فتح عينيه فجأة بسبب اهتزاز الحافلة التي كانت تقله عند عودته توقفت الحافلة ، فقام من مقعده متثاقلا ، ومشى باتجاه بيته ، وكان كلما صادف أحدا في الحارة سأله عن الوظيفة
فيجيب قائلا: موت ......... يا حمار .
في البيت استقبلته أمه بالسؤال نفسه , فأجابها دون أن يلتفت إليها : موت ........... يا حمار .
لقد تخرج من الجامعة منذ أربع سنوات ، ولم يحظى بعمل إن كان بشهادته أو بغير شهادة . أكثر ما كان يغيظه إعلانات المسابقات في الصحف ، حيث سعى غير مرة إلى تقديم أوراقه علٌه يحظى بوظيفة ، ولكنهم ينامون على طلبه شهوراً ، ثم تتبخر في الهواء ، كما يتبخر معها حلمه.
ذات صباح باكر ، لفت نظره فتى صغيراً يجلس على حافة الرصيف ، يبيع نظارات شمسية وساعات وبعض الحاجات البسيطة ، فقال لنفسه : لم لا ؟ أليس عملاً.
في البيت بادر أمه بالقول قبل أن تبادره بالسؤال : أمي .... أريد منك أن تقرضيني بعض النقود؟؟؟؟؟؟ .
ومن أين ؟
أعرف ، ولكن لو بعت ذهبك ........!!!!
فقاطعته محتدة : ماذا تقول ؟ أنا أحتفظ به للأيام السود ولا أستطيع التفريط به لأي سبب كان .
ولكن أعدك أنني سوف أرده لك .
وماذا تريد أن تعمل .. ؟
سوف أشتري بعض الحاجيات وأبيعها .
يعني بائع جوال ........ !
بالضبط ، وان شاء الله إذا فرجت علي أكثر فسوف أفتح محلاً .
ونظرت إليه بأسى وهي تقول : أنت تحلم يا بني .
أرجوك يا أمي أنت تعرفين أنني فعلت ما أستطيع من أجل الوظيفة .
صباحاً باع ذهب أمه ، و أحضر ( بسطة ) صغيرة عرض فيها أشياء متنوعة ، كانت مصفوفة أمامه بشكل مرتب وأنيق .
أحس بالسعادة تغمره وهو يستقبل أول زبائنه ، حتى إنه لم يهتم لسماع الباعة الجوالين وهم يصرخون : لقد جاءت الشرطة ؟؟؟!!!!!
أصيب بالهلع ، وهو يجد دورية الشرطة تأخذ منه بسطته ، فصاح بهم غاضباً : دعوني و شأني سوف أرحل من هنا حالاً .
ولكن أحداً لم يسمعه ، فأخذوا بضاعته وألقوها في الحجز ، عندها أدرك أن عليه أن ينتظر حتى يموت الحمار ...
متل العادة ، شوفي شي جديد.............؟ على كل الاحوال حلوة
مقالة جميلة و مركزة , تقبلي مروري و محبتي .
مقالة جميلة...وخفيفة :)
كلنا هيك متلو بلا شغل بشهادة و للا بلاها و اليأس من وظيفة بالحكومة شي طبيعي !!!
لن يموت الحمار لانه موجود في داخل كل واحد منا ..هكذا تراكمت عوامل الياس والأمل واختلط الياس بالأمل عندنا بحيث اننا نحتاج الى صبر الحمار(ابو صابر) وهدوء الحمار وفلسفة الحمار في العيس حتى نستطيع ان نعيش ..في زمن جنوني ..انصحكم بان تختلطوا مع الحمير وتعرفون كيف مررت سنوات الجفاف في بلادنا ....بعد ان تخلى عنها اصحابها ..لعلنا نعرف كيف نمرر سنوات الجفاف في عمرنا ..الك الله ابو صابر
من يدري إن مات الحمار فقد يحظى بجنازة لائقة, وقد يقول البعض أنه كان صبورا,ولكن حال هذا الشاب كغيره, فرحيله لن ينقص من حال الدنيا شيئا. لكن المحزن أن الشبان يجدون الحل دائما في ذهب الأم أو الزوجة فتجد الأخيرة نفسها حتى دون حديد. ولكن بجميع الأحوال فقد طرق كل الأبواب, عل صوت القرع يسمعه الأحفاد......
تقبلي مروري و محبتي !!!
لا والله قفلة بتضحك ، حلوة .. شبيهة إلا ، واحد قرايبي أمو تدينت له مصاري وسافر يشتغل بلبنان ، نام عكرسي بحديقة فاق مالقا حقيبته اللي حطا تحت الكرسي ، انسرقت ، قام رجع فورا يجر أذيال الخزي والفشل ..
عيش يا كديش لينبت الحشيش احسن من موت يا حمار
مقالة جميلة فعلا وتعبر عن واقع شبابنا وشاباتنا هذه الأيام وهذا القول تحديداينطبق على حملة الشهادات وللأسف الشديد