syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
ما حرمه الله يحله بعض الناس ... بقلم : ياسر برنجكجي

(  وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) صدق لله العظيم


الله خلقنا وأوجدنا في هذه الحياة الدنيا؛ فخلقنا في أحسن تقويم, وفي أجمل صورة, وأغدق علينا بجميع أسباب العيش ومقوِّمات الحياة, مِن غذاءٍ وماء, وصحةٍ وهواء, وغيرِ ذلك مما في السموات والأرض .

وإزهاقُ النفس المعصومة في الإسلام مِن أعظم الجرائم وأبشعها؛ فهو نقضٌ ومخالفةٌ للغاية الإلهية والإرادة الربّانية, واعتبر الإسلامُ قتلَ النفس من أكبر الكبائر,وقرنه مع الشرك في عدة آيات,قال تعالى(  قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

 

وعن أنس بن مالك، عن النبي(ص) "أكبر الكبائر:الإشراك بالله, وقتل النفس, وعقوق الوالدين, وقول الزور" البخاري.

ولئن كان هذا في قتل أيِّ نفسٍ معصومة, فكيف الحال في قتل النفس المؤمنة بغير حق ؟ ولهذا فقد نفى الله تعالى أن يكون هذا من شأن المؤمن؛ وذلك للدلالة على عظم جرمه وفظاعته, فقال تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً)  وما كان لمؤمن: أي ما صَحّ له ولا استقام ولا لاق بحاله.

 

استمعوا إلى هذا البيان النبوي العظيم, حيث يقول رسولنا: " لَزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه.فتأمَّلوا قيمةَ دم المسلم وغلائه عند خالقه وبارئه, وأنه أغلى من الدنيا بجميع ما فيها.

وما حصل مع أسامة بن زيد tحيث يقول:"بعثنا رسول إلى الحُرَقة, فصبّحنا القوم فهزمناهم, ولحِقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم, فلما غشِيناه قال لا إله إلا الله, فكف الأنصاريُّ, فطعنته برمحي حتى قتلتُه, فلما قدمنا بلغ النبيَّ rفقال: يا أسامة: أقتلتَه بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ قلت: كان متعوِّذا. فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم".

 

ثم إنّ باب التوبة الواسع ليضيق على الإنسان إذا أراق دمًا معصومًا؛ فعن ابن عمر yقال: قال رسول الله r: " لن يزال المؤمنُ في فسحةٍ من دينه ما لم يُصِبْ دمًا حراما ".

وعن معاوية قال:سمعت رسول اللهrيقول: " كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرًا, أو الرجل يَقتلُ مؤمنًا متعمدا" أحمد والنسائي.وبماذا عسى أن يجيب القاتل ربه حين يلقاه يوم القيامة ؟ فعن ابن عباس y عن النبي rقال: " يجيء المقتولُ بالقاتل يوم القيامة, ناصيتُه ورأسه بيده, وأوداجه تَشْخُبُ دمًا, يقول: يا رب: سل هذا فيم قتلني, حتى يُدنيَه من العرش" الترمذي والنسائي وابن ماجه. إنّ النفس المعصومة في الإسلام لا تقتصر على المسلم فحسب, وإنما تتعدّاه إلى كل من حَرّمَ علينا الشرعُ قتله بغير حق, وعلى هذا فإنّ النفس المعصومة في الإسلام تشمل ثلاثة أصناف:

 

أولاً: المسلم: فعن ابن مسعودٍ tأن رسول الله قال: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس, والثيِّب الزاني, والتارك لدينه المفارق للجماعة".

 

ثانيًا: الكتابيُّ ومَن في حكمه ممن له عهد دائمٌ من الإمام أو نائبه, بالأمن على نفسه وماله نظيرَ التزامِه الجزيةَ ونفوذِ أحكام الإسلام الدنيوية عليه..

ثالثًا: المستأمَن: وهو غير المسلم دخل دار الإسلام على أمانٍ مؤقت من الإمام أو أحد من المسلمين.فعن عبد الله بن عمرو yعن النبي rقال: " من قتل معاهَدًا لم يَرَحْ رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ".

وبعد هذه النصوص القطعية الصريحة من الكتاب والسنة , والتي عليها إجماع علماء الأمة , لا يَحِل لأي إنسان أن يستبيح قتلَ نفسٍ بريئة تحت أي مبرر يتوهمه, ولا يعتبر المخالف في ذلك معذورًا أو مجتهدًا؛ فإنّ هذه المسائل قطعيةٌ في ثبوتها وفي دلالتها, وعليها الإجماع القاطع, ثم إنّ الاجتهاد لا يكون إلا ممن توفرت فيه شروطه وهو للراسخين في العلم المتمكِّنين فيه.

 

لقد خطب نبينا محمدrفي حجة الوداع خُطبةً عصماء,بيّن فيها معالم في هذا الدين القويم, وأسس فيها أركان التعامل للمسلمين,ومما قال فيها : " إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا "

فلْنعتبر بما ذكره الله تبارك وتعالى لنا حيث قال سبحانه ]مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً[ [المائدة: 32 ].

 

لِنتمهّلْ قليلاً, ولْنفكر صادقين فيما ينفعنا وينفع إخواننا المسلمين في كل مكان, وذلك بالإعانة على كل ما يؤدي إلى استقرارنا وأمننا, وحفظنا وحقن دمائنا, ولنقف صفًّا واحدًا في مواجهة العادات الدخيلة على ديننا وأخلاقنا, ولنتكاتف مع مجتمعنا وولاة أمورنا لما فيه صلاحُ بلادِنا في دنيانا ومعادنا.

ومن أراد مرضاة الله تعالى حقا, والحصول على الجنة والثواب صدقا، فإن أبواب الخير مفتوحة, وهي كثيرة ومتنوعة  ولا سيما في هذا البلد المبارك إن شاء الله.

ومِن أحسن تلك الأبواب: باب الدعوة إلى دين الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة, قال تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[ [فصلت/33] ويقول النبي r :"...فوالله, لأن يَهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمْرِ النَّعَم " متفق عليه.

2011-04-29
التعليقات
الشيخ صالح حسن عبدو
2011-04-30 22:35:46
دع الفتنية العمياء
آه لجرح غدا في القلب يعتصــــر --- آه لقلب يكاد الآن ينفطـــــــرُ على دمشق عرين الأمن في زمن --- بات الأمان فيه للموت يحتضرُ إذا فسدت بلاد الشام لا خيرٌ --- بكم ولا الحق بأرض العُرب ينتصرُ لأي جهاد ينادي الآن منبــــرنا --- هل إلا يدي ويدك من ستنبتــــــرُ فاترك الفتنة العمياء يا ابن أخي--- قديما دعاة الفِتَنِ بنارها انصهـــروا لبيك سورية الشام نحن لــــــــك --- حماةُ الديار إذا ما جاءك القـــدرُ نظم : صالح حسن عبدو

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-04-30 06:35:27
صباح الورد
عم يستخدموا الدين حجة والله الدين بريء منهم الشهادة بتكون دفاع عن الوطن مع صفوف الجيش مو تحطيم الوطن وقتل وتدمير وذبح لأبناء الوطن هدول ما بدهم اصلاح لأن الاصلاح بدأ وهنن مستمرين بتخريبهم هدول خونة بدهم يدمروا سوريا /اللهم اعد كيدهم عليهم

سوريا
هبه محمد
2011-04-29 10:38:47
..
هؤلاء هم الأرباب الجدد... عبدة الأموال وخدام الأنذال

سوريا