syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
في ذكرى رحيل امي ... بقلم : محمد عبد العزيز هلال

في 14 / 3 / 2004 وفي تمام الساعة العاشرة و النصف من صباح ذلك اليوم الحزين ، فارقت والدتي الحياة بعد صراع مرير مع المرض .... مرض مزمن رافقها ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن ...


و خلال تلك الفترة ما تركنا متشفى عام أو خاص إلا و قضت فيه ما قضت ... و في كل مرة نأخذها بحالة إسعاف كان بعض من حولنا يقول : لا بد أنها راحلة هذه المرة .... و ذلك لصعوبة وضعها الصحي ، و بما أن الأعمار بيد الله فقد غادر قبلها العديد ممن توقع لها الموت ...

 

و في يوم رحيلها عندما خرج الأطباء من غرفة العناية المركزة ليخبرونا بذلك النبأ الصاعق الذي أسقط كل صبر عندي ، و أشعل نار الفراق في جسدي ، و فجر ينابيع الدموع من روحي قبل عيوني ، حتى أنني شعرت أن كل ما فيَّ يبكي و يبكي .... و بدأ شريط الذكريات يحاكي عيوني و عقلي و يذكرني بحركاتها و كلماتها و نبرات صوتها ... يذكرني  في عودتي إلى المنزل من المدرسة و الجامعة و العمل و حتى بعد سنوات طوال من الزواج ، كيف كنت أنادي و بأعلى صوتي مامي ، مامي حياتي يا حبي الأول و الأخير و هذه العبارة كانت عنوان كل لقاء بيننا ...

 

لقد كانت أمي قاتل همي و غمي ، و منبت أملي و هدفي ، كانت دمي و نبض قلبي و عقلي الذي أفكر فيه ، و عيوني التي أرى فيها ... كانت كل شيء في حياتي ...

كانت دائما ً تقول لي اللهم اجعل يومي قبل يومه ، و كان لك ما تمنيت لصدقك ، لصدقك و لمحبتك

أما بعد رحيلك فكل شيء تغير ، و اختل توازن الكون و اختلطت الأضداد مع  بعضها و تناثرت روحي في رحاب الأرض . و بالتأكيد أعجز عن حالي عندما حملناها جثة هامدة من غرفة العناية إلى البراد بانتظار نقلها إلى مثواها الأخير ... لا أتذكر كيف استطعت أن انظر إلى ذاك الكفن الذي حضنها ... لا أستطيع أن أتذكر كيف أغلقت باب البراد ... لا أستطيع أن أتذكر كيف انهال التراب على جسدك الطاهر ...  كانت و لا تزال تلك اللحظات مرهقة و محرقة لكل شعور و إحساس ...

 

و إذا كان الله عز وجل قد تكرم على بني آدم بنعمة النسيان ، فقد كرمني بإضافة حضور الذكرى ، فأنت في روحي و نفسي و صورتك لا تفارق مخيلتي ...

و لعل ما يخفف عني ألم فراقها ، نبع الحنان الذي لا ينضب ، الشمعة التي تحرق نفسها لتنير دربي و تبث الدفء لبرد أيامي ن والدي الغالي أطال الله في عمره و أمده بالصحة و العافية ...

و بعد أسبوع من وفاتها كان عيد الأم ، و فرح من فرح و حزن من حزن ، وفي ذلك اليوم ارتوت مخدتي من نهر دموعي ، و قد تملكني فزع و خوف و حزن لا يروى و لا يحكى ...

 

كان عيد الأم ، و أنا ما كنت أعترف فيه من قبل وفاتها و لا بعد ذلك ... لأنني كنت أعتبر كل لحظة أرى فيها أمي هو عيد لي و مع رحيلها رحل العيد ... و مع ذلك أقول كل عام و كل أم بألف خير

رحم الله والدتي و أسكنها فسيح جنانه ، و رحم الله كل الأمهات الراحلات ، و أدام للأحياء كل الصحة و العافية و أسعدهم بأولادهم و أسعد أولادهم بهم .... 

2011-03-08
التعليقات
Jihad
2011-03-13 08:58:34
آآآآه
الله يرحم الوالدة ويجعل مأواها الجنة ويرحم أموات المسلمين جميعا ويرحم والدتي التي منذ أن لقيت وجه ربها وأنا أشعر نفسي وكأني أعيش في الصحراء عارياً بلا سقف يظلني ولا جدران أسند رأسي عليها وعندما حملت والدتي من جهة القدمين لنضعها في قبرها قبلت قدميها وكم تمنيت لو أني كنت أقبل قدميها كل لحظة وهي على قيد الحياه إنها مشيئة الله ولا إعتراض

سوريا
سحر الشرق
2011-03-12 11:19:01
إلى الكاتب محمد عبد العزيز هلال
شكراً لك ياسيدي أشهد الله أن جرحي بوفاة أمي لم ولن ولاأظنه سيلتئم ولكن ... هل من قدوة لنا أفضل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ? ( الموت حق ولكن الفراق صعيب ) رحم الله أمك وأمي وأبي وكل اموات المسلمين وألحقنا بهم بعملنا الصالح ومرة أخرى سلمت يمناك وبإنتظار المزيد منك

سوريا
الكاتب
2011-03-10 17:38:24
إلى سحر الشرق ....
كل الرحمة و المغفرة أرجوها من الله عزوجل لوالديك ... جعل الله قبرهما رورضاً من رياض الجنة ... كلما قرأت ما نقلت عني أشعر و كأني أكتبه لأول مرة ... و الله أعلم كيف أصبح ...

