انتظر الكلب كعادته خلف الشجرة ليمسك بالذئب الذي يهاجم حظيرة الخراف كل ليلة محاولاً أن يفترس إحداها.
بعد منتصف تلك الليلة بساعتين ظهر الذئب من خلف التلة القريبة من الحقل وبدأ يقترب بحذر شديد. انتظر الكلبُ الذئب ليقترب قليلاً آملاً أن ينجح في القبض عليه بعد إخفاقات متتالية لعدة أيام. ما هي إلا لحظات حتى بدأت المطاردة الشرسة والسريعة، الذئب يسابق الريح والكلب يتبعه كظله أينما تحرك. طالت الملاحقة زماناً ومكاناً حتى كاد أن يبزغ الفجر ويصلا إلى مشارف أبعد قرية في المنطقة. هنا توقف الكلب عن المطاردة وبدأ ينادي الذئب أن يتوقف هو الآخر. بحذر شديد توقف الذئب على بعد عدة أمتار بحيث يبقى في مأمن من هجوم مباغت من الكلب.
الكلب ( لاهثاً ) : غريب أنت أيها الذئب.
الذئب ( تتقطع أنفاسه من شدة التعب ) : لماذا ؟
الكلب : كل كلاب المنطقة وكل ثعالبها وذئابها تشهد لي بأنني الأسرع والأقوى ومع ذلك أفشل في كل مرة بالإمساك بك.
الذئب : وما الغرابة في الأمر؟ أنت يا صديقي تركض لأجل الراعي صاحب الخراف وليس لنفسك ، أما أنا فأجري لنفسي.
الكلب : صدقني .. أنا لم أفهم ما تقصده.
الذئب : ببساطة ، عندما تعمل لغيرك فإنك لا تعطي كل ما لديك من جهد وطاقة وإخلاص. والعكس صحيح، فإن عملت لنفسك فإنك تبذل كل ما لديك من جهد وطاقة .. وبكل إخلاص.
الكلب : نعم، ربما تكون وجهة نظرك صحيحة، لكن ثق تماماً بأنني سأحاول دائماً الإمساك بك، وإن لم أفلح، فعلى الأقل سأنجح كل مرة بإبعادك عن حظيرة الخراف.
فعلا ما بيهتم بنجاح العمل غير صاحبه بس هذا إن دل فإنه يدل على ضعف في ضمائرنا لمن استأمننا على عمله
قصة خفيفة الظل وهادفة وممتعة. إلى الأمام وإن شاء الله نرى المزيد من مشاركاتك.
رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ( من عمل منكم عملا فليتقنه ) وهذا يعني أن شرف المهنة أعظم من الأجر , ويجب أن يكون الإنسان وفيا لعمله ولصاحب العمل , وبالنهاية لاأظن أن أحدا يعمل إلا لنفسه أولا فالمقاتل يقاتل دفاعا عن نفسه أولا وعن أطفاله وأهله ثانيا وعن وطنه ثالثا , أما المجرم فهو شخص أناني يعمل أولا وأخيرا لنفسه ولا يهمه الضرر بالآخرين , مع أنني أوافقك بأن الراحة النفسية تحسن من جودة العمل بشكل كبير ,
قصة ظريفة بتحمل معاني حلوة,بس السؤال أي واحد أفضل من التاني الكلب وللا الذئب ؟؟؟؟!
جميل أن نرى أقلام تطرح فكرة بديهية من وجهة نظر لم تخطر على بالنا من قبل، وتترك لنا هامشاً واسعاً للفكير بها كل حسب وجهة نظره، أسلوب رائع يدل على نمط ابداعي انا احبه ولكنه نادر جدا بكل اسف،أحييك أخي الكاتب ونتمنى لك مزيدا من النجاح والتكريم وحبذا لو كان التكريم في بلدك الأم سوريا وليس في المغترب بانتظار المزيد
في خضم ما يعانيه وطننا الغالي .. أسترق لحظات لأشكركم على مروركم الكريم وخاصة س س مع رجاء المراسلة