في ضاحيةٍ من ضواحي المدينة حيث تتناثر الأبنية بعشوائية على جوانب الشوارع الضيقة... عاشت سارة مع والديها وأخوتها في منزل بسيط متواضع.
أعطى الله سارة ما تتمناه كل فتاة من جمال الوجه والقدّ, وكانت في طفولتها ترى البسمة على ثغر كل ناظرٍ إليها, وتعودت سماع كلمات "ما شاء الله" و"سبحان الله" في كل مكانٍ تُطِّلُ فيه.
ولكنها لم تكن تجاوزت الخامسة عشرة من عمرها حين بدأت تعاني من نظرات الرِجال إليها... كانت أثناء طريقها إلى المدرسة تتفا جئ بعيونهم تستبيح كل أجزائها, وتخترق جسدها دون أي رأفةٍ أو شفقة... فيما مضى كانت نظراتهم تملؤها البراءة والفرح, ولكنها الآن ممتلئة بالخبث والجوع.
لم تستطع سارة تجاهل تلك النظرات, ولم تعلم سبيل التخلص منها, فلجأت إلى والدتها والتي هي أقرب الناس إليها لعلّها تجد لها حلاً, فأخبرتها والدتها بعدة نصائح عليها الالتزام بها وهي: أن تتفادى النظر في عيون الرجال, وتحاول قدر الإمكان جعل عيونها في الأرض, وأن تبتعد عن الشوارع المزدحمة, وفي الوقت نفسه عليها تفادي الشوارع الخالية, وأن تحاول أن لا تبتسم, وأكيد أن لا تضحك, وأكدت عليها ضرورة تعوُّد عدم الالتفات لأي تعليقات ساخرة أو مادحة توجه إليها.
بعد تلك النصائح شعرت سارة بالخوف الشديد, فأحست أمها بذلك, فحاولت تهدئتها, وأخبرتها أن عليها ألا تخاف, وفي حالة الخوف عليها اللجوء إلى أقرب رجل شرطة متواجد في المكان, فهؤلاء قد وجدوا لحماية أمثالها.
أطمأنت سارة نوعاً ما, فهي تعودت على رؤية رجال الشرطة في طريقها إلى المدرسة, وهؤلاء هم سندها وحُماتها كما أخبرتها والدتها, وهي أيضاً تعلمت في المدرسة, وسمعت بالتلفاز كيف أن هؤلاء الشرطة هم في خدمة الشعب.
وفي يوم كباقي الأيام خرجت سارة من مدرستها, واستعانت بالله, وشقت طريقها إلى البيت... فشعرت بشخصٍ يلاحقها, فزادت من سرعة خطواتها لكنها لم تستفد شيئاً, وأحست بالشخص يقترب منها أكثر فأكثر, ثم بدأت تسمع كلمات الغزل والإعجاب... بعيونها.... وشعرها, ومن ثم بدأت الكلمات تنحدر لتصل إلى التغزل بأجزاء أخرى من جسدها... خافت سارة, وبات قلبها يخفق بسرعة, وتلفتت لعلها تجد من ينقذها, فوقعت عينيها على شرطيٍ يقف على الرصيف... سارعت سارة الخطى إليه, والأمل يملأ قلبها... لكنها عندما اقتربت منه, تفاجأت به يتحدث مع الشخص الذي خلفها, ويقول له: "معقول أنت يا زلمة!!!! صرلي ساعة عم استناك لسلمك الدورية, وأنت راكض ورا البنات"... استدارت سارة بسرعة لتجد أن من يلاحقها ما هو إلا شرطي, وفي كامل لباسه الرسمي...
عادت سارة إلى البيت, والدموع تملأ عينيها, ودخلت غرفتها, وارتمت على السرير... يومها قررت سارة ترك المدرسة, والبقاء بجانب والدتها في البيت... فلا أمان لها في الخارج... والشرطة لم تكن في خدمة الشعب...
صديقي عبود... الظاهر أعزائنا بسيريانيوز زعلانين منك لحتى تعليقاتك عم تتأخر... بخصوص البونبون الله يسمع منك... وبخصوص التلطيش فأنت يا عبود -حسب ما أذكر- لا تؤمن بعذرية الحب, فكيف ترى بالتلطيش عذرية؟؟؟؟؟
قصصك الوحيدة الي بتخليني افكر..قصة معبرة كتير..للأسف هاد وضع الشرطة عنا..وصدقني التربية المنزلية مالها علاقة..بس الحق على المؤسسة التي تبنت هالأشكال وماعرفت تربيها..وبأكدلك انو البطل تبعك حتى معلمو ومعلم معلمو نفس الأخلاق..عراسي حارتك ابو الحارث الخطير
الله يعينها ويعين كل محتاج... شكراً لمرورك الغالي...