سوريا
Mr. X
2011-03-10 12:57:55
لابدمن التعليق
إنني لا أشكك أبدا بعظمة وأهمية وسمو المرأة الأم، وبهالعجالة، أعزي الأخ الكاتب، وأدعو لأبي وأمي بطول العمر والصحة، وكذلك لكل الناس المسالمين، وكل نفس ذائقة الموت، وبصراحة هالحياة كلها تفاهة وبلامعنى.. وغريبة كمان..دقة الزمن، الشعر يشيب بسرعة والجسم يضعف، وكل شيء ينتهي، رحم الله والدتك وأموات المسلمين وكل الناس كمان..

الإمارات
زينب
2011-03-08 22:49:26
اشتقت إليك يا عمري,,,
غاليتي ..امي الحبيبة,,ابي الحبيب رحمكما الله واسكنكما جنة الفردوس,,,, احن لكما دوما ,, واشتاق لكم ابدا,,, وازور قبركماباستمرار لاحدثكم واستشعر وجودكم معي فهذا الشيئ الوحيد الذي يريحني قليلاً ,,,ويجعلني انقطع عن دنياي وأذهب إلى برزخكما ,, ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا,,,!

سوريا
الكاتب
2011-03-08 21:57:21
رحم الله الأموات أجمعين
إلى الأمير .. إلى هدهد ..إلى سحر الشرق .. إلى samar : رحم الله عزوجل امواتكم ، و أدخلهم فسيح جنانه...

سوريا
الكاتب
2011-03-08 17:24:14
رحم الله أمهاتكم اجمعين
إلى : حنون hazarba عبده شكرا ًلمروركم ، و لدعواتكم ... رحم الله كل أم ، فرحمته عزوجل وسعت كل شيء..

سوريا
سحر الشرق
2011-03-08 16:38:55
آآآآآآآآآه ياأمي
أما أنا فأكثر ماأحرقني بعد وفاة أمي قبل حوالي تسعة أشهر هو قراءتي كلماتك هذه (و بالتأكيد أعجز عن حالي عندما حملناها جثة هامدة من غرفة العناية إلى البراد بانتظار نقلها إلى مثواها الأخير ... لا أتذكر كيف استطعت أن انظر إلى ذاك الكفن الذي حضنها ... لا أستطيع أن أتذكر كيف أغلقت باب البراد ... لا أستطيع أن أتذكر كيف انهال التراب على جسدك الطاهر ... كانت و لا تزال تلك اللحظات مرهقة و محرقة لكل شعور و إحساس ...) رحم الله أمك وأمي وأبي وكل أموات المسلمين

سوريا
هدهد
2011-03-08 16:11:41
دمشق
اقدركلماتك واشعر بها فلقدمررت بهذه التجربة الصعبة لكن ماباليد حيلة ولاشي ممكن يعوضك حنانهافعلا كلماتك صادقة

سوريا
الأمير
2011-03-08 10:33:26
كل لحظة..كل نظرة..كل أبتسامة..كل جزء من الثانية هي عيد للأم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...رحم الله والدتي ووالدتك وجميع المسلمين وأسكنهم الفردوس واطال الله في عمر ولدك..أخي..نعلم أن لكل أجل كتاب وأن الأجل لآت علي وعليك وعلى كل من على الأرض ولا ينفع إلا الدعاء فإن كنت ممن يكن لها هذا الحب عليك بالدعاء لها فالدعاء هو الذي ينفعها لادموع ولابكاء..الدعاء..رحم الله والدتك..اللهم أكرم نزلها..ووسع مدخلها..ونقها من الذنوب والخطايا واجعل قبرها روضة من رياض الجنة....آمين

سوريا
Samar
2011-03-08 10:29:19
--
لقد ابكيتني بمرارة وحرقة رحم الله والدتك ووالدتي, انني ابغض هذا التاريخ لكثرة الحرقة التي اشعر بها والغصة والألم لفقدان اجمل شيء بالكون , ماما.

سوريا
عبده
2011-03-08 10:16:20
الأم
رحم الله والدتك ووالدتي وجميع أمهات المسلمين وكل أمهات العالم

سوريا
hazarba
2011-03-08 09:59:01
-
أخي محمد ، إنا لله و إنا اليه راجعون، أعلم عن يقين بأنه لاتوجد عبارة تساوي بقدرها مواساة أي أحد فقد _ بخاصة _ أماً له، إنه بلا شك الحزن الذي يعصف بنا فيغير ملامحنا، لابل يغير حتى انعكاس جميع ما هو حولنا، لنراه بطريقة مختلفة تماماً بدأً من ألماكن و انتهاءً بالشخوص، و لكن هذه هي الحياة، رحم الله أمك و أمي و أمهات الخلائق أجمعين

الإمارات
2011-03-08 05:44:11
الله يرحمها
أخ محمد..الله يرحم أمك و يجعل مثواها الجنة و يرحم كل أم انحرم منها أولادها, و يخلي كل أم لسه عم تعمل المستحيل ليعيشوا أولادها

الإمارات
حنون
2011-03-08 05:04:24
هذه حال الدنيا
رحمها الله وابدلها اهل خير من اهلها .كلمات صادقه نابعة من القلب ..اجرت الدموع منذ الصبح الباكر

سوريا