ما هي اهتمامات شبابنا الحالي؟؟ ما الذي يجعل مسلسل مثل "ما ملكت أيمانكم" يثير هذه الضجة وهذه الزوابع كلها؟؟ وفتاوى الحجاب والنقاب تثير هذا النقاش كله؟؟ ..
من منا أهتم بأخبار اكتشاف الخارطة الجينية للإنسان؟؟ ومن منا يتابع جديد أدوية أمراض السرطان؟؟ أو الاكتشافات الفلكية الحديثة أو أخبار الاستنساخ والخلايا الجذعية أو زراعة الأطراف أو تقنية النانو أو الجيل الجديد من الحاسبات الرقمية والروبوتات الآلية أو من منا أهتم بأخبار الإنفجارات الشمسية؟؟
وأكثر ما يحز في النفس هو عدم اهتمام الكثيرين بظاهرة الاحتباس الحراري رغم أننا أكثر العالم تأثراً به فستة من أصل عشرة من الدول الأكثر تأثراً بظاهرة الاحتباس الحراري هي دول عربية وعلى رأسها مصر حيث ستغمر المياه المالحة دلتا النيل سلة الغذاء الخاصة بها مما سيعرض ثمانين مليون نسمة لخطر الجوع.
عندي جاء ابني إلى الحياة فرحت كثيراً والآن وقد أصبح الآن ابن سنتين من العمر أخاف عليه صراحة من المستقبل ، أخاف أن أنجب طفلاً آخر ، فكلنا يحب الأطفال ولكننا أنانيون جداً لأننا ننجب الأطفال لغاياتنا الشخصية وإشباعاً وتعزيزاً لروحنا القبلية ولكن أحداً لا يفكر بمستقبل هؤلاء ، لا أريد أن أدخل في الجدل الدائر بخصوص ترشيد الإنجاب لأنه ليس موضوعي الرئيسي ولكن لنفكر قليلاً هل سيجد ابني عملاً في المستقبل إذا كنت أنا أجده بصعوبة؟؟ وهل المستقبل مشرق أم قاتم؟؟
فكرتي هنا تدور على ناحية مهمة وهي تعزيز وتطوير قدرات النهوض في بلدنا ، فالشهادة ليست هي الغاية فقط بل تطوير الذات والارتقاء بها هي الغاية ، فكم من فتاة نالت شهادة علمية ثم جلست في بيتها أو توظفت لساعتين في اليوم بلا أي عمل ، ألم نخسر جهود هؤلاء الفتيات برغم المبالغ الطائلة التي أنفقتها الدولة وأنفقها الأهل لتعليمهن؟؟ وهل خلقن فقط للإنجاب وتربية الأولاد؟؟ ولماذا لا تهتم هذه الفتيات بالعمل وتطوير المهارات والخبرات؟؟ وهنا ألوم أيضاً الفتيات فبعضهن يقدرن على ذلك ولكنهن للأسف يفضلن الراتب البسيط بلا عمل في إحدى دوائرنا الحكومية المتهالكة على أن يخرجن لسوق العمل ويثبتن جدارتهن ، فالسبب مشترك هنا أولاً الأهل وجهلهم وعدم تقبل المجتمع للمرأة العاملة والثاني هي الفتاة نفسها وقد لا نلومها لأنها تعلمت أن طموح أي امرأة هو الزواج .
وبالنسبة لشبابنا فالوضع مشابه لكثيرين منهم فتراهم يشكون قلة العمل ويركضون للحصول على وظيفة حكومية وكأنها ستنشل الزير من البير ثم عندما يحصل عليها تبدأ المرحلة الثانية وهي إما النق والشكوى بحجة قلة الرواتب وكأن الحكومة بقرة حلوب دون أن يعلم أن الدولة توظف الناس كنوع من مكافحة البطالة وأن لديها الآلاف من الموظفين الفائضين عن حاجتها أو التفكير بكيفية استغلال الوظيفة لجلب المال وبأي وسيلة حتى تفشى الفساد للأسف وأصبح ثقافة عامة متأصلة وعندها الكل سيشد على يديه ويقول له حلال عليك ، ونجد أن نفس هؤلاء الأشخاص اللذين يثنون على قريبهم هم أول من يطالب الحكومة بمكافحة الفساد ويلومونها للتقصير .
