لقد ذكرتني أحداث بنغازي الليبية وطبيعة شعبها الكريم الأبي إلى قصة رواها لي شخصيا" النقيب الجزائري مصطفى وهي قصة حقيقية ! إنً عادات وتقاليد وأعراف الشعوب العربية واحدة وإنْ حدثت بعض الفروقات فهي لاشيء قياسا" بالتوافقات !!
أثناء حرب رمضان عام 1973م ضد العدو الإسرائيلي ! وكانت الأمة من المحيط إلى الخليج معبأة وإرادة القتال بأعلى مستوياتها لدى العرب ! وخاصة كونها أتت بعد النكسة في حرب عام 1967م !!! ومرت التجريدة الجزائرية على الطريق البري الليبي وبقرب قرية من قرى محافظة بنغازي , تقدمت فتاة ليبية تحمل بيدها صرة سوداء وأشرت لعربة جيب عسكرية وتوسمت فيها أحد قادة الرتل العسكرية وصدقت توقعاتها فقد كان فيها النقيب مصطفى الفوايلي من سلاح الدفاع الجوي الجزائري وهو من محافظة عنًابة , توقفت عربة الجيب ونزل النقيب مصطفى ليستفسر عن إشارة المرأة التي طلبت توقفه , لقد كانت فتاة حسناء في ريعان الشباب وكانت ترتدي الزي الشعبي لنساء الريف وكانت تقف بشموخ وعنفوان وقالت :
أخي هل أنت قائد هذه الكوكبة من الجيش قال لها النقيب مصطفى نعم يا أختي !
هل من مشكلة حدثت من الجنود أو من العربات هذا ما دار بخلد النقيب وقاله لها : ردت عليه بثغر باسم نظم الدرً والحببا ! لا يا أخي ولكني أريد أنْ أتبرع بهدية عرسي من زوجي وهي عبارة عن مصاغ ذهبي للجيش الجزائري كمجهود حربي لأخوتي الذاهبين إلى الجبهة المصرية !!! ومعه أيضا" بعض المصاغ من نساء قريتنا !!! بمنتهى البراءة والجرأة والشهامة !!
يقول النقيب مصطفى لقد بهت وفتحت فمي من شجاعة ! وذكاء ! وكرم ! وإيمان هذه الفتاة !!
وفهمت منها أنً المعركة ليست معركة قادة وحكومات ! بل هي معركة شعوب وأفراد ! طفرت الدموع بعيني وتماسكت أمام نخوة وشهامة هذه الشابة و وقلت لها : ثبت الأجر إن شاء الله ! يا أختي نحن متجهزين وعندنا من المؤونة والأموال الشيء الكثير !
ولكن نحن بحاجة إلى الدعاء من القلوب العامرة بالإيمان أمثالك ونساء المشرق الليبي الماجدات أختاه أثابك الله وحفظك ! وردًتْ عليً بقولها خذوه مني وأعطوه لمن يحتاجه هناك على الجبهة فقلت لها بإصرار نحن بخير وأرجوك إقبليه هدية من عندنا ! لقد قبلناه ونهديكي إياه ! نزل سائقي وبعض الضبًاط واستمعوا لتوسلاتها بأخذ مصاغها الذهبي هدية عرسها ! ولم أنتبه إلاً ونحن محاطين بمجموعة من نسوة القرية , وبصوت واحد يرجوننا بأخذ صرة الذهب ! لقد تأثرت كثيرا" فنزلت دموعها على صفحات خدها الجميل كحب اللؤلؤ ! ولم أتمالك نفسي من رفع يدي وأؤدي لها التحية العسكرية وفعل زملائي الضبًاط كذلك ! وهنا رفعت العروس الليبية وصويحباتها أصواتهن بالزغاريد والتلويح بأيديهن لنا , بعد أن ركبت في عربتي والتفت إلى الخلف ورأيت دموعهنً مع الزغاريد ! ولم أستطع كبت دموع حبستها يوم ودعتني أمي وأخواتي وهنً يزغردنً لوداعي مع شباب حينا وأقاربي في عنًابة بالجزائر !
الشيخ عبد القادر الخضر
هذه مثل خولة بنت الازور , أكيد من أحفاد عمر المختار
صورة أتمنى تتكرر في بلاد العرب
أحلى من الحلو ورائعة الروائع هذه القصة
حلوة كتير
شكراً للكاتب على قصته الرائعة ،وأود ان اقول له بأنه أرجعنا الى أيام المجد الحقيقي ألا وهي ايام التضحية والبطولات الحقيقية وهذا هو روح ديننا الحنيف :المسلمين كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى وهكذا يجب أن نكون دوماً.
