كتبت الليل في عيون السماء , وعلى خد القمر طبعت قبلة , ماذا يكون وراء الزمن , ارفع جبينك صهيلا يمسي في مغار العند الذي يبكي على ما مضى : ماذا يكون في آخر الزمن .
تسأل القادم من سديم الأرض , وعلى مفرق الأيام تذهب الأماني وأنت لا ذلت واقفاً هناك تنتظر رائحة الياسمين التي عطلها ضجيج الخبث .
ورقة الكرمة ذهبت مع ريح مجهولة خلف أسوار الطبيعة , ابحث في العمر الماضي على مفاهيم بات من وجدها غريباً في صحارى الأمس التي تبعثرت رمالها من غيظ القبح الذي صرنا نحمله في جعابنا ذخيرة للقادم من السنين.
لا تنسى سريرك المغطى بالبياض ,اتركه لكل عابر سبيل يسأل عن مشهد الغبار والقيم الذابلة التي اقتربت من مزابل اللهو في غيابات الشذوذ شاهداً كمن يشاء ارتكاب جريمة .
في وقت ما عاد يقرؤه أحد ,بل أضحى كل إنسان فيه يلتهم الجوع ,ولم يعد يدرك أي منقلب يكون , سمي نفسك ما شئت من الأسماء ,ابكي فوق كل قبر قديم , لا تعد تقترب من مفاهيم الأخلاق الذي زورها عابثوا الدروب , لينقضي عمرك مبعثراً فوق أفكار الخنوع الأعمى المرتشف من كؤوس الظلم عبقرية التحقير .
لا تنزع عنك أوساخ العصر الجديد .ابق حيث أنت منتظراً شيئاً لن يأتي , لأنك أيها الإنسان غيَرت منهاج الكون وقيم اللاهوت الذي طبعنا أنفسنا على غير ما تشتهي الأخلاق .ابحث لعلك تجد قاموساً يعينك على عصيانك , عسى أن تجد في الدرب هواية غير الخداع , لعلك تجد نفسك في مآزق الشرف الرفيع .
هو ذا الوقت الذي تبكي عليه سنوات العمر المتصدع من قسوة التعبير , اسأل عندما تكون أنت الإنسان الذي وهبته الحياة عمراً جديداً وفق مفهوم الحداثة المتحطم فوق أرصفة المدن المالحة . لا تعد فإنك مفارق إلى درك بعيد وتساءل أنت من تكون في زمرة الكون .