syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
الوداع الأخير...بقلم : مصعب الرحمون

لقد سقطت دمعتي الأخيرة..ومر الزمن وطارت نوارس البحر معلنة الرحيل..رحلت سفينتي في بحر غميق في الدنيا ..


ما كنت ادري ان القلوب الصغيرة ترقص على ألحان الناي الحزين..ولم اكن ادري أن البراءة تخفي ورائها مكر الشياطين ..كانت الغيوم سوداء اللون ..والسماء تبكي والريح تنعي اياما جميلة قضيناها نفتش بها              عن الأحلام البريئة

ونبحث عن كل لغات الحب كي نتعلمها ..فنكتب قصة حب بلسان كل البشر وبلون ليس له مثيل ..

إنها التاسعة صباحا دقت الساعة  إنه الموعد الاخير ..إنه الوداع الأخير ..حملت امتعتي على كتفي ومشيت....

ورائي زمن وذكريات  وامامي زمن ومفاجئات ..يدي في يديها وشعرها تلعب به الريح فيطير ويحط كطير مجنون ..

 

كنت اشعر بالدفء رغم البرد..رغم الثلج ..اشعر بالموت رغم الحياة والنفس العميق..كانت عيني في عينيها وتنظر إلي  بشوق الدنيا ..وألم الجحيم..

كانت الدموع تسقط كالندى من على أزهار الياسمين..لقد حان موعد الأنطلاق ..

محطة جوفاء ليس بها إلا الوداع ..وقلبين صغيرين ..ابعدتهما الدنيا فأصبحا كالأسيرين في سجنها..ارتخت الأيدي ..

وتباعدت..ببطئ ممزوج بالصراخ..كان العويل محزونا في القلب ..والدمع في العين يجري ..أوراق صفراء تحيط بنا

 

 ..ورياح مشعوذة تلفنا ..مسكت حقائبي بيدي وقلت لها وداعا..يا حبيبتي..وأدرت عيني عنها وكأني اقتلعتهما من الحياة

 مشيت بكبرياء حزين احمل الدنيا على كتفي ..وقلبي لم يمشي ..بقي بعيدا عني ..في قلبها..صعدت سلم القطار ونظرت

 لأخر مرة ..إلى القمر وهو يشير لي بيديه  الوداع ..وكان الوداع الأخير...

2011-03-20
التعليقات