يقول البعض أن الكلمة سلاح من لا يستطيع المبادرة بفعل  ....

وقد يستخف البعض بها ويقول أن زمنها قد ولّى في عصر اختلطت فيه المفاهيم وضاعت فيه القيم حتى ليبدو فيه صاحب الكلمة (دون كيشوت ) لا أكثر ولا أقل .....

ولكنني ورغم كل تلك المزاعم ما زلت أفخر بأنني من عشاق الحرف , أتجول في واحته الغنّاء وأنهل منها .

 قد أطرب بموسيقى الكلمات , وقد أضحك أو أبكي

وقد تهدهد الكلمة روحي المتعبةَ فتمدني بجرعة من القوة  .....

في كل الأحوال تبقى الكلمة حاملةَ كلّ معاني السمو , فالأم كلمة ،والحب كلمة , والوطن كلمة وأي كلمة

كلمة تسري في دمائنا , شعور يجتاح كياننا , طفل ينمو في داخل كل منا , نخشى عليه حتى من النسمات .

آه يا وطني ... كم أوجعني ما أراه من خلط للمفاهيم حين تتقاذفُ أبناءَك تياراتٍ من هنا وهناك

فذاك الذي بحجة الانتماء (ولا أعني هنا الانتماء إليك ) يرسم لك صورة متحجرة لا يرضاها لك حتى عدوك

وذاك الذي بحجة الحرية (كما يراها هو ) يريد أن يأخذك إلى ما يريد أعداؤك

ناهيك عن أولئك الذين ينظرون إليك من بعيد كالضباع التي تنتظر سقوط فريسة

آه يا وطني الحبيب ...... يا طفلي الحبيب

كم أريدك سالماً حراً كريماً كأقصى ما تكون السلامة والحرية والكرامة

كم أحلم بأن أرى جميع  أبنائك وقد تخلصوا من رواسب الماضي وفتحوا عقولهم وقلوبهم ليسارعوا إلى المستقبل بخطوات واثقة

كم أحلم بأن تكون الكلمة الطيبة التي (أصلها ثابت وفرعها في السماء) هي الأهم والأكثر انتشارا .

دمت بخير يا وطني ........ دمتم بخير يا إخوتي عشاق الكلمة