أكيد 100% أمها كانت مثالية في السلوك والأخلاق ! لأنه البنت صفحة من أمها ! ودافعها على مثل هذا العمل التربية السليمة من أبوها وبيئتها النظيفة
بني تراه في الازمات إما غير مباي ! وإما ضدك أو معك بألى ما يملك شكرا للكاتب
حلوة كتيييييييييير الله يجزيك الخير بس عم أسأل حالي ياترى في هيك ناس اليوم ؟؟
كانت شتائم بعض اللبنانيين بأوجها في تلفزيوناتهم واذاعاتهم ضد السوريين ولكن حين حدثت حرب تموز "او بالاحرى انتصار المقاومة في تموز 2006 " استقبل الشعب السوري اللبنانيين على الحدود واستضافوهم في البيوت وتقاسموا لقمة الخبز سويا والتقيت باحد المتطوعين لاستقبالهم على الحدود وكان من مدينة دير الزور قال لي استغرب اللبنانيون ان نستقبلهم وبعض زعمائهم يشتموننا ليل نهار واستغربوا فتح الحدود السورية لهم لا اختلاف يا سيدي فكلنا امة واحدة من المحيط الى الخليج شعب عربي واحد بالسراء والضراء.
شكرا جدا للكاتب بالفعل مساهمة مؤثرة وأكثر مشهد أعجبني ((ولم أنتبه إلاً ونحن محاطين بمجموعة من نسوة القرية , وبصوت واحد يرجوننا بأخذ صرة الذهب ! لقد تأثرت كثيرا" فنزلت دموعها على صفحات خدها الجميل كحب اللؤلؤ ! ولم أتمالك نفسي من رفع يدي وأؤدي لها التحية العسكرية وفعل زملائي الضبًاط كذلك ! وهنا رفعت العروس الليبية وصويحباتها أصواتهن بالزغاريد والتلويح بأيديهن لنا ))
أكيد بنت عائلة محترمة ونقية ومجاهدة !
إحترت من كان موقفه أفضل الضابط أم العروس أم نساء بنغازي !!
بس أخدتو الدهب ولالا
قصة في غاية الروعةومؤثرة للغاية فقد أدمعت عيني, يا ليت النساء في هذا الزمان يفعلن ما فعلته تلك المرأة
الذهب غالي ! ولكنه رخيص للغالي ! لقد أبكتني العروس الليبية وأحدثت بجسمي قشعريرة من إرادة التكافل , دموعي تسفح على خدودي لماذا والله لاأعرف ! بل هو شعور أحدثته هذه الماجدة بنت الأماجد سليلة الشهيد الكبير عمر المختار!
الشيخ عبدالقادر الخضر المحترم...قصة جميلة جداً وتعبر عن مدى حب الوطن وبالفعل نحن نفدي وطننا بأرواحنا،بس عندي تعليق صغير سيدي الكريم لو كانت معها ذهب بهالأيام كانت باعت؟؟"ما بظن"،لأنه الذهب غالي وبطلووووووع،يعني الواحد عم تطلع روحه ليكون معه غرام ذهب هههههههه...تحياتي لك أيها الراقي.
هناك جنود مجهولين لانراهم بيننا ! لكنهم موجودين بآثارهم !! دعاء الأمهات والمسنين والفقراء , يفعل فعله في مواقع اللقاء ! بالأمس رأيت منظرا" أبكاني كثيرا" , وهو منظر لماكينة خياطة يدوية تديرها امرأة ليبية وتقول اللهم إحفظ ليبيا وشعب ليبيا , وتدعي كثيرا" من هنا نستطيع تقييم قوة وتأثير الحدث ! عروس تتبرع بأغلى ما تملك وهو مصاغ العرس ! لتشارك في معركة الكرامة ! وامرأة فقيرة تدير ما كينتها اليدوية لتعتاش منها وهي تدعي لشعبها دون استثناء !
قديش حلوة هالقصة وهذا بيأكد انه لسا الدنيا بخير ولسا في أمل
هذه العروس بنت عمر المختار والضابط مصطفى بن عبد القادر الجزائري وكلاهما مشاعل لنا ليبينوا أهمية التكافل الاجتماعي بيننا !