syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
يراك دون أن يراك...بقلم : DODY

أصعب شيءٍ في الحياة أن ترى من تحب دون أن يراك..


تراه دوماً بملء

عينيك..بقلبك..بكلّك.. ويراك كنسمةِ هواء مرّت به لتداعب رموشه وتذهب

دون عودة.. عندما يأتي تنظر إليه وكل ما بداخلك

يرقص ويحتفل.. وتنتظر عيناه التي تقلب الحضور فرداً فرداً

 

..تنتظرها لتصل إليك.. وترى تأثير عينيك فيها.. وينسج خيالك أشياءً جميلة  جداً.. وتشعر

بأنه حين تصل عيناه إليك سوف يشعر

كما تشعر.. سوف يطيل النظر إليك ويحدثها في صمتٍ طويل..ويطول انتظارك وتصل عيناه إليك

أخيراً..ولكنها لا تصل أبداً.. فور وصولها تسرع راحلةً.. و لا تستقرُّ ولا حتى

 

لثانية..وتشعر عندها بشعورٍ غريب يأكلك من

الداخل..هذا الذي أحببته بكلّك أشعرك بأنّك

لست موجوداً.. أشعرك بأنّك وهمٌ وسراب..هذا الذي كان صيفك الأخضر وحلمك

الورديّ وأجمل ألوانك..أنت الذي كنت تراه بكلّ جمال الدنيا

 

وحلاوةَ الأيام..أنت لم تتمنى منه سوى نظرةٍ تطولُ

لأكثر من ثانية..أنت لم تطلب المستحيل..أنت فقط تمنيت بأن يراك كشخصٍ

موجودٍ على الأقلّ..ولكنه لم يراك أو حتى يلحظ وجودك.. وتحاول أن تكذب على

نفسك..وتقول..

 لقد رآني وأمعن النظر بعينيّ وطالت نظراته لي ثوانٍ عديدة.. تكذب على نفسك وكأنها لم تكن

موجودةً وتشهد كل ما حدث..وتفشل قي الكذب عليها وتواجهك

بالحقيقة وتخاطبك كفى هراءً أيها الأبله..

 

من تحبه ومستعدٌ أنت حتى للموت من أجله لم يلحظك.. لم يراك.. رآك دون أن يراك.. هو

بالنسبة إليك كل شيء وأنت بالنسبة إليه

لاشيء..لست صديقاً ولا حبيباً..لست عدواً ولا حتى عابر سبيل.. أنت لاشيء

وإذا حاولت أن تساءل من حولك وحوله

بأن يذكرونك أمامه ويرصدوا لك ردّة فعله.. وتطلب منهم وترجوهم بأن يرصدوا منه حتى النظرة

ووقع اسمك على ملامحه..ويعودوا إليك خائبين تعلو ملامحهم

 

نظرةً صفراءَ قاحلة..وتعرف الإجابةَ دون أن يتكلموا..ولكنك تدوس كبريائك وتكذّب نفسك مرةًّ

أخرى وتسألهم وفي أعماقك ومضةُ أملٍ..ولكن سرعان ما يُطفئوا تلك الومضةَ

ويقولون " نعتذر, لم يتذكّرك..

حاولنا وحاولنا مطوّلاً.. ولكن عبثاً..قال أنه لم يراك سابقاً ولم يعرفك ولم يسمع بك

قطّ." وتضحك نفسك ساخرةً  شامتة.." أرأيت قلت لك أنك في

 

عينه لا شيء..لا يملك تجاهك أيّة مشاعر أو عواطف..هو حتى لا يملك

مجرّد فكرةٍ عنك..لأنه كما قال لا يعرفك.ألم أقل لك أنه كان

دوماً يراك دون أن يراك..أنت بالنسبة إليه

صفرٌ قابعٌ في يسار صفحات حياته.. ليس هذا فقط بل أنت صفراً من لون الصفحات..صفراً

ممحياً.. لذلك لم يراك ولن يراك..لذا لا تمضي  في الكذب على ذاتك أكثر..واقتل كل ما بقي في

 

داخلك من تفاؤل.. ولا تحبّه بعد

الآن..إنساه.. واقتلعه من صميمك.. وامضي وكأنّك لم تعرفه يومأ.. انسى أنه كان محطّة مرّ

بها قطارُ حياتك..مع أن القدر فرض

وجوده في حياتك.. ووجودك في أيامه لا في حياته..امضي ولا تكترث به.. أنت لا تدري ربما

رآك في يومٍ من الأيام.. ربما وقع في حبك..إدعو الله في فجر كل

 

يوم وليله أن يأتي ذلك اليوم ويقع في حبّك..وعندما يأتي ذاك

اليوم تكون قد شُفيت من حبه ولم تعد تراه.. ولكنك تتمنى بشدّةٍ أن يُغرم بك ويعشقك حتى

الجنون..ليس لتحبه مجدداً

وإنما لتنتقم منه على كل ما فعل بك في السابق.. لتُبكيه ضِعف دمعاتك التي بكيتها جرّاء

جرحه في الماضي.. وتحلم كل ليلةٍ بذلك اليوم وترجو القدر بأن

يقرّبه.. ومن غيره يستطيع ذلك, هذا الحاكم الذي يكتب حياتك وحياة الآخرين سطراً

بسطر..إن عاندته محالٌ أن

 

تحصل إلا على الأسى الخيبة الألم..و إن مشيت معه وصلت

إلى ما أردت.. فكن له صديقاً ينصرك..ولا تكن له عدواً يدوسك بأقلّ من ثانية.. وذاك

الشخص الذي أحببته اشطب اسمه من مدوّنة ذاكرتك..وارمي صورته من

أيامك.. وامضي بحياتك سعيداً واثق الخطوة..وإن أتى اليوم

 

المنتظر انظر إليه كنسمة هواءٍ مرّت ولن تعود..كلحظةٍ مضت من

وقتك..انظر إليه لأقلّ من ثانية كما كان يفعل معك..ولكن إيّاك ألا تنظر

إليه.. فهذا هروبٌ منه ومن نفسك ومن القدر..ولست أنت من يهرب من

أيّ شيء.. بل انظر إليه..وكن كما كان...تراه

دون أن تراه."

2011-04-03
التعليقات
خالد سامي الغماز
2011-04-03 22:25:38
هذا هو الألم
مشاعرك رقيقة كقلب الفراشة أحب التواصل معك فلي تعليق خاص على خاطرتك

سوريا
علوش
2011-04-03 18:09:40
جميل بعد انتظار
ظننتك انتهيت من الكتابة وكنت ارتقب مشاركاتك بفارغ الصبر وبعد ان يأست وقلت انتهى عدت الينا برصاصة الرحمة التي شلت افكارنا وحجزت بين ثناياها القلب الجريح ولكن لا أخفيك عندما بدأت القراءة لم اتوقع هذه النهاية (الأنتقام) وانا اعرف انك غير قادر عليه وشكرا لك واتمنى ان اتعرف على اسمك الحقيقي في مشاركتك القادمة

سوريا
متابعة
2011-04-03 16:33:49
هذا حالي ايضا
معظم كتاباتكم تحط على مرافئ حزني وألمي لطالما عانيت وعانيت من الحبيب ومازلت ولكن الى متى لا اعرف يتطلب الامر الكثيير من الشجاعة وانا احمل في جسدي وقلبي الوهن والضعف فالينصرنا الله يوما ما وبالتوفيق

سوريا