يوم الأمس كنت في حديث على النت مع صديق لي يكمل دراسته في تولوز الفرنسية ..كان يروي لي تفاصيل حياته اليومية في تولوز راسما لي من خلال حديثه روعة المكان وتميز الإنسان هناك..
روى لي أنه في أحد الليالي الباردة وفي طريق عودته لمكان إقامته صادفه تقاطع لأربع شوارع فيه أربع إشارات مرورية ..طبعا كان يقود دراجته الهوائية ولم يكن أحد في الشارع (لاهابوب ولا دابوب) سوى فتاة فرنسية على دراجتها الهوائية أيضا تسبقه بخطوات ...وعندما وصلا للإشارة الحمراء كان صديقنا مستعجلا بردانا يريد قطع الإشارة بسرعة (كعادته)علاوة على ذلك فإن الوقت ليلا والبرد شديد ..ولكن الذي حصل أن الفتاة توقفت فجأة ؟؟؟!!
فما كان عليه سوى الإنتظار خجلا مع هذه الفرنسية التي لم تعره إنتباه طبعا طوال ال120 ثانية التي إستغرقتها الإشارة كي تصبح خضراء...وبعدها مضى كل إلى سبيله ..
هذه الواقعة جعلتني أستذكر يوم كنت أقضي الإجازة الصيف المنصرم في مدينتي حمص (أنا طبيبا مغترب في السعودية منذ أربع سنوات)..
كنت في نفس الموقف تماما (تقاطع _أربع إشارات_ الإشاراة حمراء)ولكن الفرق هو أني كنت في سيارتي الخاصة وكان الوقت نهارا والطقس صيفيا وحولي الكثير والكثير من السيارات العامة والخاصة ...
ولكن الذي حدث هو أن كل السيارات أنطلقت بسرعة(وأولها السرافيس طبعا) على الرغم من الخمس ثوان التي تبقت من عمر الإشارة الحمراء ..؟؟!!
إن الثواني المعدودة هي القاسم المشترك في كلتا الحالتين ..والإنسان طبعا
ولكن السؤال المهم هو :هل الوقت ثمين لدنيا لدرجة أننا خرقنا القانون لكسبه وهو ليس كذلك بالنسبة لتلك الشابة الفرنسية ؟؟!!
وهل أن بإنتظارنا تلك الأعمال الهامة والتي لا تحتمل التأجيل بضع ثواني لإنجازها ..أما تلك الفرنسية المسكينة لا ينتظرها سوى النوم والأكل والثرثرة!!
هل حقيقة أننا نجسد قول الأعراب الشهير (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)أما العجم فلا ؟؟
هل نحن حقيقة بحاجة لثورة في الشارع تزيدنا فوضى ..على فوضى أم إننا نحتاج ثورة في الذات والعقل معا ..قبل كل شيء؟؟
هل أن ما يفصلنا عن العالم المتحضر آلاف السنين ..أم هي بضع ثواني؟؟؟؟!!!!!!!
لما بيكون العاطل عن العمل عندهم بياخد الف يورو بالشهر وكل شخص بيتوظف حسب كفائتو مو حسب واسطتو يعني وقتها الواحد بيحس بقيمة الجد والعمل والحفاظ على مرافق بلدو لانو بيعرف انو رح يعيش فيها هوي وأولادو وما رح يفكر بالغربة والسفر والهجرة على بلد تاني فشي اكيد وطبيعي عندهم يكون في هلحرص الشديد على الوقت والعمل وببلدنانحنا كلنا ثقة انو سيادة الرئيس بشار الاسد الله يحفظو ويديمو رح يقضي نهائيا وبوقت قريب على هلفاسدين اللي عم يخربو بلدنا ويتعاملو مع المواطن على اساس المحسوبية والرشوة
يعني نحنا السوريين بنعرف الغيب وبنقدر نعرف انه ما حدا رح يمر بقى ليش ننتظر وبعدين بدك نقبل بشقفة إشارة تحكمنا وتتحكم بوقفتنا ومشيتنا نحنا أكبر من هيك
صديقي أحمد , شكرا على الصياغة الجميلة ... المرة القادمة سأروي لك بعض مما سمعت و شاهدت و عشت في بلد عربي شقيق .... تحياتي الحارة من المدينة التي يتوقف فيها من يقود الدراجة الهوائية , مع كامل الاصرار و الترصد , عند الاشارة الحمراء , حتى في منتصف الليل , و الشوارع خالية إلا من الأمطار و الرياح .. و تصبح على وطن ..