معها حق... والحق يقال... الشرطة بدها تأهيل... وكتير كمان... يا زلمة أنا -لا سمح الله- إذا صار معي شي بتردد روح على المخفر... بخاف يخربطوا ويفكروني الجاني...
وأضيف على تنويهك ضرورة أن تتعلم الفتاة فنون القتال (كالجيدو والكاراتيه)... لكي تكون قادرة على التعامل مع كافة أنواع المضايقات... أنا ما عم بمزح عم أحكي جد...
الله يعين البنات... فعلاً شغلة صعبة... تصور لو تنعكس الأمور, وتصير البنات تتطلع بالشباب واطلتشهم!!! الله وكيلك بخاف أطلع من البيت...
أكيد, وإن خليت خربت... والمشكلة أنو في شباب فهمهم بطيء شوي, ومو بسهولة بيقتنعوا بغلاظتهم وتقل دمهم...
نتمنى أيضاً أن تطال الإصلاحات "بنات هالأيام" بلكي بينصلح حالهن كمان...
الله يعينها لســــــارة
كيفك ابو الحارث..خلي سارة ترجع عالمدرسة خلص شلنا قانون الطوارئ وصارت الشرطة حبابة كتير مع الشعب..ونفسو هاد الشرطي صاير عم يوزع بونبون على الأطفال..انا بعتبر التلطيش فن بحد ذاتو وخصيصا اذا ماخرج عن الآداب العامة..ومتل ما الشباب بحبو التلطيش كمان الصبايا بتحبو..خصيصا اذا تلطيش عذري..يسلمو حبيب
كتير بنات اشتكوا من هالموضوع ... وخاصة وحدة بعرفها ساكنة بقرب مخفر معروف جدا بنص الشام .. فاضطرت انها تغير طريقها مشان ما تمر قدام المخفر لأنه مافي حدا بقدر يشتكي عالشرطة !
شكرا لك على هذه القصة الواقعية وتحدث كثيرا طبعا ليس جميع من في الشرطة كذلك ولكن في كل فئة من الناس يوجد شباب لا هم لهم سوى ملاحقة الفتيات وهنا أنوه لأمر هام إلى كل أم ينبغي أن تربي ابنتها أن تكون قوية وتدافع عن نفسها فكل فتاة معرضة للمضايقات والنظرات وفي المدينة أكثر من الريف كونها أكبر وأشد ازدحاماً كي لا تسبب للفتاة حرمان من إكمال التعليم أو حالة فوبيا من المجتمع فالدنيا فيه الصالح والطالح المهم هو الذكاء الاجتماعي الذي يتم تطويره بالتربية والخبرة والثقة بالنفس والتوكل على الله
قصة ممتعة، قرأتها وتعلمت أمورا كانت غائبة عن ذهني من قبيل: أول ماتطلع البنت عالدنيا وكيف بتواجه النظرات ودور الأم، لهيك بتلاقي الوحدة بتحب أمازيادة بجوز.. أما عن خيبة أملها بالشرطي.. فلم نسمع الطرف الآخر إذن لايمكن الحكم.. وإن كان ذاك قد حصل! فهو ليس مقياسا ولايعدو كونه حالة خاصة..ثم إن النظرة ليست حراما كماأظن.
شرطي فاسد بس أكيد مو كل الشرطة هيك وماكان لازم تترك مدرستها ،عنا الشباب بيحكوا وبيلطشوا واذا لقوا استجابة بيكملوا بس اذا لا، بيدوروا ع فريسة جديدة
مو متل بنات هالايام يا ابا الحارث والشرطة بعد الاصلاحات بلكي بينصلح حالهن وبيصيروا بخدمة الشعب "ملعوبة"...
والله هلكوني يا ابو الحارث..48 ساعة لينزل التعليق..وعفكرة انا بعتت تعليق تاني قبل ماينزل الاولاني..هلأ نهارين كمان وبينزل..ونهارين اكسترا لينزل هاد التعليق..كل مابدي ابطل هالمصلحة واقول لحالي مابقا بدي اعلق بتفاجأ بقصصك الحلوة وبعلق غصباً عني...جد قصة هالتعليقات مو طبيعية بسيريانيوز..صار بدها مظاهرة