syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
اعتذار للوطن ... بقلم : م فواز بدور

من طفل أبدي الحاجة والانتماء لأمه وأخيه وأبيه وابنه لوطنه أرضاً وشعباً وعلماً ونشيداً وسيبقى أبداً طفلاً مهما بلغ من العمر وظهرت على وجهه تجاعيد السنين اعتصر قلبه فكان منه للوطن هذا الاعتذار:


عن كل صاحب مطلب ظن أن الوطن هو من لم يستجيب لمطلبه وأن الوطن يمكن أن يتجاهل المطالب فراح يعبر عنها بالفوضى أما طلب السماح والمغفرة مشفوعاً بالندم فعن كل من تجاهل مطلباً فكان سبباً للفوضى .

 

عن كل صاحب قضية ظن أن الوطن هو من أضاع قضيته وأن  الوطن يمكن أن يسلب القضايا فحسب أن قضيته هدم الوطن وتخريبه أما طلب السماح والمغفرة مشفوعاً بالأسف والحسرة فعن كل من أضاع قضية فكان من أسباب التخريب .

عن كل صاحب حق ظن أن الوطن هو من أفقده حقه وأن الوطن يمكن أن يغتصب الحقوق فاعتبر أن من حقه أن يدمر  أما طلب السماح والمغفرة مشفوعاً بالأسى فعن كل من سلب حقاً فخاف أن يكون من أسباب التدمير.

 

عن كل من خال أن الوطن يمكن أن يختزل بالأسماء أو بالأشخاص ونسي أن الوطن وحده باق وأننا ماضون

عن كل من ظن بالوطن الظنون  فسمح لنفسه بأن ينقاد للفتنة

عن كل من استطاع ألا ينحني ويصلي لقدسية  العلم وطهر التراب

عن كل من تجمدت مشاعره فلم يشعر عند سماع النشيد بالفخر والاعتزاز

 

لطالما اختلفت مع أخي و استفزني ضعف وسلبية أمي وأزعجني أسلوب وسطوة أبي وأقلقني تصرف ابني لكن  :

لم يخطر ببالي أن أتقاتل مع أخي ولم أشعر بنقص مشاعري تجاه أمي ولا زلت أحب وأحترم أبي ولم يتغير قط إحساسي بابني

 

أليس الوطن هو الأخوة والأمهات  و الآباء والأبناء

 لأننا كلنا نسعى كي يسمو وطننا شموخاً وإباء

ولأننا نحلم بأرضنا خضراء وسمائنا زرقاء صافية

ولأننا أهل الخير والشهامة والطيبة

 

فإننا تجاوزنا المراهقة الوطنية وبرز وعينا وحسنا الوطني

فوجدنا لغة غير الفوضى للتعبير عن مطالبنا  ووجدنا أسلوبا غير التدمير والتخريب لإيصال قضايانا والمطالبة بحقوقنا .

فحن نستحق نجمة ذهبية وساما على صدورنا تعبر عن انتصارنا على الفتنة  وعلى أي سوء فينا نضعها على علمنا لتخلد انتصارنا ويستحق هذا الوطن منا يوماً نعتذر منه فيه ونسميه  يوم الاعتذار 

2011-04-26
التعليقات
يمان ياسرجي
2011-04-26 09:10:55
شكرا
أشكر لك اعتذارك عن تلك الشرائح التي ذكرت فهي موجودة حقا وللأسف .. ويظل الوطن أكبر من كل ظنونهم .. واليقين الوحيد الذي يجب أن نؤمن به هو أن الوطن الذي يجري في عروقنا أغلى وأثمن وأهم حاجاتنا .

سوريا