في عالم الكاراتيه هناك ما يسمى "الكاتا" وكترجمة حرفية لكلمة "كاتا" فهي تعني "شكل".
وهي تمثل بالنسبة للاعب الكاراتيه طريقة للتعبير عن القوانين والمبادئ الخاصة بمدرسته. وهي بمثابة السيمفونية للملحن والمسرحية للممثل والعملية الجراحية للطبيب ...الخ.
إن تنوع السمات الجسدية للبشر (الطول-الوزن-طول الرجل واليد-عامل الحيوية...الخ) لعب دوراً رئيسياً في ظهور مدارس (اتجاهات) الكاراتيه المختلفة لكنها جميعاً تسعى لتحقيق الهدف نفسه وهو تحقيق السرعة العالية و القوة في تأدية التقنيات المختلفة بأقل استهلاك للطاقة.
بالتالي فإن محاولة نسخ تقنيات شخص إلى شخص آخر هي عملية فاشلة حكماً و السبب يعود إلى أن كل شخص يملك معاييره الخاصة. إذاً علينا أن لا نعير الشكل اهتماماً زائداً... بل لننظر إلى فحوى هذه الحركات و الأشكال، علينا أن نبحث عن القوانين والمبادئ التي تستند إليها (والتي يصعب العثور العثور عليها في أي من المراجع و تعتبر من الأسرار الخاصة بكل مدرسة حفاظاً على المكانة التي تحتلها بين المدارس الأخرى)... أما التقليد المباشر لأناس آخرين ومراقبة الأشكال نفسها و تركيز الاهتمام على حركات الأرجل والأيدي حتى وإن نجح في حالات خاصة وإن بدا طريق سهلاً للظهور السريع لكنه يبقي الإنسان تلميذاً مدى الحياة.. لأنه سيبقى بحاجة للسمكة في كل مرة فهو لم يتعلم كيف يصطاد.
إن مشاهدة عروض تقديمية للـ "كاتا " لأبطال معروفين دون معرفة المبادئ الأساسية التي تقوم عليها هذه الـ "كاتا" لن يحقق الفائدة على مستوى تحسين الأداء. فتقديم الـ "كاتا" يعني تقديم لكل مبادئ الكاراتيه. وهي أي الكاتا وحدها القادرة على الارتقاء بالكاراتيه كونها غير محدودة بحلبة قتال أو أي أي مكان آخر يمكن أن يكون مقيداً بشروط وقواعد موضوعة مسبقاً حتى القتال المسمى "بالقتال الحر" فهو مقيد بمكان وزمان محددين. نتيجة لكل ذلك أصبحت الكاتا مع مرور الزمن مؤشر لشخصية لاعب الكاراتيه وصحة النواحي الفنية والتناغم لديه.
إن العالم الذي نعيش فيه مطلقٌ بلا حدود ونحن من نحدده بالشكل الذي يسمح به وعينا وخيالنا. والبحث عن العالم الداخلي هو الطريق الأوحد للاكتشاف والارتقاء وهو الوحيد الذي لا يملك حدود التوقف.
الاخ مؤيد النقرى بصراحة المقالة كانت ثرية بمعلومات جديد لم اعرفها من قبل ,مشكور يا اخى و ارجو ان تتابع كتابة مثل هذة المقالات المفيدة
الله يعطيك العافية اخي ابو نورس على هالمقالة القيمة والتي من خلالها تذكرت قول امامنا: وتحسب انك جرم صغير .... وفيك انطوى العالم الاكبر
شكرا عالمعلومات الجديدة والمفيدة .
خيو في أكلة كتير بحبها اسمها بابا غنوج بحب اكلها و انا عم اقرا شكرا كتير على المعلومات الله حيو ابو نورس ملك النورس على الساحل السوري.