أماهُ ..
كيف أبدأ قصتي ..!!
كيف أحكي ؟!!
واللغات بأسرها عجزت بوصف محبتي!
أماهُ ..
من أين أبداً سرديَ المشتاق للعمر الفتي!
حين كنت أنام تحت هدهدة تهدئ روعتي ..
وظللت أنسج من حرير الليل ثوب بساطتي..
من بسمة مسحورة كانت تنور ليلتي !!
أهيم في قسماتها ...
وأضيع في طرقاتها ..
و أسرق من أفكارها قبساً ليلهم ريشتي!
وتذوب كل مواجعي السوداء تحت مخدتي !
ما سرها تلك الوسادة !
أعصرتِ فوق قماشها دمعاً ليغسل كربتي !؟
أهمستِ للريشات داخلها لتحميَ فرحتي !
ما سرها تلك الوسادة !
ليتني خبأتها ..
ونسجت من أجزائها ثوباً يداري غربتي !!
*****
في غربتي ..
حيث كل الناس تهوى أكل اللحمة !!
حيث يهوى الناس ذبح الناس .. ذبح مودتي !!
حيث أقول : عرفته خلا وفياً !!
وبعد بضع ساعات أداري خيبتي !!
حين أرى سكينه الحمراء ما زالت تنظف طعنتي !!
***
في غربتي ..
يومي كله ليل ..
وفجري قد أطال قطيعتي!
يومي كله حزن..
والسعادة قد أحبت فرقتي!
وفي كل دقيقة تمضي ...
يزداد شوقي كي أضم وسادتي !!
****
أماه ..
يا ضياء قد تحدر من رهيب الظلمة !
يا ابتسامات أهلت من رحاب الدمعة !
يا وروداً أينعت رغم قسوة تربتي !
من أين أبداً قصتي !!!
****
أماه ..
في كل ارض قد دعتني للنزول بها دواعي هجرتي..
في كل بيت .. كل درب ... كل كهف .. كل مفازة !!
يذوب بيَ الحنين لضم وسادتي ..
وأقول للآفاق بواحاً ...
إليكم ..
تلك مقالتي .!!
من مثل أمي !!!
من مثل أمي !!
يا جموع أحبتي !!!
من مثل أمي إن بكيت بكى ليخفي دمعتي !!!