... فوق تراب هذه الأرض
... وما أزهر فلاً وورداً وعشقاً
... وقليلاً من الأمـان
... أنـوثةٌ نسجها الليل
... بنداء ربات الجســد
... نطقت به منـذورات المعبد ببابـل
... قبل اليوم الآخـر بعدة شهقات
... قـبل أن تعلـن الفصـول غربتها
... ويبتعد الشتاء بفوضى في المسـاء
... يترك بلحظه سكرٍ ليليٍ
... رغبةً تنهـش جوع الأرض
... على سفح ابعد تـلةٍ
... عند الغروب بأمتار قليلة
... تنسكب على رمل بللوري
... أنثـى يغزلها الزغب
... كعريشة مجدولة الساق
... بأغاريد أفعوانـية
... ساحبة شـــال عشتار
... موجةٌ من ضبابٍ ثـقيل
... تلامس تلك الرقبة الباردة
... ماء بطعم العطر الموجع
... كف ربة الينبوع
... يقطر خـمراً ..
... ثـملاً
... لـــذة
... ورغبات وحشية
... عند حد انتهاء النظر
... هنــاك
... للمدى الذي قد تصل الرموش الممتدة
... صقل البرق نهداً
... بشهواتٍ موجعةٍ
... واستجمعت الأرض
... مخاض ما تحمل من ذكريات
... في رحمها الملتهب
... كل الأنـوثة الحمراء المنصهرة
... بين أطراف الوهـم
... والطريق العابر أقدام المارين
... لفظتها بسرير محموم
... في جوفـي رغبةٌ مزمنةٌ
... اشـتهاءٌ منذ الطفولة
... لتلك الأنوثة الظالمة
... تظهر نصفاً وتخفي أكثر
... بين الحـرير وبين الوجع المطرز
... مرض ينتـشر كلعنة سوداء
... المح من تحت المطر
... المنهمر بأودية أخرى
... حيث يعبر أمامي الناس الأكثر احتراما
... ذراعـاً بضةً مشرقةً بالشهوةِ
... وأصابع تتلحفُ خواتم تذوب كما السحر
... أظافـر حمراء شـبقة
... تخدش جدران الرغـبة
... بحدود الســماء
... ويجري دم فاتر الطعم
... يزيد همجية رنين الأساور
... بطقوس احتفال همجي كأقانيم الخلود
... صـداه تردد
... على ساق يكتظ حليب النشـوة عليها
... ويسيل ينابيع تدفق زهر اللـوز
... وتنثره آهـات
... وقت تمطي رعشات الصباح
... ونزوات الاستيقاظ الحميم
... رفيف عيون
... تختزن الأنـوثة كالنبيذ المعتق
... وتنثرها كهرماناً بألوان مؤلمة اللمس
... تعطي للغصن طعمً المشمش البلدي
... بغموض السر
... باح به زهر الرمان
... لقبلتين وضعتهما السماء بخجل
... تحت الإزار
... قبل أن يغادر نيسان
... وينشد أغنيه
... من موجة مـدٍ ..
... تغزل خصراً
... يختصر محيط الأرض
... بشتله نرجس
... وتسيل سواقي تتشتت في كل جهات العبث
... بكل ارجاء الشوارع الغارقة بالشـبق
... يأكلني القهر المفجـوع
... كأرض عطشى
... وينفجر بجوفي
... تمـرد غلغامش في طلب الخلد
... كل ما مـلأ به الأفق صراخا
... من حسرات الجد الأول
... شجرة الفردوس وورق التوت
... ادفع ضريبة عقله
... جيلاً فجيــــــل
... وجيلٌ يدمن قرع الباب ولا يلج
... أبحث عن حـقد قديـم
... أحك قلبي فيه حتى التشقق
... حَدثتُكِ قبل الشتاءِ بأربع فصول
... عن الدفء بشمس بلادي
... تلك التي يقتلها العـفن الفكري
... وتشظي التيارات المـدارية
... بسواحلها النائمة ابداً
... تستيقظ تجرع شراب السـعلة
.... ثم تغفو بعمـق
... امقت ترابها كما لحمـك
... وأذوب بهمـا عشقاَ
... مشبعان بالقهر وبالعطر
... والحنان الأنثـوي
... سأستغرق رصيفين
... وسـت فصـول
... بعيداً عنك بمرمى حجر
... اترك للنسيان وقتاً لذيذاً
... هناك قصاصات لترتيبها
... أمام الوطـن
... ومـوعد بل موعدين
... مع شـجرة أوراقها صفراء
... تؤويني من قيظ الصـيف
... والعيون والهواجس
... وتهمس لي دوماً حين َ أغادر
... نسيتَ قدميك .
رائع حسام لقد شعرت ايضا أن الأرض هي أنثى متمردة على كل شيء مااجمل صورك ومشاعرك إنها لوحات مرسومة بمشاعر كثيرين وذكرتني وقت قلت :يقول الماغوط ليت الوطن هرة امسكها من رقبتها واطردها خارج شباك بما معناه
يلي بعجبني فيك انك بتتبع احساسك وما بتتبع الموضة والتيار يلي لاحق جانب واحد بالكتابة، رائعة.
كلماتك جميلة جدا استمر ونحن بانتظار المزيد
للوهلة الأولى تراءى لي طول القصيدة لكن عندما قراتها تمنيت لو كانت أطول لروعتها .. تحياتي لك
ربما سيريالية انثى--لكنها لوحة مقتطفة من عقيق النور معجونةبملامح زاخمة بتقاسيم وروح الابداع --انثى كبرت لتكون قامتها بقامة وطن --شعرها يلف حول خصر الوطن حبل لؤلؤ---ليكون هناك فصلا خامسا نظيفا من العفن بكل اشكاله --كي تبقى قدميك منسية ملتصقة... على تراب مترع بالخصوبة --انت شاعر ملك لا تحتاج الى شهادة --بل تحتاج تلك الانوثة الملتحمة بوطن يعج بكل الاشياء الجميلة وغير الجميلة تحتاج الى ان نقف امامها بانبهار الى مخزون المفرادات الحية النابضة بعناصر الجمال التي تجعل القارىء لا يشرد ولا يمل --احب استعم
بهنيك على هالشعر والكلام الحلو وفعلاً أبدعت في الوصف وفي المشاعر والأحاسيس البركانية وشكراً إلك ..
رائعة، رائعة رائعة. لا تكفي هذه الكلمة، أعلم . ولكن لا شيء اخر. دمت بألأف ألف خير
ما اجمل تلك الانثى التي تغزلها كلماتك أخي العزيز. يقولون انها مارست الحب مع بوسيدون واصبحت مثل ميدوسا. تحول من ينظر إلى عينيها إلى حجر وربما إلى رماد
... تمـرد غلغامش في طلب الخلد ... كل ما مـلأ به الأفق صراخا ... من حسرات الجد الأول ... شجرة الفردوس وورق التوت ... ادفع ضريبة عقله ... جيلاً فجيــــــل