السادة المعنيون في وزارة التربية أرجو أن تدرجوا هذا السؤال ضمن أسئلة  الفحص في مادة التعبير لمرحلة التعليم الأساسي .

سؤال الموضوع : ذهبت في رحلة مدرسية برفقة المعلمة و الأصدقاء ، اكتب ما شاهدت بما لا يزيد عن عشرون سطر :

الجواب : في أحد الأيام الشتوية الباردة عندما كان ابي يسأل امي عن المصروف المتبقي من الشهر طلبت منه مبلغا من النقود لكي أذهب في رحلة مدرسية قررتها ادارة مدرستنا الحكيمة وفرح والدي فرحاً شديداً واعطاني المبلغ دون تردد ودعا لي ولإدارة المدرسة بالتوفيق .

وفي صباح اليوم التالي انطلق الباص الى مطعم قندهار العائلي وحين وصلنا الى هناك كنا سعيدين جداً وشاهدنا الديكورات المذهلة و الملونة والمزروعات والأشجار البلاستيكية المختلفة أنواعها والجراسين و طاولات كثيرة يجلس على كل واحدة منها استاذ وطالبة ، وحينها عرفت اين تأخذ ابنة جيراننا الدرس الخصوصي لأنها كانت تجلس على احدى تلك الطاولات مع استاذها الذي اكتشفت ايضا انه ابن الجيران ، وأخذتنا المعلمة الى قسم الألعاب فلعبنا بالمتاهة البلاستيكية والزحاليق وقفزنا بمسبح الكرات وبعد قليل دعتنا المعلمة للطعام وكم فرحنا بالوجبة الكبيرة المؤلفة من قطعتين شيكن ناغيت وبعض البطاطا المقلية الباردة لكي لا نحرق حلقنا كما انهم قدموا لنا الكاتشب اللذيذ ، وانتهى الوقت بسرعة وعدنا الى منازلنا سعيدين نحلم برحلة ثانية بعد أن شكرنا الله والمعلمة ...  النهاية .

السادة المسؤلون في وزارة التربية هذه ظاهرة جديدة وخطيرة بدأت تجتاح المدارس والروضات الخاصة والمدارس التي بحكم الخاصة ، هل هذه الرحلات التي تدّّعي الادارات في المدارس والروضات الخاصة بأنها ترفيهية مراقبة من قبلكم ؟ أم انها مجرد اجتهادات من تلك الادارات التي لا تستنزف المال فقط من أهالي الطلاب بل تستنزف الفكر الثقافي و الارث الحضاري لتلك الاجيال ، أم أنه قلعة واحدة.

في كل محافظة تقريباً لا تكفي ! طبعاً ناهيك عن المتاحف و المواقع الأثرية و الطبيعة التي يجب أن نعرفها نحن و أولادنا قبل أن نروج لها للسياح من خارج سوريا .

وسأطلب ممن يلومني لتسجيل أولادي بمدرسة خاصة بدلاً من المدرسة حكومية أن يجد لي مدرسة حكومية واحدة في سوريا تراعي ظروف دوام المرأة أو الرجل الموظفين  .