سورية، هذا البلد الجميل الذي أبهر كل من زاره بجباله وسهوله وواحاته وباديته.
هذا البلد الذي باركه وزاره الأنبياء وسكنه الأولياء والقديسين، هو عنوان لحضارة عمرها آلاف السنين، الغني بتراثه وشعبه المضياف الكريم الودود، والذي بدوره عزز هذه الحضارة وهذا التراث. لأن الشعب هو الذي يصنع الحضارة ويصنع المجد للأوطان.
هنا، أرى، كما يرى كل الشعب العربي في سوريا الأبية التي أبت أن تركع، وعلى مر كل الحقبات ، أو أن تنحني لغير الله وهي العصيَّة على كل من أراد بها شراً، أرى أن هذه الحضارة وهذا التراث العظيم ينبغي أن نحافظ عليه من عبث العابثين وأيدي المخربين والمغرضين، مما يجعلنا نقف مشدوهين ومندهشين لا لشيء فقط لأن الوعي الذي يمتاز به شعبنا في سوريا يجعل القاصي والداني يقف متسمراً لما رآه وسمع به، في وقت نسعى جميعاً وبكل ما أوتينا من قوة بأن نضيف على جمال سوريا جمالاً من نوع آخر وهو الوعي وأن نكون بمستوى الحضارة والشعب الحضاري الذي يعكس الصورة الحقيقية لماضينا وحاضرنا ويعزز مستقبل أولادنا ليكونوا ذلك الجيل الذي نتمناه لأجمل بلد على هذه الكرة الأرضية. لا أن ننشر فوضانا على الفضائيات وأمام (اللي يسوى واللي ما يسواش) وخصوصاً في هذا الزمن الرديء الذي يتربص بسوريا وشعبها وقائدها أولئك الذين لا يتمنون لنا إلا الخراب والدمار والانجرار نحو هاوية لا يعرف لها قرار.
إن سوريا مليئة بالخيرات، وخيرات سوريا لنا جميعاً فلنتجه لإكمال ما بدأناه من بناء مع هذا الرئيس الشاب الذي يعرف كيف يمسك بدفة السفينة ليقودها إلى بر الأمان.
وأود هنا أيضاً أن أقول بأن للشعب ممثلين في مجلس الشعب، لقد تم اختيارهم لينقلوا أصواتنا وهمومنا للجهات المعنية ويعملون على معالجة مشاكلنا وتحقيق مطالبنا (ضمن ما هو متاح) لا أن يجلسوا في برجهم العاجي بعد صعودهم إلى المجلس ويتهافتون لاهثين لتعويض ما أنفقوا على حملتهم الدعائية.
إن الدكتور بشار الأسد في قلوبنا جميعاً. وطبيب العيون هو في عيون وأفئدة كل الشعب في سوريا، وله ما له من محبة وتقدير واحترام، ليس لأنه فقط هو قائد هذا الوطن، لكن لأنه الرئيس الأقرب إلى القلوب بين كل نظراءه في العالم. لذا، إن رئيساً كالدكتور بشار الأسد مع ما يملكه من رصيد من حب الجماهير لشخصه، يغنيه عن تصفيق وتهليل هكذا مجلس لأنه يريد تثبيت القول بالفعل وليس غير ذلك.
وأنا أجزم لو أن هذا المجلس نقل بإخلاص وأمانه معاناة الشعب ومطالبه ومظالمه لما وصلنا إلى هذه الفوضى التي شاهدناها على الفضائيات التي تصطاد في الماء العكر.
ورغم أنه كان للذين تظاهروا في شوارع بعض المدن في سوريا مطالب محقة، لكن هذا لا يبرر تظاهرهم بهذه الفوضى وتخريب الممتلكات العامة وإلحاق الضرر بمصالح البشر. وأعتقد بأن تلك هي الفوضى الخلاقة التي تريدها لنا أمريكا.
واسمحوا لي هنا أن أضرب مثلاً عن الفوضى التي يمكن أن يخلـِّفها صف ما، في مدرسة ما، لو أن طلاب هذا الصف وقفوا في وقت واحد وبدأ كل واحد منهم وفي نفس الوقت بالتعبير عن رأيه أو بشرح مشلكته وبصوت عالٍ لمدرِّسهم، كيف سيكون موقف ذلك المدرس من هذه المعمعة، وهل سيستطيع أن يفهم ما الذي يريد أن يوصله هؤلاء الطلبة، وحتماً سيصبح الصف شوربة وتعم الفوضى ولن يصل صوت أي من الطلاب حتى ولو كان طلبهم محق. لذا ينبغي على الطلاب أن يختاروا أحدهم ويمْلوا عليه ما يريدون وبذلك يمكن للمدرس أو المدير دراسة طلب كل واحدٍ منهم على حدة ويبقى الهدوء والتوازن سيد الموقف.
فما بالنا لو خرج إثنان وعشرون مليون مواطن ومواطنة إلى الشارع دفعة واحدة وبدأ كل واحد منهم يهتف ليعبر بالطريقة التي شاهدناها ويوصل شكواه أو مظلمته. تصوروا كيف سيكون الموقف. وهنا يأتي دور من اختارهم هذا الشعب ليكونوا في مجلسه!!!!!!!
أخيراً، أتمنى على أصحاب القرار شمول الاهتمام بغير العاملين في القطاع الحكومي والالتفات للعاملين في القطاع الخاص و العمال المياومين أولئك الذين ليس لهم ضمان غير صحتهم. فاليوم الذي لا يعملون به لا يأكلون. فكيف إذا أحيلوا على التقاعد ؟؟؟ من سيضمن شيخوختهم.
من ناحية أخرى، أرى بأن الذين يطالبون بالسماح بحرية تشكيل الأحزاب تلك التي لا تزيد هذا البلد إلا الفوضى، الأفضل هو إحداث نقابات لغير الموظفين وكذلك لخريجي الجامعات الغير موظفين وشمولهم بالضمان الصحي وضمان الشيخوخة.
والله يخلـِّي سوريـَّا أحلى بلـد
ويا بو حافظ فداك الوالـد والولـد
ولو سألتوا الدني، كل الـدني بتقول
بقلوب كل الشعب محفور بشار الأسد
ودمتم.
عزيزي الكاتب المهم ان الحضارة هي في قبول الاخر اي احزاب وتداول سلطة اما نقاباتك الي بدك تعملها بدي قلك شو قدمت النقابات القديمة لتقدم هاي