من برامج الشعب..
جلس على الكرسي، بدا مرتبكاً، علامات غريبة؛ بدت على وجهه واضحةً بعد تسليط الإضاءة، ربما كانت من آثار التعذيب (النفسي) الذي كان يعاني منه.
أفكار وتساؤلات عديدة دارت في خلده، زادت من اكتئابه، إحداها مثلاً أن مقدم البرنامج سيء الطباع، وأسئلته التي يطرحها كما لو أنه محقق؛ مكررة وتافهة، أسلوبه فظ ودمه ثقيل.
ثم لماذا اختاروه بالذات من بين الموجودين؟ وهل ستزداد شهرته بعد هذه الحلقة اللعينة؟ هذه الحلقة الاستثنائية.
طبعاً استثنائية لأنها ولحظه العاثر ستبث على المحطة الفضائية، مع أن البرنامج يعرض دائماً على المحطة الأرضية.
ماذا سيسأله؟ طبعاً سيسأله أسئلته المعتادة، وعليه أن يجيب عليها كما اتفقا قبل البرنامج.
ثم مهلاً..!! فعلاً من عيّب ابتلى، منذ شهرٍ تقريباً كان يسخر من أحدهم بعد ظهوره في هذا البرنامج السخيف، ها قد دارت الأيام، وهو الآن يجلس مكان ذلك الشخص الذي سخر منه.
يا الله .. تماماً كعادته، ها قد بدأت أسئلته المملة، كيف بدأتْ؟ ولماذا فعلتْ؟ ومن شجعك على هذا؟ ومن كان وراءك؟ ... الخ.
شعور سيء يزداد بعد سماع المواعظ التي يوزعها مقدم البرنامج، بدأ فعلاً يشعر بالندم على ما فعله بنفسه، لحظة..!! على ذكر الندم، هل سيسأله ذلك السؤال؟ والله لو سأله ذلك السؤال ليجن جنونه، سيفقد أعصابه حتماً وربما يكرر ما فعله سابقاً.
حاول الاسترخاء والتماسك أمام أسئلة المقدم، والتي كان بدوره يجيب عليها، تماماً كما خطط معد البرنامج.
سيطر على نفسه لوقت أمام عدسة الكاميرا وأمام المصور الذي كان يديرها ويدير مجموعة من الحمقى بناءً على الطريقة التي يتعامل فيها معهم كما أن مخرج البرنامج أكد بدوره للجميع أنه أسوأ مخرج لبرنامج كهذا خاصة أن اسم البرنامج ينتهي بكلمة الشعب، وذاك طبعاً يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار فرأي الشعب ببرنامج يحمل اسمهم هام جداً.
وقت البرنامج لم ينته ولكن بطل قصتنا لم يستطع أن يصمد حتى ينتهي التصوير وتنتهي تلك الحلقة..!! فمقدم البرنامج سأله ذاك السؤال، السؤال الذي يخشاه، تماماً كما تخيل.. وعلى عكس الاتفاق.
مقدم البرنامج: (فناننا الكبير؛ وممثلنا العظيم .. بطلب منك باسمي وباسم جميع العاملين ببرنامج "فنان الشعب" انو تغنيلنا ولو مقطع صغير من غنية انت عمري للسيدة أم كلثوم مشان نهديها بدورنا لـ...) وهنا قاطعه الفنان الضيف قائلاً: (وئفولي هالتصوير لشوف، لك شو انت ما بتفهم؟ لك أنا ما قلتلك انو ما بعرف غني، صوتي مو حلو، لا تسألني عن الأغاني ولا تطلب مني غنيلك).. ثم خرج بعد أن أحرق الشريط الذي صوره وأقسم ألا يظهر في أي برنامج من هذا النوع بعد ذلك. علماً أنه فعلها في السابق مع مقدم برامج آخر ولكن قبل عامين.
خرج وهو يقول لنفسه: (والله ندمان - ندمان يا سيدي - ندمان).
بسيطة .. انت وقارئ ما .. تخيلوا انكن عم تشوفوا حلقة من حلقات بقعة ضوء أو مرايا وسدقوني رح تغيروا رأيكن لأنو اللي كاتبو أنا عبارة عن حلقات شبه تلفزيونية غير ممثلة يعني ما عليكون غير تتخيلوا الشخصيات وتحركوها وتخلوها تحكي الشي اللي كتبتو ولازم تفهموها لأنها والله ... مفهومة ... وليست بحاجة للتفسير .. بعدين ما عصب الفنان الضيف بدون سبب بربك شفت غير عنا مذيعين بيطلبوا من الممثل يغني .. والمصيبة انو معظم الممثلين بغنوا وصوتون ما لو علاقة باللياقة والجمهور بيتمسخر والمذيع عم يسفئ بئا شو رأيك صديقي..؟
هادا هو المرض يلي قضى عالتلفزيون السوري..الواسطة,لما بيصير مقدم البرامج بيتعين حسب تقل واسطتو مو كفاءتو ومقدمة البرامج حسب واسطتها وحسب شغلات تانية ما بتنحكى,بتكون النتيجة تحول برنامج منوعات يستضيف فنانين الى برنامج الشرطة بخدمة الشعب مع علاء الدين الايوبي,اسفي على تلفزيون الستينات والسبعينات يلي كان احسن تلفزيون عربي,وتحول لتجمع واسطات ومحسوبيات ما بيستهلوا من كلمة اعلاميين غير اول حرفين,تحياتي اخي هاني وبانتظار المزيد
صدق قارئ ما إذ قال: غامضة.. قرأتها قصدا .. والكاتب مشكور على أية حال.. أولشي ظننت أنها مقابلة مع محكومين بالإعدام.. وبعدها وإذ بتطلع مع فنان، وفجأة عصب ليش مو واضح..
وأنا لم أفهم مالذي لم تفهمه .. النص مكتوب باللغة العربية وليس بالهنغاري وليس فيه شيء غير مفهوم لذلك أشر بإصبعك على الجملة التي لم تستطع فهمها وأنا سأشرحها لك يا صديقي..
يبدو أن هناك أمراً غريباً حرمني من تعليقات القراء التي انتظرتها بشوق ولكن أشكر كل قرأها وأعجبته دون أن يصلني رأيه فيها عسى أن يكون المشهد الخامس أوفر حظاً...
هل من الممكن التوضيح لأنني لم أفهم؟
رأيي إنو فكرتك مزبوطة، وأوافقك الرأي.. عفكرة بهنيك عنجاح مقالتك الجديدة، رح تشبع تعليقات (متل ماتوقعت) مو متل هون، قحط وعمتسحب التعليق سحب منلعالم.. وشكرا على ردك وشرحك. سلام.