منذ بداية الأحداث في مصر وقبلها تونس عندما كنا نتبادل أطراف الحديث حول الأحداث الجارية والعاصفة في المنطقة العربية، كان لدي تحليلي الخاص منذ البداية أن ما يحدث في البلدان العربية ليس حراكاً شعبياً كما يتم الترويج له، بل سياسة خارجية ضمن تحالف أميركي أوروبي من أجل إضعاف المنطقة (رغم ضعفها)
لكن هذه المرة تنبهت الدول الغربية أن إضعاف المنطقة العربية وتجزئتها لا يمكن أن يتم عن طريق قرار سياسي أو عسكري فأكبر دليل على ضعف القرار العسكري هو أحداث العراق وما آلت إليه المنطقة، وأكبر دليل على ضعف القرار السياسي هو منطقة لبنان، إذن اكتشفت الدول الغربية (رغم ادعائها الذكاء الخارق) أن ما ُيفشل مخططاتها في المنطقة العربية (لن أقول منطقة الشرق الأوسط فهذه لها قصة أخرى) هو الشعب رغم وجود قادة ديكتاتوريين على شعوبهم ولكن حجار شطرنج بيد الغرب.
من خلال تحليلي البسيط للوضع في المنطقة العربية نجد أن ما يحدث لا علاقة له بالفيس بوك (مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها) ولا بالعولمة (رغم أن عصر العولمة يفجر من المشكلات أكثر مما يقدم من الحلول)، ولا علاقة له بلقمة العيش، بل العامل الحاسم هو اسرائيل، تقول لي مصر وتونس ذات علاقة طيبة بإسرائيل وهناك اتفاقيات أقول لك صحيح، ولكن العلاقة الطيبة مبنية فقط بين القادة وليس الشعب؛ وهذا ما يؤزم الوضع في اسرائيل.
وبالتالي النقطة التي ارتكزت عليها الدول الغربية هي استغلال نقاط الضعف لدى المواطن العربي انطلاقاً من تحريك الشارع العربي ضمن مخطط الهيمنة على المنطقة، ومعرفتها سلفاً بردة فعل السلطة والقيادة (طبعاً عندما يتوقع عدوك ردة فعلك فأنت الخاسر الوحيد)، الذي حدث هو تحريك بعض ضعاف النفوس ولكن الإجراءات التي قامت بها الدولة أدت إلى خلق فوضى أثارت ضغينة قسم غير قليل وبالتالي بدأ الحراك الشعبي ولكن ليس الحراك المأمول والحراك السلمي بل الحراك غير الموجه والمطالِب لأغراض خاصة وليس لأغراض ومصلحة عامة.
ما حصل في سورية نفس السيناريو الذي حصل في الدول التي قبلها، ولكن مازال الشعب السوري لا يعرف ما يحصل بصورة مطلقة، من المؤكد أن هناك إطلاق نار، أن هناك ضحايا وشهداء ودماء بريئة هُدرت، لكن السؤال كيف بدأ؟
على ما يبدو أننا كنا نرقد على بركان خامد لم نعلم أنه سيثور، أو سيثور بهذه السرعة وبردّة الفعل الهائلة التي قام بها شعب اعتاد السكينة والسكون ويطمح إلى الاستقرار، اعتاد الانصياع إلى مقولة السيد المسيح "أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر"
إذا قمنا بتتبع مطالبات الشعب، نجد أنها دائماً تبدأ بمطلب ولا تنتهي بطلب المزيد؛ حاولت تفسير الظاهرة حسب علماء السياسة، حسب علماء الاقتصاد كانت الأجوبة تدلني إلى عناوين عريضة، لكن الجواب الأكيد كان لدى علماء الاجتماع السياسي، حيث قرأت هذه العبارة التي استهل بها الأستاذ الدكتور أحمد مجدي حجازي كمقدمة لمقالة بعنوان «الفقراء في العالم بين سياسات الدعم والتنمية البشرية»:
لا أمان لمجتمع يزداد فيه الجوع والفقر والحرمان البشري, ولا مستقبل لوطن يتعاظم فيه الشعور بالعجز لدى مواطنيه، ولا استقرار لبلد يفتقد العدالة في اقتسام الثروة الوطنية، ولا تنمية مجتمعية في دولة تتعاظم فيها أعداد الأطفال المحرومين من تلبية احتياجاتهم الإنسانية. فهل تعي الحكومات المحلية أن تهميش أجيال المستقبل هو الخطر القادم الذي يهدم أسس الاستقرار الاجتماعي ؟!
بالواقع لا أعلم إذا ما كانت الدولة قادرة على ضبط الوضع، فرغم ما صدر من مراسيم يوم الخميس كانت كفيلة بتهدئة الأمور ريثما يستوعب المجتمع حسن نية القيادة بالتغييرات المُطالب بها، لم تهدأ الثورات الاحتجاجية بل ازدادت ضراوة.... فمن منا يدرك معنى إلغاء حالة الطوارئ؟ ومن منا يفهم الحرية السياسية؟ وما هو الإعلام الحر؟ وهل المتظاهرون يحترمون القانون رغم صدور الحق في التظاهر السلمي (كما هو الحال لدى جميع الدول المتقدمة)، ولكن للأسف لا أحد ممن يخرج إلى الشارع يريد أن يلتزم بالقانون أو يحترمه، لذلك قبل أن نطالب الحكومة والدولة بواجباتها علينا أن ننطلق من ذاتنا ونعرف كيف نقتلع ثقافة الفساد والإفساد من داخلنا؟ نعلم كيف نتعايش مع ثقافة جديدة وهي ثقافة الديمقراطية من خلال المساءلة والشفافية..... كيف ننظر إلى الوطن من وجهة نظر غير طائفية.... من وجهة نظر غير أنانية... وأن أدرك أن ما يحق لي يحق لغيري، وأن أحترم رأي الآخر لا أن أفرض رأي عليه.... كم سيتطلب من الوقت حتى يفرز المجتمع نخباً حقيقية تمثله على تنوع أطيافه وفئاته وتوجهاته؟
تعالوا نعمل معاً لترسيخ ثقافة المدنية لا السلفية، وأن نبني جيلاً يفهم ما هي الإنسانية، والتعايش والمحبة، لا جيل الفوضى والغوغائية، وحذار حذار من الفتنة، لا توقظوا أبا جهل يا إخوتي لا توقظوه.
