابات " باولو كويليو"..
وأكثر ملحمية من كتابات "جابرييل غارسيا ماركيز"..
وأصعب من كتابات "فولكنر"..
وأكثر إثارة للألم من باولا "إيزابيل الليندي"..
وأكثر مأساوية من بؤساء "فيكتور هوغو" وروميو وجولييت "شكسبير"...
علاقتنا يا سيدتي أورثتني لعنة الأوراق والأرق والذبحة القلبية وتمزق الشرايين والإرهاق والتعب..
لكنني مع ذلك مازلت مصراً على المضي قدماً فيها حتى لو كان علي أن أستيقظ كل صباح إلى جانب امرأة لا أعرفها ولا تعرفني ولم يجمعني بها إلا دورة الحياة التي تطحن في رحاها كل البشر..
و حتى لو كان علي أن أتحمل كل صباح سخرية عامل البريد اللاذعة وأنا أناوله رسائلي إليك دون طابع أو عنوان..
فهو لم ولن يفهم بأنك حين تأبطت ذراع القدر وارتحلت معه ذات مساء لم تعد للعناوين أي معنى..
18-2-2011
شكرا ع الخواطر الرائعة
منذ أن نشرت خاطرتك وأنا أعيد قراءتها كلما دخلت الى الموقع, وحتى الآن لم أكتشف سر عبيرها كأنني كنت أعرفها وأترقب صدورها فقط أو كأنني كنت أحاول كتابتها ففعلت أنت ,شيء فيها يشبه حالي ويماثل أدباً لطالما بحثت عنه أتمنى أن أقرأ لك قريباً جداً
شكراً على محبتك أيها الغريب أو أيتها الغريبة.. لم أستطع التمييز :) الآنسة شذا.. بدى لي من تعليقك أنك تكتبين أيضاَ.. وبأسلوب متفجر كأسطوانة الأكسجين.. لكنني بحثت على صفحات هذا الموقع ولم أجد اسمك بين من يكتبون...للأسف :(
رائعة بكل تفاصيلها أحببتها وربما أحببتك لأجلها تحياتي لك أولاً ولقلمك ثانياً
شكراً لكم جميعاً على كلماتكم الطيبة.. كرمكم هذا هو ما يحفزني على أن أمسك القلم وأكتب.. وبالنسبة للحمامة البيضاء.. أنا لست متزوجاً يا عزيزتي وإن تزوجت فلزوجتي الفضلية بكل تأكيد.. لكنها خيانة الذاكرة :)
الحديث عما يختلج النفس من مشاعر خبيئة والبوح بها لأوراق لا يحمل بالمطلق طعم الخيانة ..اللوم جني يرهق الحلم تماما كما يرهق الواقع. فلتدع الصداقة الرقيقة فرصة للصديق للتنفس بحرية والطوفان في نزهة دافئة تدوم لدقائق ..فالحاضر لا يبنى على تقطيع أوصال الماضي بل على مداعبة تفاصليه والقبول بالواقع ومصالحته بكل ما يحمل من أشياء جميلة ومن حب جديد وزوجة صالحة. بالله عليك فلنتوقف عن اللوم ..هو فقط شائك، ولا يمكننا أن نكون أوصياء على كل شيء ..لا حق لنا في ذلك.
ذكرتني برسالة مرة اجتني /حبك جبلي هم وغم وسكر وضغط وفقر دم بس لسا بحبك وما بندم/حلو حبك وحلو اخلاصك لمحبوبتك بس وين اخلاصك لزوجتك يلي ارتضيتها شريكة لحياتك صديقي لا تظلم زوجتك بتفكيرك بغيرها ولا تظلم حالك بالتفكير بالماضي
جميلة حروفك بشكلها و بفكرها و ثقافتها ... أعجبني جدا ما كتبت ... سأترقب جديدك .. لك مني تحية كبيرة كبر حبنا للوطن
قرأت مرة ثانية وأحببت مرة ثانية..أرجوك يا سيد أنجاد ..افرح وابحث بين كل هذا عن طيف ملون.فهذا الجنون جميل وفيه بوح عميق...ابحث بين القشور عما هو حقيقي واستبعد الوهم..فخلف هذا يختبىء حب من نوع اخر..وينام توأم روح.لا توجه إصبعك باتجاه الحب كعقرب جنون..فالحب هنا أسطوانة أكسجين تمنحنا القوة لنغوص في أعماق ذاتنا ولنجد ما نحب وما لا نحب أحيانا. أحببت جدا
يا الله ..كم هي جميلة. أو ليس من الغريب أن يبحث شغف حار ووله مجنون عن صك اعتراف وعن ختم محكمة لم يرد في أي من بنودها ذكر لذرة عاطفة. با الله ما أروعها ..يا الله كم أحببت..كلمات رائعة للغاية. دمت بأف خير يا سيدي ودام هذا الجنون اللذيذ الذي يعبر عن نضج ورقي وعمق. دمت بألف خير
قرأت خواطرك أول مرة في الموقع فجذبتني بعبيرها وقرأت غيرها اسلوبك ممتع للغاية شكراً أخ أنجاد