syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الـدار السابقـة لـدار الآخــرة ....بقلم : محمد العكش

أعاننا الله في كَبَرِنا, جملة نطقت بها جدتي و ما زال صداها ساكن في أذنيَّ, تكاد لا تفارقني منذ أن فارقت العَجوز الحيــــاة, لم يأتي كلامها بمحض صدفة, أو مجرد ثلاثة كلمات انطلقت من فمها, أعطاها الله الحكمـــة و علمها أشياء لم أكن أعرفها عندما كنت طفلاً.


كل يوم أرى فيها صاحبة أو صاحب عُكاز, يتبادر الى ذهني ماذا سيحلُ بي عندما أقارب بعمري أعمارهم, و اقترب من الحفرة, التي كلنا اليها ذاهبون, لكن اطمأن قليلاً, لأن على يقين أني أحسن الى والديّ, و كما أحسنت اليهما, سيأتي أولادي ليكملا مسيرة الأب دون تردد.

لكن أخاف أن تأتي الأمور بعكس ما أشتهي, و أن ينتهي المطاف بالدار الظلماء, أو ما تسمى دار العجزة, لعل أبشع ما فيها هو أسمها, لعبة القدر, لعبة مجنونة, الأمير في يوم من الأيام يعلق خائناً على حبال الأوغاد, و الغنيّ في ساعة نحسن, قد يخسر, و لكن الخاسر الأكبر حين يتخلى الولد عن والديه.

 

في تجربتي التي أعيشها, في بلاد الغرباء, أوروبا صاحبة الشعارات, اراقب مشاهد عديدة عن العجزة سواء في مساكنهم الخاصة و في الطرق العامة, يلجئون الى شراء كلب ليرافقهم, ليتمشى معهم, فقدوا ما يسمى عطف الأبناء على الآباء, لعل الكلب في هذه الأوقات يعوضهم عن بر أبنائهم.

سبحان الله نتعلم من أوروبا الأشياء السيئة فقط, كدور العجزة مثلاً, و نتناسى أشياء كثيرة, كحب العمل و احترام الوقت و المواعيد, مفارقة غريبة عجيبة, و حياتنا تمشي حائرة حزينة.

 

لكن لنقف لحظة بسيطة, لعل الرمد أفضل من العمى, قد تكون حياة الشيخ في مأوى العجزة أفضل من العيش تحت نيران الكنّة, ذلك عندما يختفي الرجال في ظل التواجد المبالغ فيه من شريكة العمر, خضراء الدمن, رزقنا و أياكم من بنات المنبت الحسن, مكملة نصف الدين.

الكبر عبر, مثال شعبي في بلدنا, يعبر عن حالة اليأس في السنين الأخيرة من حياة كل انسان, فبدل أن نكون الرفاق الأبناء, نصبح الوحوش الأوغاد, نترك من ربانا يائساً فوق يأسه بين جدران المؤسسات, كما ظلمتم سوف تُظلمون كلام ليس من عندي, كلام حفظته من محيطي و عايشته و سمعته من حديث الكبار, أكثر من مثال, حين يتحول الولد الى تمثال, ثم ينقلب الى كهل منهار و كما قيل كما تدين تدان.

 

لا أريد الغوص في متاهة الحلال أو الحرام, لكن الصح واضح و جليّ و الخطأ يراه حتى الغبيّ, بر الوالدين أعظم شيء و هو ما وصانا به الخالق, لا تجعله كلاماً مارق, حاسب نفسك قبل أن تُحاسب, و البقاء للأسمى.

2011-03-16
التعليقات
هبة
2011-03-18 22:11:35
السيد حلمو
الى السيد حلمو من الولايات المتحدة...كلام عميق وجميل جدا..لطالما فكرت لو ان الدين لم يحرم السرقة والقتل اكنا سنسرق ونقتل ..اليست الاخلاق صفة انسانية لا علاقة لها بالدين...ننتظر من الشيوخ كي يقولو لنا كيف نعيش حتى لو ما افتو به هو عكس الانسانية وعكس الاخلاق...نعم نحن نستحق الشفقة

أستراليا
زوركوف
2011-03-17 12:51:31
ناصح5
من يهتم لإمرأة عجوز ضاع جمالها وأصبحت مريضة وعالة وهما ثقيلا وغالبا فقيرة وأرملة؟ ألاتستحق بعض التكريم المعنوي على الأقل؟ وأنا بعرف أنها تعبانة وتعيسة .. ألا ما أعظم الإسلام وأروعه! أتمنى أن تحافظ ياناصح على الصورة الحلوة للوالدين وتتغاضى عن الحالات النادرة، إسمع: لقد سمعت عن قوم كانو يعبدون المرأة على أنها الخالق!! سلام.

الإمارات
زوركوف
2011-03-17 12:50:27
ناصح4
لا أدعي أنني أبر والدي على أحسن وجه.. فلم أزر أبي منذ شهر! وكذلك مقصر بأمور كثيرة... بس على الأقل وبسبب هذه المقالة البارحة اتخذت قرارا ونفذته قبل عودتي لمنزلي... وفيه صلة لرحمي الذي نسيته بحق.. بس لم أنس أمي وأراقبها عن بعد وهي معي في ذات المركب عالحلوة والمرة.. إسمع: إن لم تمتدح وتوقر الأم فإنها غالبا ما تتبهدل وتتعرض للإساءات من زوجات أولادها والإهمال من الكل.. ورغم كل مايقال فتأكد أن الأغلب لا يعطي أمه العجوز حقها، وهي حلقة أخرى بسلسلة ذل المرأة بشكل عام.. قل لي: من يهتم لإمرأة عجوز ضاع جما