أما من يملك مهنة حرة يعتاش منها بعيداً عن قرقعة كؤوس الشاي والمتة في المكاتب فلا مكان له في السوق ولا حصة له في الكعكة إذا أراد أن يعمل بشرف ونزاهة وهذا ينطبق على الجميع ولا أستثني أحداً .. فهل بائعي المواد الغذائية والسندويشات والأدوات الكهربائية والألبسة قادرون على العمل بدون غش؟ لا أعتقد ذلك لأن من يعمل بشرف سيخرج من السوق ببساطة والأمثلة كثيرة .. فقريب لي فتح محلاً لبيع الألبسة وبما أنه أصر على بضاعته ذات جودة عالية لكسب الزبائن اللذين أعتبرهم قادرين على تمييز الجيد من السيئ فلم يستطع أن ينافس اللذين يعملون بالأقمشة الرديئة والتي رفضتها المصانع التي تعمل وتصدر لخارج القطر وخرج بخفي حنين أو كما يقول المثل تيتي تيتي .
الحل الوحيد برأيي للارتقاء بشبابنا وبمجتمعنا وللنهوض ببلدنا هي بالاهتمام بالرؤوس الثلاثة معاً لأي تطور وهي : العلم والثقافة وقضايا المجتمع ، فالعلم سيعطينا جواز العبور لدخول المهنة والإبداع فيها ولا أقصد هنا تعليمنا الممسوخ الذي يعتمد على من يحفظ أكثر بل التعليم الحقيقي الذي يربط بين العلم والعمل والسوق ولكن الشهادة لوحدها غير كافية لأنها ببساطة لوحدها لا تصقل شخصية الإنسان المستهدف من دراستنا هذه .
أما الثقافة وهي الركن الثاني فهي مهمة جداً لصقل الشخصية وخلق إنسان عملي وقادر على فهم كل مايجري حوله من اختراعات وتقنيات جديدة وزرع الثقة بالنفس ، والاهتمام بقضايا المجتمع هي الركن الثالث والأكثر أهمية ولا أقصد هنا ما يمس الدين فقط كما هي حال جرائم الشرف مثلاً أو الحجاب أو النقاب لأن من يناقشها فهو يناقشها من منطلق ديني فقط .
ولكن أقصد هنا القضايا الكبرى المهمة كظواهر فقر والبطالة والجوع وحريق الغابات وتمدد الصحراء وانحباس الأمطار وقلة الإنتاج الزراعي وآثره على المجتمع والتلوث البيئي وقلة ثقافة العمل الطوعي في مساعدة الفقراء أو ذوي الاحتياجات الخاصة وتشجير المناطق القاحلة وغيرها الكثير من الظواهر التي يجب المساعدة على حلها ومشاركة الحكومة في ذلك تطوعاً والإحساس بأنها قضايا جدية تهدد مستقبلنا كوطن واحد مزدهر وحضاري ومراقبة المسؤولين المقصرين عنها ومحاسبتهم وإظهار تقصيرهم ولو بالقلم.
فهذه المشاكل هي المشاكل الجوهرية في مجتمعنا والتي للأسف لا نتطرق لها لا من قريب ولا من بعيد وبرأيي هذه المشاكل ومشاركة الحكومة في حلها هي الرابط الذي سينمي انتمائنا وحبنا لهذا الوطن وسيربط شمال القطر بجنوبه وجزيرته بساحله وستتعزز روح المواطنة ، ولكن للأسف حتى عندما يتحدث شخص بأي موضوع يمسنا يشعر البعض وكأن الموضوع يخص بلداً بعيداً في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية والبعض الأخر يبدأ بلوم الحكومة وتقصيرها بينما هذه الظواهر في الدول المتحضرة تعالجها جماعات أهلية غير حكومية وغير ربحية ، بل أجد أن كل الجهد يذهب لمناقشة الأمور الدينية ، ولكنني ألوم من يريد فرض النقاب ولايهتم مثلاً بتلوث أنهار سوريا أو بالتصحر الزاحف إلينا من الشرق .
