لنتأمل بجدول ماء
صافي هادئ لا يعكر صفوه شائبة،
قادم من أقاصي الدهور، نستقي منه ما شئنا من
المعرفة الإلهية .
فهو متواجد لا يحمل
استطاعة ولا إرادة ليرد احد من وارديه.
فما علينا سوى السعي للوصول له فالذي يريد
الوصول ،!....
الطريق وعرة ...وفيها
حفر وتجارب... سنعيش ضمن نقيضين....
السالب ,,, والموجب... ونختبر كلاهما !!
يجب أن نعلم ان وراء كل ليل يوجد نهار....
ووراء النهار يأتي الليل.....
وكل تعاسة يأتي ورائها سعادة والعكس صحيح .....
فعلينا أن نؤمن بوجود
العدل الإلهي وميزان الله ....
فعلينا أن ننتبه إلى
نفسنا وأهوائها التي لا نستطيع التحكم بها!!
إلا من خلال مساعدة إلهية .....
كالصلاة والتأمل فكلاهما الحبل الروحي ....
الذي يغذي كياننا وأرواحنا بالحب ويجعلنا نتعرف
على خفايا أنفسنا ....
وعندما نكتشف أنفسنا... وما تحتويه من بواطن
طيبة... أو خبيثة....
ونحاول إصلاحها ومسح الغبار عن مرآة ذاتنا .....
فتنضج نفسنا وتصبح نوراً متوهجاً لاستقبال
الوعي الكوني......
الذي يشع من التعرف على النفس وتغيرها ....
فالله خلقنا ضمن فسحة
سماوية مقدسة .......
مفعمة بالأنوار
الإلهية القادمة مع وجودنا البشري المقدس.....
إلا إننا لا ننظر لهذه الأنوار......
فالله عز وجل ينظر بنا ملوك .....
ولكن للأسف نحن ننظر لأنفسنا كمتسولين.....
متسولين عواطف ميتة من بعضنا البعض.......
دائما نركض ونركض ولا نشبع مجرد انفعالات كاذبة
تموت مع اختفاء اللحظة...
وهكذا من انفعال لانفعال ومن تسول لتسول آخر .....
فنحن في غفلة من
أمرنا عن حقيقة وجودنا فعطايا الله لنا كاملة......
ولكن للأسف البعض يعيش البؤس والتسول.....
كشخص ظمآن ذهب لجدول ماء ولكنه لم يستعد ولم
يأخذ معه سوى كأس واحد وملئ من الماء مقدار هذا الكأس، فلم يشبع ظمآه.
وشخص آخر حمل معه جرة من الفخار وملئ ماءً
بمقدار هذه الجرة التي لن تفي بإطفاء ظمآ عائلته.
وجاء شخص مزين بأنوار الوعي وحفر ساقية من هذا
النهر إلى منزله فأصبح كامل الجدول في بيته يرتوي منه هو وعائلته....
ومثل ذلك عطايا الله لنا وافرة غزيرة...............
ولكننا لا نجد الوسيلة لجعل جدول عطايا الله ضمن
فسحتنا السماوية المضيئة.!؟
فعندما خلق الله
البشر نفخ من روحه المقدسة في الإنسان وأراد أن نتعرف عليه من خلال أنفسنا (( لأن
من عرف نفسه فقد عرف ربه )) ونستخرج من بواطنها كنوز الحكمة المخبأة في القاع.
فلنختار الجانب
المشرق بالحياة الذي يزيدنا من الوعي والحكمة ولنتوصل الى ينابيع الله المجانية
المتواجدة بكل لحظة من لحظات الزمن .........
اللهم رضاك نرجو فلا تكلنا الى انسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك اللهم ذنوبنا كثيرة واعمالنا قليلة ولكن رحمتك ومفغرتك كبيرة اللهم تب علينا وتوكلنا بحمايتك ورعايتك