الإمارات
زوركوف
2011-03-17 12:31:57
ناصح3
أما عرفت قلب الأم..... أسمع هذه القصة: امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته ...فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي ترحمه.ولديهما'عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه ا

الإمارات
زوركوف
2011-03-17 12:29:07
ناصح2
عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) متفق عليه. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري]. قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14 اما قرأت قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وب

الإمارات
أبو الحارث
2011-03-17 10:30:26
وينك يا مالك لتشوف؟؟؟
علينا أن لا ننسى أيضاً أن سوء الأوضاع الاقتصادية في مجتمعاتنا تجعل الأبناء شديدي الالتصاق بآبائهم, كون الآباء يستمرون بالانفاق على الأبناء حتى مماتهم, بدءاً من التعليم والزواج ورعاية الأحفاد و... وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على مزايا وحسنات الفريق الاقتصادي التي عودّنا الأخ مالك محمول صيني على ذكرها, فالفريق يعمل جاهداً على ربط الأولاد بآبائهم حتى الممات...

سوريا
خلود هاشم
2011-03-17 02:01:46
مع التحية والتقدير
سلمت يداك ,مساهمة رائعة تنم عن أن الدنيا مازالت بخير ,هو دولاب الزمن الذي سيمر على الأبناء كما مر على الاباء وكما تزرع تحصد وكما تدين تدان , أتمنى أن ترأف قلوب الأبناء بالآباء كما أوصانا ديننا كي لا نعض أصابع الندم, شكرا لك.

كندا
حلمو
2011-03-16 23:37:49
بحاجة لتوصية؟؟؟؟ غريب
هل يجب ان يوصينا احد بأهلنا؟ هل يعتقد احد بأنه لولا الوصايا الدينية لما اكترثنا لهم؟ هل نرعى اهلنا خوفا من النار او طمعا بالجنة؟ اذا كان الوضع كذلك فإننا فعلا قوم نستحق الشفقة. هل يعتقد اي مؤمن بأنه لو لم يكن متدينا فإنه سيكون شريرا مع اهله؟ هل يعقتد بأنه بار لاهله بسبب الخوف من النار فقط؟ اذا كان الامر كذلك فالموضوع ليس برا بالاهل بل هو طمع بالحوريات.

الولايات المتحدة
ناصح
2011-03-16 22:24:31
لزوكوف
كل شيء قيل عن بر الوالدين يازوكوف جميل لكن بشرط أن يكون الوالدين أيضا جيدين ويحترمون أبنائهم وضحوا من أجلهم , لا أن يبر الإنسان بأمه العاهرة أو أبيه الفاسق ويجبر على فعلهم بحجة بر الوالدين , وخصوصا في هذا الزمن أي أن بر الوالدين ليس بشكل أعمى ومهما كانت صفاتهما , وبالنهاية صاحبهما في الدنيا إحسانا وهذا مايجب أن نوضحه للجميع لا أن نطلب من الناس أن يصبحوا عبيدا عند من لايرحم حتى لو كان والديه ,

سوريا
زوركوف
2011-03-16 12:25:53
شكرا كاتب
عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « رغِم أَنْفُ ، ثُم رغِم أَنْفُ ، ثُمَّ رَغِم أَنف مَنْ أَدرْكَ أَبَويْهِ عِنْدَ الْكِبرِ ، أَحدُهُمَا أَوْ كِلاهُما ، فَلمْ يدْخلِ الجَنَّةَ » رواه مسلم . ويأمر الرسول صلى الله عليه وسلم صحابيـاً بأن يطيع أمه بقوله : [ الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ] رواه الترمذي وابن ماجه. وكان "على بن الحسين" كثير البر بأمه ، ومع ذلك لم يكن يأكل معهما في إناء واحد، فسئل : إنك من أبر الناس بأمك ، ولا نراك تأكل

الإمارات
السيف الدمشقي
2011-03-16 12:18:17
مساهمة مميزة
بالفعل اوروبة وصلت لكل شي الا شي واحد ما قدروا يلاقولو حل..العلاقات الاسرية,تخيل معي اديش خبر مؤلم عن اب عايش لحالو مات وتفسخت جثتو وما اكتشفوا الا بعد وقت طويل وابنو عايش بنفس الحي!!؟؟,بشوف احيانا بالمولات وبالجامعة موظفات التنظيف,بتشفق عليهن يا زلمة,اعمارهن 50 سنة وما فوق عم ينظفوا حمامات,وعنا يلي متلهن عم تصرخ على ولاد ابنها بس يا تيتةوكن يا ولد واهدا بقا,ووقاعدة ببيتها مستتةو طلباتهااوامر(طبعا في استثناءات لابناء عاقين),ما في غير دينا حل هالمشكلة لما اعتبر بر الوالدين وسيلة للجنة.تحياتي

ألمانيا
زهرة الأمل
2011-03-16 12:09:43
حلقة مفقودة
للأسف نحن اللي كنا عم نعلم الأخلاق الكريمة للناس واحترام الصغير والعطف على الكبير صار بدنا مين يعلمنا ياها ،شي بيزعل بس الزعل مو عليهم الزعل علينا ،الله يجعلنا مرضيين لأهلينا آمين ...

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-03-16 05:42:35
صباح الورد
اللهم ارزقنا البر بآبانا وأكرمنا أن يبرنا أبناءنا وييسر لنا في عمرنا الحناين ولا تحوجنا لهم ولا تجعل حاجتنا إلا لوجهك الكريم

سوريا