بسم الله الرحمن الرحيم ( و جعلنا من الماء كل شيء حي)
إذا كان الله سبحانه و تعالى يفتح لنا بوابات السماء ليعبر منها الغمام المحمل بالخير فهل نغلق الباب أمامها سوريا بلاد الشمس و الماء و الأرض سماها الأشوريون بلاد الجمال و الخير و أسماها الرومان عنبر روما و سميت بعد الفتح الأسلامي بلاد السنابل و الأشجار الخضراء
تعبر جغرافيتها ثلاث بوابات مطرية:
جنوبية فوق مرتفعات جنوب لبنان و الجليل الفلسطيني و مرتفعات الجولان السورية
وسطى فوق مرتفعات جبال طرطوس و المعروفة حاليا بفتحة حمص
شمالية فوق لواء اسكندرون عبر بوابة نهر العاصي
البوابة الوسطى وهي البوابة الرئيسية و التي تعبرها المنخفضات المطرية المتشكلة في المحيط الأطلسي و البحر المتوسط قادمة من الجهة الغربية وصولا الى المنطقة الداخلية (حمص +حماة) و تتجه جنوبا عبر البقاع اللبناني و القلمون السوري و شمالا عبر سهل الغاب وشرقا حتى البادية
و لكن ما هو وضع هذه البوابة حاليا ؟
لقد أغلقت هذه البوابة بفعل ايدينا بالعوامل التالية :
1) إقامة منشآت صناعية على بداية هذه البوابة في الساحل السوري (معمل الأسمنت _ المحطة الحرارية _ مصفاة النفط)
2) سوء تخطيط المدن و البلدات الساحلية التي غطى فيها البناء الممتد بشكل أفقي عشوائي معظم مساحة الأراضي
3) الغطاء البلاستيكي المستخدم في الزراعات المحمية
أما المنشآت الصناعية فإنها تتسب بتسخين طبقات الجو العليا نتيجة إنبعاث الغازات السامة و عمليات الأحتراق للوقود اللازم لتشغيل هذه المنشآت
و التوسع العشوائي للسكن قد غطى معظم الأراضي و قضى على المساحات الخضراء و ذلك يسبب إنعكاس لأشعة الشمس لتعمل على تسخين الجو
كما أن الزراعات المحمية و التي هي عبارة عن أقواس بشكل قطوع زائدة تكون محارقها في طبقات الجو العليا تعكس أيضا أشعة الشمس و تساهم في تسخين هذه الطبقات
هذه العوامل مجتمعة قد ساهمت في إغلاق البوابة المطرية الرئيسية في سوريا و الجفاف الحاصل في السنوات الأخيرة هو خير دليل على ذلك و هذا سوف يؤدي مستقبلا إلى تصحر المنطقة الساحلية و امتداد الصحراء إلى كافة المناطق السورية و ذلك يستدعي منا الوعي لهذا الخطر ومحاولة دراسة و معالجة هذه المشكلة من قبل الجهات المختصة قبل أن نصل إلى يوم يقال فيه عن سوريا الخضراء سوريا الصحراء.
مقال مهم جدا واكثر من رائع ارجو ان يجد مقالك صدى لدى الجهات المختصة قبل ان نخسر آخر الاشياء الجميلة في سورية شكرا لك استاذ علي على هذه المعلومات القيمة ونرجو منك المزيد من هذه الكتابات التي تزيد مستوى الوعي والمواطنة لدى جميع بما يخدم سعادة الفرد والوطن على سواء