وأعود الآن للسؤال الذي طرحته أولاً : هل المستقبل مشرق أم قاتم لأولادنا؟؟ وهل سيعيشون بعد ثلاثين سنة بحال أفضل من حالنا الآن أم الأمور تنحدر للأسفل؟؟ برأيي عند الاهتمام برؤوس التنمية الثلاثة التي ذكرتها ستكون سوريا بخير وناسها بألف خير ، وهذا تماماً أسلوب التطوير الذي تعتمد الدول المتقدمة .
نهاية أقول للجميع الوطن لنا جميعاً فلنعمل لنطور أنفسنا أولاً ونرقيها لأنه في ذلك تطور للمجتمع ومشاكل بلدنا هي مشاكلنا وستمسنا جميعاً أو قد تمس أولادنا اللذين نحبهم ، ويحز في قلبي أن أرى الشباب الأوروبي يهتم بقضايا التلوث والبيئة والحيوان ويخرج في مظاهرات ويشكل جمعيات بينما شبابنا لا يعير بالاً لقضايا بلده والتي هي أكبر وأعمق بكثير من مشاكلهم .. فأنا أريد بلدي ولا أريد أن أهاجر .
مقالة رائعة ، لقد وضعت يدك على الجرح تماما . . الاتزان هو خير الأمور ، فساعة نناقش بعض الأمور الدينية " المهمة مو العلاك الفاضي " وساعة نتجه نحو العلم ونرى ما يحدث بهذا العالم من تطورات ، لكن هنا يا طخو يا اكسر مخو . . علماء الدين في وادي ورجال العلم في وادي آخر ، والحق يقع على عاتق الاثنين . .ولكن لا داعي للقلق ، ستأتي تلك الساعة التي ستنقشع فيها هذه الغمامة السوداوية
الجوع كافر كيف أنت عم تشوف انو مشاكل شبابنا سطحية وفي في مشاكل أعمق منا يعني شو في أكبر من مشكلة الجوع شو ضل اكبر من مشكلة الواحد بدو يشتغل وماعم يلاقي شغل يا أخي خلي الدولة تعمل الي عليها وبعدين منحكي اذا ما بصير الشعب السوري أحسن من الاسكندنافي شو بدك لأعطيك كرمال الله حسو بمشاعر الناس حتى لو ما كنت منن حسو كيف بدك يهتم بمشكلة المناخ وهو مافي بجيبو حق أكلو والخوف من بكرا قاتلو قتل كيف بدك يهتم بالمناخ وهو عم يلعن الساعة الي اجا عهل الدنة طلع عالسوريين قيل خمسين عام والله ما كان في أحسن منو
التغيير يبدأ من الهرم السياسي والإداري وينتهي بالإجتماعي والإقتصادي. ما تحاول وإييأس بركي ولادنا بيجن جنانن ويعملوا اللي ما قدرنا نعملوا
نحمل حالنا ونسافر ونترك الشقى لمين بقى، لا أمل من هالبلد ......
شكرا للكاتب بالفعل يجب قرائتها والاستفادة منها ... وربما أصبح الوقت مناسبا لتشكيل لجنة حكومية تسمى لجنة دراسة وتطوير المجتمع تضع خططا للعشرين عاما القادمة وتعمل على تطويع وتوظيف موارد ووزارات الدولة لتحقيق أهدافها ... لان المجتمع للاسف بوضعه الحالي ينحدر للأسفل بينما العالم بقاراته كلها وحتى افريقيا يصعد للأعلى
مقال مهم جدا.. لكن لا قراء له.. لأنه لا يتكلم عن الدي أو الجنس