كنت أنا و اصدقائي في دبي نمشي و أردنا أن نقطع الشارع و كان امامنا شاب و فتاة من الشكل يبدو عليهما اوروبيان و عندما أردنا أن نقطع الشارع فجأة توقف الأوروبيان و لم يقطعوامعنا في البداية تفاجأت و سألت صديقي لماذا لوم يقطعا الشارع فضحك و قال انظر أمامك ألم ترى أن أشارة المشاة حمراء و لكننا نحن عرب وجدنا الشارع فاضي فقطعنا و لم ننتبه للأشارة
عوامل التطور: الاسراع عندما يتوجب علينا الاسراع والابطاء عندما يتوجب علينا الابطاء. عوامل التخلف: الابطاء عندما يتوجب الاسراع والاسراع عندما يتوجب الابطاء. وهذا يسري على كل مرافق الحياة فما أسرعنا عندما يتعلق الامر بالفوضى وما أبطأنا عندما يتعلق الامر بالنشاط والعمل فعندما أذهب لشراء شيء ما في الساعة العاشرة صباحا من أحد الاسواق القريبة من منزلي ولا أجد سوى عشرة بالمئة من المحلات مفتوحة فإني اتساءل كيف لبلد أن ينهض وشعبه ينام حتى الظهيرة؟؟
يا سيدي الكريم نحن شعوب بأغلبيتها نحتاج إلى كثير من الوقت لبلوغ مرتبة التحضر فالثورة عندنا فوضى وتخريب والديموقراطية طائفية ومذهبية ( لبنان والعراق )و عدم تطبيق القانون والإلتزام به ضرب من الشطارة والفهلوية..
انا فعلا بهنيك ما بس عأسلوب الكتابة وانما طرح الموضوع والفكرة والعبرة الرهيبة وراء هذا الطرح الحقيقة ما بقدر احكي اكتر من هيك..شكرا للمساهمة الاكثر من رائعة
بجوز لأنو الزحمة وقتا هي السبب.. مافياشي إذا الناس مستعجلة.. بجوز رمضان قبل وقت الإفطار .. أماتلك الشابة اللي عمتتدرج ببطء، عدراجتها الهوائية، أكيد منطقتا مانامزدحمة، فمافيك تقارنابالسوق بحمص.. قارنا بمناطق المحطة أو الحمرا أو ...
أنا أيضاً مغترب في الدول الغربية لمعظم حياتي وأنا الآن في سوريا، وأقود سيارة أختى بعض المرات. ما أشعر به وأشاهده عندما أقود السيارة في شوارع وطرق دمشق يروعني، وقد لفظت نفس ملاحظتك تماماً عن الوقت وعن أنني لا أستطيع أن أفهم لماذا معنى الزمن والوقت مقلوب عند السوريين. بصراحة أنني أرى العجائب عندما أقود السيارة وأمتلىء غضياً عند كل حادثة، وأصفصف كلاماً عن إنعدام الأخلاق في نظري عند الفرد السوري، ولا أرى أنها مسألة فهم لقوانين المرور بقدر ما هي أنانية الشعب، وعدم إحترامه للآخرين، والمنفخة بحد ذاتها.
لما بيكون العاطل عن العمل عندهم بياخد الف يورو بالشهر وكل شخص بيتوظف حسب كفائتو مو حسب واسطتو يعني وقتها الواحد بيحس بقيمة الجد والعمل والحفاظ على مرافق بلدو لانو بيعرف انو رح يعيش فيها هوي وأولادو وما رح يفكر بالغربة والسفر والهجرة على بلد تاني فشي اكيد وطبيعي عندهم يكون في هلحرص الشديد على الوقت والعمل وببلدنانحنا كلنا ثقة انو سيادة الرئيس بشار الاسد الله يحفظو ويديمو رح يقضي نهائيا وبوقت قريب على هلفاسدين اللي عم يخربو بلدنا ويتعاملو مع المواطن على اساس المحسوبية والرشوة