syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الحب وثورة الغضب... بقلم : هاني يحيى مخللاتي

الأول: لماذا أنت غاضب هكذا؟


الثاني: لأنها أزعجتني جداً فهي حادة الطباع، تافهة وساذجة، تعليقاتها تضايقني وتشعرني بالاستياء الشديد، أكرهها عندما تفعل ذلك، ولا أستطيع أن أتحملها..

الأول: هل هذا يعني أنكما تشاجرتما مجدداً؟

الثاني: أجل .. وأنا مرتاح هكذا ولا أود أن أتكلم معها ثانية.

الأول: هل أنت متأكد؟

الثاني: طبعاً وإذا اتصلت الآن لن أرد عليها، بل سأقفل الخط في وجهها لكي تعرف أنها أهانتني وجرحت مشاعري.

 

الأول: دعني أصالحكما..

الثاني: مستحيل .. فأنا لست عجيناً بين يديها تشكله كما تريد أو كرة تقذفها كما تشاء.

الأول: ألهذه الدرجة؟

الثاني: وأكثر .. والأسوأ أنها تظن أنني المخطئ وأن علي أن أصالحها .. لكنني لست أحمقاً ولن أصالحها حتى لو قطعت نفسها إربا..

الأول: لااااااا .. يجب أن نجد حلاً لمشكلتك .. يبدو أنها مشكلة كبيرة..

 

الثاني: إذا كانت مشكلة فهي ليست مشكلتي بعد الآن لأن كل ما يربطني بتلك الإنسانة سأنساه وأنهي علاقتي بها إلى الأبد ولن أنظر خلفي إطلاقاً..

الأول: وحبكما..!!

الثاني: فليذهب إلى جهنم..

الأول: ورأيها في الموضوع..!!

الثاني: لا يهمني..

.......

.......

 

يخرج الثاني جهازه المحمول من جيبه وينظر إليه ويجيب على أسئلة الأول بنفس الوتيرة والقلق باد على وجهه ولا يفارقه .. وفجأة..

الثاني: عن إذنك أريد أن أتكلم في هاتفي..

الأول: حسناً

 

وتمضي الدقائق سريعاً بالنسبة إلى الثاني بينما ينتظر الأول لوقت طويل مستغرباً خيانة الثاني الذي يتكلم مع فتاة أخرى بعد أن غضب من حبيبته وبعد مرور ساعة كاملة ينفجر غضب الثاني من جديد وسط دهشة الأول الذي يحاول تهدئته ليفهم ما لذي أغضبه إلى هذا الحد..

الأول: ما بك؟ ما ذي حدث؟

الثاني: لقد نفد شحن بطارية المحمول..

الأول: وأين المشكلة؟ هل أعطيك جهازي؟

 

الثاني: لا داع لذلك.. سأكتفي بهذا القدر.

الأول: مع من كنت تتكلم؟

الثاني: ما هذا السؤال؟ مع حبيبتي طبعاً؟

الأول: أي حبيبة؟

الثاني: وهل عندي غيرها؟

 

الأول: لا أدري إن كان عندك غيرها ولكن لا أظن أنك كنت تتكلم مع الفتاة التي كنت تشتمها منذ قليل..

الثاني: أولاً ليس عندي غيرها .. وثانياً أنا لم أشتمها فهي حبي الوحيد .. وثالثاً لم أنت مستغرب؟ أوليس بين المحبين عتب؟

الأول: بلا ولكن ليس بطريقتك خاصة وأنك كنت تقول بأنك من المستحيل أن تصالحها..

الثاني: طبعاً .. وأنا مصر على كلامي فإما أن تبادرني بالمصالحة أو أتركها في جحيم الغيظ..

الأول: ركز معي أرجوك .. كنا نتكلم معاً وفجأة استأذنتني لتتكلم في هاتفك واتصلت بها .. فكيف تقول بأنها من بادر بالمصالحة؟

يضحك الثاني ويجيب: ألم تنتبه يا أحمق أنها أرسلت إلي (مسد كول)..

 

الأول بعد أن استشاط غضباً: تباً لك ولحبك ولصداقتك واسمع هذه العبارة وضعها حلقة في أذنك .. لا تنتظر مني (مسد كول) فأنا لن أصالحك يوماً..

وينصرف..

ينظر إليه الثاني مستغرباً ثم يقول: حسناً وأنا لن أصالحك أيضاً..

يحرك الأول يده ويبتعد ولسان حاله يقول: ما كل من ذاق الهوى عرف الهوى ولا كل من شرب المدام نديم..

2011-03-10
التعليقات
لمى
2011-03-10 23:09:58
تسلم ايديك
عنجد تسلم اديك بس كل يوم واحد بلاقي حبيبة بس مو كل يوم بلاقي صديق

سوريا
عاشق الليل
2011-03-10 19:45:59
ههههههههه
االحب باب لحياة ملأة من المفاحأات| يسلمو أيديك ع هل المشاركة الرائعة نحنا بإنتظار المزيد حبيبنا

سوريا
abo alhareth
2011-03-10 10:44:11
كل الشكر للكاتب
مع أنني أضطررت لإعادة القراءة أكثر من مرة بعد أن تهت بين الأول والثاني, ولكنها جميلة وتستحق القراءة...

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-03-10 05:59:33
صباح الورد
قصة مهضومة كثير وقريبة جدا من الواقع فالانسان هكذا يغضب فيعتقد انها النهاية لكن الحب اذا ما طرق بابه لا يتردد في فتحه على مصراعيه ومن لم يفعل فهو الخاسر لا محالة

سوريا