syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
نحن وفيروز .. بقلم باسمة جزائري

ليس سهلاً أن تكون فيروز..

ليس سهلاً أن تحمل سلة الحب كل صباح وتدخل كل بيت وتدق باب كل قلب..


الأمر صعب ويحتاج إلى معجزة صغيرة.

صغيرة إلى درجة أن لا أحد يشعر بها..

إلى درجة أننا لا نتفاجأ بتكرار حدوثها..

إلى درجة أنها أصبحت موثوقة الوقوع أكثر من أشياء كثيرة كبيرة وهامة.

نحن نعرف أنها ستأتي حتى لو قررت الشمس أن تذهب في إجازة عارضة..

نعرف أنها ستشرق.

ستأتي حتى لو أصيب الشعب كله بالأنفلونزا..

نعرف أنها ستحضر..

حتى وإن غاب عصير الليمون وحبوب الأنتيبيوتيك.

ستأتي إن حزنا..

فهي تعرف في أي ضلوع الصدر تنام طفولتنا..

وتعرف كيف تهدهدها.

ستأتي إن حدث وفرحنا..

فهي من علمنا مفردات الفرح..

وهي من فصل لنا ألوان قوس قزح..

ستأتي أيام المدرسة..

لأن جرس المدرسة أخرس دون صوتها..

ستأتي أيام العطل..

لأن الجمع والآحاد والأعياد تضل الطريق لولا ضوء منارتها

ستأتي ولا نعرف كيف..

تأتي دون أن نبحث عنها..

فإذا ما بحثنا، وجدناها أيضاً..

تأتي ولا نعرف متى بالضبط..

كل ما نعرفه..

هو أننا أوكلنا إلى سيدة نحيلة ضئيلة القامة أن تقول لنا للمرة المليون..

كل يوم

إنها ستقطف "شي زهرة حمرا ...وبس"

وستبادر صباحاتنا بـ"يسعد صباحك والمسا"

وأنها ستصبح مع الوقت هي الصباحات والأمسيات.

ستصبح العمر.. كل العمر

2010-10-04
التعليقات