الى أبي و أمي
إليكما يا عبق الفل الذي عطر أيام حياتي.......
إليكما يا شمس كل يوم .....
إليكم يا من تسكنون القلب و تحيون الروح....
اليك يا أبي ....الى يديك الطاهرتين .....الى هاتين الراحتين التين غرستا أشجار الزيتون و اللوز...
الى يديك اللتين علمتاني الكتابة و شكل الحروف ......
الى أصابعك التي أمسكت بالطبشور لسنين طوال لتكتب اجمل كلام و تخط أجمل الخطوط.........
الى يديك التين كلما تذكرتهما بكيت ...و أيقينت أن الأرض و الخير و القمح ينبض داخلهما.......
اليك يا ملاكي.....اليك يا امي .. الى صدرك الدافئ و قلبك الرؤوف ......
اليك يا صديقتي و اختي ..اليك يا من تراءى لي الجمال بأروع صوره كلما نظرت الى وجهك الصبوح
اليك يا أيتها الطيبة ......
الى بحر عينيك الأزرق الذي لطالما أبحرت فيه عند حزني و فرحي ......
اليك يا من علمتني أن الصمت أحيانا أبلغ من أي لغة.......
اليكما معا....الى الحكمة و الجمال معا أكتب سطوري هذه ...
أبي ها أنا ذا لم أهجر الدفتر كما وعدتك ......ما زلت أسطر عليه كلماتي حتى لو انها اقل بريقاً من ذي قبل الا انني ما زلت أصب ما في داخلي على اوراق دفتري البيضاء لأملأها شوقا تارة و هما تارة أخرى
يوما بعد يوم ..أراكما مثلا رفيعا رائعا بكل شيء ......
يوما بعد يوم أدرك تماما ما معنى أن أراكما الآن بعد ثلاثين عاماً من الحياة الزوجية شخصان يملؤهما الحب و الاحترام ...
يوماً بعد يوم أقدر كم من الهموم قد تحملتما عنا و كم من الامان و الدفء أعطيتما ....
أمي ان صغيرتك ذات الضفائر قد كبرت ..ها انا اليوم أقف أمام رزنامتي الصغيرة لأرى بأن الأيام قد مرت سريعاً ......
أستيقظ كل يوم لأجد نفسي بعيدة عنكم جميعا(في المسافة فقط) أسترجع صوركم الغالية عندما أفتح عيني كل صباح و أدعو الله أن تكونوا بأحسن حال ..
ثم أغمض عيني مرة أخرى متذكرة وصاياك يا أبي و نصائحك يا امي مستعدة لبدء نهار أخر في الغربة