بعد مرور أكثر من عشر سنوات على ذلك الحدث يبدو أنه عاد للظهور إلى السطح على شكل ومضات بسيطة أحياناً قوية تارةً كالبرق ، ظننت وقتها أن محاكمتي العقلية لم تكن على ما يرام بسب الغياب والبعد عن النساء والمتة .
هذا سببان مهمان جداً لتوازن العقل – حسب كلام جدي !! هاهي الصورة نفسها ترافقني من جديد بعد طول انقطاع وبشكل حاد وربما مقلق أيضاُ ..الجمل .. هذا المخلوق الضخم المسالم والمرعب الغامض ذو الطقوس المختلفة عن الحيوانات التي تدب على وجه الأرض.
فالتزاوج خصوصية لديه وللصيام طقس خاص به دون غيره وحتى لصراعاته بين أقرانه في القطيع له تميز وله زعيم يسمى الفحل هو المسؤول عن حل هذه النزاعات وفي حقده وقوة ذاكرته تضرب الأمثال و حتى في ذبحه له طقوس يجب أن تراعى ولا يمكن أن يخرج المرء عنها وفي الحقيقة هو نحر وليس ذ بح ما زالت صورته أمامي ضخم كجبل يسير بتؤدة وهدوء والناس أقزام من حوله يقودونه وهو مذعن متجهاً بكل يسر حسب ما يوجهونه يميناً أو يساراً ، وللحظات ظننته يعلم أين يذهب ولكنه يفضل الانقياد !! لقدر ما يؤمن به أو لخوف ما يسيطر عليه أو لسحر ما .... أو .... أو.
بطريقة ما يجلسونه على أربعة ويربط حبل من شفته العليا إلى إحدى قدميه الخلفيتين ويجب أن يكون الحبل متيناً جداً ويشد بإحكام ، ثم يأتي أحدهم بشيء ما يشبه الحربة أكثر منه السكين طويل ومدبب ويعاجله بعدة طعنات في نحره متتالية وسريعة حتى أن يده تغوص لأكثر من نصف الذراع ويجب أن يتم الطعن بالقلب مباشرة وبعد أن يتأكد من أن هذه الطعنات نالت من الجمل يسحب يده بسرعة ليتدفق شلال من الدم لا يمكن أن تصفه كلمات لقوته وصوت انبثاقه الواضح كاندفاع ماء من أعلى جبل .
في لمح البصر تتكاثر السكاكين على هذا الجسد الفاقد الحياة يسلخ ويوزع كل حسب مرتبته وعديدة بدءاً من الكبد وثم القلب و الرئتين إلى آخر قطعة لحم ومن المعروف أن السلخ يجب أن يبدأ فورا والجثة ساخنة وإلا بات من الصعب بمكان فصل الجلد عن اللحم بسهولة وفي وقت ليس بالطويل لا يبقى منه إلا بقايا لا تصلح للاستعمال الآدمي فيأتي دور الكلاب لتقوم بما عليها القيام به وكم قنوعة هذه الكلاب بما تحصل عليه ككل ولكنها كثيرا ما تشتبك بينها وبين بعضها على جزء ما من هذه الوليمة الدسمة .
تلاحقني هذه الذكريات في كل نشرة أخبار في كل خطاب تلفزيوني وفي كل أغنية ملتزمة أو غير ملتزمة أمام كل حدود وعند أي ختم لجواز سفر وفي إطلالة كل صباح وفي كل مغيب تحاصرني هذه الصورة بطريقة غريبة وكل يوم جديد يمر تضيق خناقها علي .. وبت أنا ابن أمة الجمال ، ربما مع تغيير بسيط بت جملاً في قطيع مفعول به لا يحسب لطقوسه أي حساب ولا وزن ولا قيمة على عكس ذاك الجمل الذي شاهدته في عرس (س / إبراهيم ) في ليبيا ولا بد أنهم قاموا بتعديل جيني على كل الجمال فوضعوا ذاكرتها في سنامها ترتبط بالجوع والعطش والشبع والارتواء .
بالحقيقة مساهمتك حلوة ومحزنة وتشبيهك واقعي معقول متل ماقلت المتة خير علاج فعلا بيتسلةى الواحد عن اللي حواليه وبيقطع وقت .تحياتي لك عزيزي
واضح انو صاير عندك عقدة من هيك منظر وبدك علاج يوصل لعمق اللاوعي بركي بتقدر تتعالج من هيك منظر وحشي على فكرة وحشية امة الجمل في قتل الجمل والتجمع حوله ورؤيته يتخبط بدمائه هوانعكاس لعدوانية هذه الامة...وجبة شهية
اولا حمدا لله على سلامة عودتك،... من زمان لم أقرأ لك شيء جديد رغم أني قرأت لك في مواقع أخرى،... المهم أبدعت في التشبيه،... ذبحتنا بحقيقة كلنا يعرفها،... لا تتأخر في إرسال مشاركتك القادمة تمتعنا بها،... شكراً لك.
شكرا شمس وكما قلت لن أبتعد عن المتة أبدا.. مشكورة صديقتي للمرور الجميل تحيتي
سلماس ..كل مالدي لاقوله لك هو..ذو العقل يشقى في النعيم بعقله..واظب على المتة لتلافي مثل هذه النوبات ..فهي كما قال جدك خير علاج ..مودتي ..شمس
الأصدقاء الجميلون أشكركم من كل قلبي للتشجيع تحيتيومحبتي لكم ..