syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
حكاية إنسان ... ما الفائدة ... بقلم: فاقد الأمل

اليوم يا أحبائي أجرمت بحق صاحبي هذا، و دون أن أشعر، فقد رمى بوجهي قنبلةً فجرتني أنا إلى أشلاء و بعثرتني أمامه، و لم أعرف كيف أخبئ نفسي منه.


كنت أحاول قبل أيام أن أدعوه لنتسامر و أعرف منه آخر أخباره، و لكنه كان يعطيني الأعذار الواهية، و يهرب مني دائماً.

و بعد عدة محاولات و إصراري الدائم، و تقديمي له بعض المغريات، رضخ أمام مطالبي و هو متعب، و عيناه محمرتان من قلة النوم و كثرة التفكير، فقال لي :

 

بالله عليك ألا تمل،أتركني بحالي فلم أصدق بعد أن أشلائي قد هدأت قليلاً حتى تعيد أنت تحريكها و حثها على معاودة الحرب مع بعضها، ماذا تريد مني؟

أنا: أهذا جزائي لأني أسأل عنك و أستفسر عن أخبارك و أخبار عقلك و قلبك و نفسك.

 

صاحبي هذا: سأخبرك بهذا الموجز العظيم، الوحدة تقتلني بسمّها ببطء شديد، ما الفائدة التي ترجوها مني؟

 

أنا: أنت تعلم أني أكتب حكايتك، و الجميع يخبرني بمدى أعجابه و حبه و تقديره لك، و أنك إنسان يحكى عنه بالحكايات و الأساطير الماضية فقط.

 

صاحبي هذا: هه، حتى أنت يا بروتوس، تريد أستغلالي كما فعل بي الكثير من الخلق، فذاك الذي أستغلني لمالي، و ذاك الذي أستغلني لأساعده ثم رماني كما ترمى بقايا الطعام للكلاب و القطط، و تلك التي أستغلت مشاعري من أجل مآرب لها لا يعلم بها غير الله، و ها أنت الآن، تستغلني لتكتب حكايتي لتنال أنت كل الأعجاب و الحب و التقدير لك فقط، ما الفائدة، قل لي، أن كنت أنا صاحب الحكاية، لا يشعر بي أحد و لا يمد يد المساعدة نحوي لينشلني مما أنا فيه من متاعب و هموم.

 

رمى بوجهي القنبلة، أنعقد لساني، لم أعرف كيف أجاوبه و بماذا أرد عليه، لقد جرحته و أجرمت بحق نفسه و نفسي بعد أن أعتقدت أنني أحاول مساعدته.

 

آه منك يا صاحبي هذا، تدخلني بمتاهات أنا في غنى عنها، و تفتح أبواباً مغلقةً بأقفالٍ مترَّسه، و تسد الطرق التي أمهدها لك، ليرتاح عقلك و قلبك و نفسك.

 

سامحني يا صاحبي هذا، فلم أقصد أن أوذيك.

 

الأثنين 14_1_2011

2011-03-23
التعليقات
عبود
2011-03-25 19:49:12
خطيرة
اخي ابو نفاضة..من اول مابلشت كتابة وانت مصر تفاجئنا كل مرة بتحفة جديدة..ياسيدي في فائدة ولو انو الحوار مع صاحبك هاد عقيم بس نحن عم نستمتع...صحيح عم تطلع روحك بس نحن مستأنسين..كل ماعم يزيد حزنك عم يزداد ابداعك..ان شاء الله تضل طول عمرك زعلان..عراسي احلى كاتب

سوريا