أكرمتُ الناسَ ولم يكرموّني
لم أخذلهم لكنهم خذلوني
صرتُ لهم جناحَ الأمان
لكنهم خونوني
أتعبتني سيوفهم
وأصواتها أتعبت مسامعي
ولا أملكُ سيفً أحاربهم
لأني من أجلهم بعت سيوفي
سيوفهم ذاتُ حدين
كيفما تحركت قطعت شراييني
و إن خرجت بهدوءٍ طرقوا كؤوسهم
فرحين بمشهد عذابي وتألمي
و إن عادت دخلت كالرماح ِ في جسدي
و استمتعوا من جديدٍ بمشهد انتصارهم
صارعت النجوم من أجلهم
و أغرتهم بعض حجارتي
لا النجوم أغرتني في سمائهم
وما سألتُ عن حجارتي
لا عبير البساتين سرقتني من حجرهم
وما استطاعت سرق صدقي
فأي زمانً أعيشه تحت ظلهم
ظل ٌ كلما أعطيته دفئي
أشعل نيراني
واحرق ما تبقى من جسدي
آه يا زمان من غرائبهم
فأنا وأنت من مكرهم نعاني
غرنا في بعضهم محبتهم
وإذ أنهم ما أحبوك وما أحبوني
و أصبحوا من نافذة المكر يخرجون أمتعتهم
كاللصوص ِ يسرقون كل ذكرياتي
ولا يتركون لي سوا نافذتي
كي تبقى شاهدة ً على مكرهم
غرني بغيرهم صدق كلماتهم
وإذ أنهم من رعاةِ الخطاباتِ
هدفهم قلبكَ و قلبي
وحين يحل المساء يتجاهلون خطابهم
وكأنهم عند الصباح أسقوني خمر الحب بكأسي
فتهتُ بين كلمات الخطاب وبين خفقات قلوبهم
وحين كنتُ اصحوا أقول آه ٍ كم أحبوني
لكنهم لطالما أسكروني
غرني في بعضهم براءة أعينهم
كالأطفال ِ رأيتهم يحبون أمامي
يلعبون ويمرحون في صدري
وأذ أنهم فنانون يعزفون
على أوتار الكذب كلماتهم
بعد أن ظننتهم أطفال وغرتني براءتهم
و بعد أن قرأتُ في وجوههم نفسي
ترى هل كانوا يرتدون أقنعتهم
يحجبون وجوههم عن أفكاري
وكي تهربُ أعينهم من أسئلتي
مهما كان الجواب يا زماني
سأبقى بصبري أحاربهم
وأحارب نفسي من أجلهم
وكلما ازداد مكرهم
ازداد معه صدقي
وكلما ازدادت معايير قسوتهم
ازداد معيار ليني
فعذراً أم كلثوم لا يوجد حدود لصبري
ولن أخذ بنصيحتك معهم
فأنا ما وجدتُ مع الصبر حدودي
فالصبر عندي أكبر من طيبتي
و ابعد من حدود قسوتهم
سأبقى بحكمتي أراوغهم
سأبقى أراوغهم بحكمتي
انا بهلحظة حاسستك عم تروي قصتي
البعد عن هيك ناس غنيمة وأكيد في ناس مناح لأن اذا خليت خربت
هذة القصيدة تمس كل واحد انجرح من بعض اشخاص مقربين عليه وطعنه في ظهره الذين نعاملهم بالحسنة يعملوننا عكس ذلك تماما