الأبيات التالية من الشعر الشعبي باللغة الدارجة (العامية) ليست من تأليفي , ولكنها لشاعر مغمور عاش ومات في بلدته دون أن يعلم بشعره أحد سوى قلة قليلة من أصدقائه والمقربين منه.
أردت أن أنشر هذه (الأبيات)_ إن استطعنا تسميتها أبياتا أو شعرا - لكي أرى رأي الناس بهذا الكلام , هل يعتبر شعرا ؟أم ماذا ؟؟
مع العلم بوجود الكثير من مثل تلك الأبيات التي يهجو بها الشاعر كل ما يجد أمامه من بشر وحجر , وبعضها فيه من الألفاظ ما يخجل الكاتب الناثر أن يقوله في مقال..
ولكن يصح للشاعر مالا يصح لغيره..
الشيخ بشير كما كان يسمى شاعر بالفطرة , فهو أمي على أغلب الظن , ابتلي بالخمر فأدمنه عاش فقيرا معدما , عرفته يلبس (قمبازا طويلا) وعليه رداءا أسود طويل أيضا , لا تخلو إحدى جيوبه الداخلية من قارورة الخمر..
مات هذا الرجل من زمن ليس بالقصير , ولو حيز له قسط من العلم وافر , أو شيء من اهتمام لرأيت شاعرا كبيرا يضاهي وينافس أقرانه من كبراء الشعراء المحدثين , ولكن ..
وإليكم شيء مما كتب , غاضبا من فأر قاسمه قوته , وأكثر عليه من الضيق ما جعل الشاعر يحارب الفأر شعرا فيقول:
في البيت عندي فارة ..
فقعت لي المرارة .. فقعت : أي فجرت المرارة
قالوا لي: جيب لها قط ..
وعليك ما بقى بتنشط .. بتنشط : أي تزيد الشطط
قلت لهم من وين القطاط ؟!
وهلق حكم شر شباط
شو ما سامعين العياط ؟؟ العياط : ما علا من الصراخ
فيقوا أهل الحارة ...
لازم يكون في مين يعتني بهيك أشعار ... برافو عليك سيد الرفاعي ، بالتوفيق .