كثيرة هي مظاهر الانتظار على الطرقات وعلى المفارق في بلادنا وخصوصا اهالي القرى التي لا يوجد فيها خطوط مواصلات

 كان يسير بهدوء في سيارته  على طريق احدى القرى فركض مسرعا من احد البيوت شاب واشار له بيده فتوقف فورا وقال للسائق هل انت ذاهب إلى عزاز فأجاب نعم فقال له انتظر اذا فتوجه الى المنزل الذي خرج منه وهو مضطرب يقول لزوجته هيا اخرجي بسرعة فركبت زوجته السيارة ثم عاد الى نفس المنزل ونادى باقي المسافرين معه

 وهنا طال انتظار السائق حوالي العشرون دقيقة فأتى ومعه باقي المسافرين والحقائب الضخمة فطلب من السائق ان يفتح له صندوق السيارة بدون لطف في الطلب فوضع الحقائب ثم صعد في الكرسي الامامي واغلق الباب  وصعد الباقون في المقعد الخلفي وقال للسائق هيا تفضل (بمعنى تحرك او انطلق) فاخرج علبة السجائر من جيبه وبدأ بالتدخين وهو يتأمل الطريق (طبعا السائق غير مدخن)وهو يقود السيارة في طريقه الى اعزاز كان يرتدي بدلة رسمية طبعا كان لا يتحدث الى الموجودين ابدا  ينتبه الى الطريق فقط فسأله الراكب الفضولي ماذا تعمل وهو يشعل السيجارة الثانية نفخ نفخة دخان كبيرة ملأت السيارة  فأخبره  السائق بأني رئيس مركز احد الدوائر الرسمية في اعزاز

فقال وهل تعمل على هذه السيارة بعد انتهاء دوامك

فأجاب السائق ببسمة لا انما توقفت لأحملك معي لوجه الله تعالى

بسرعة  لملم الراكب نفسه من على المقعد الذي رخى جسده بأكمله عليه وجلس باحترام ورمى بسيجارته من النافذة