يعني سيد ماهر برأيك مافي مؤامرة علينا بعد كل ماحدث ؟ وإن كانت الحكومة مقصرة فهل هذا يعني أن نحمل السلاح ونقتل جيشنا وأهلنا ونمثل بجثثهم , أرجو أن تكون عندك الجرأة للرد وإلا فكلامك بلا معنى وبلا مسؤولية ,
العزيزة رشا: دائماً تكمن نهضة الأمم بنهضة الشعب و الجهاز الحكومي, و المزيد من تلك المقالات تزيد من الحس لدى الطرفين من أجل النهوض بالمجتمع . شكرأ لك على هذه المقالة
على ما يبدو ان كاتبة المقال تؤمن بنظرية المؤامرة او انها تبرر للدولة ضعفها في معالجة المشاكل ..... ان المشكلة الاساسية ليست ضعاف النفوس بل من كان وراء جعل هؤلاء ضعاف النفوس
يا عزيزتي للاسف حتى لو قلنا ان الدولة قادرة على ضبط الوضع لكن الشعب السوري افتقد غلى الشعور بالامن والامان، لم ندرك هذا اهمية قول الدولة اننا دولة آمنة الا بعد فقداننا الشعور بالامان
ان من اكثر الأمور التي زادت الطين بلة هو التحرك العشوائي الغير المنظم، لذلك على الدولة ان تضبط التحركات العشوائية لأنها من اخطر الأمور فالتحركات المنظمة يمكن السيطرة عليها ولكن الفوضى يصعب التنبؤ بها فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل الدولة قادرة على ضبط الوضع في المنطقة بعد نزيف الدم!!!
أخت رشا صدقيني أن أبا جهل حي يرزق في نفوس هؤلاء المريضين نفسيا هؤلاء الإرهابيين القتلة المخربين الذي فضلوا البخس من المال على شرفهم وعرضهم والذي يتمثل في وطنهم وجيشهم .. لكننا استطعنا أن ننتصر ونعيد أبو جهل لنومه العميق وأتمنى أن ننتبه أن لا يوقظه أحد مرة أخرى من هؤلاء المتآمرين بالخارج وننفذ الإصلاحات في الداخل كما تفضلتي .. وكل الشكر لك .
(تعالوا نعمل معاً لترسيخ ثقافة المدنية لا السلفية)... نعم لنعمل معاً لاستئصال ثقافة السلفية والسلفيون .. ونبني معاً الثقافة المدنية والدولة المدنية .. نحن الآن بحاجة لمضادات العلاج .. وبعونه تعالى أولى .. وبسواعد دعاة المدنية ثانياً..نتجرع مضادات الوقاية ..دامت سورية نقية ..ودمتم
يا أخت رشا إن ما تقولينه ينبع من حس وطني ومن إنسان يخاف على بلده من زيادة الضغوط إني اعتقد أنك تملكين أفكارا ورؤى هامةأطلب منك أن تكتبيها وتنشريها لأن تهدئ النفوس وتعطي كل ذي حق حقه
لا استقرار لبلد يفتقد العدالة في اقتسام الثروة الوطنية، عندما يشعر الإنسان انه مظلوم هذا يؤدي حتما الى الكره وتوليد الحقد عندما يصبح الإنسان حاقدا لا يمكن لك ابدا ان تقدر شدة ردة فعله وشوءها
للأسف إن ما يؤزم الوضع في المنطقة هو التصرف اللا اخلاقي لفئة قليلة مستفيدة ادت الى تجاهل الآخر وعدم احترامه
لا توقظوا أبا جهل يا إخوتي لا توقظوه عبارة كتير عجبتني، بس انشاء الله يضل نايم ابا جهل ولا يفيق
أصبت الحقيقة بشكل كبير من خلال تحليلك للأزمة الحالية و هذا يدعو للتساؤل هل من يتظاهر أو يرفع السلاح يعرف من يخدم و أي مشروع يخدمبأفعاله هذه فإكان يعلم فتلك مصيبة و إن كان لايعلم فالمصيبة أكبر !!!!!
شكرا رشا على هذه اللفتة التي نعي بانها مهمة بهذه الاوقات. ولكن اريد ان الفت عناية القراء بان العديد بان المتظاهرين يخرج اما بداعي الملل او الفضول او للتخريب لا اكثر. وبعض الاشخاص الذين يطالبون بالحريات لايفقهون ما معنى هذه الكلمة .سوريا ستبقى معادلة مستحيلة الحل بوجه الاعداء المتربصين .
من يخرج للشارع بعد أن بدأ الاصلاح لا يريد من سوريا إلا الخراب والدمار ولا يريد بالشعب الا الفناء
يا صديقتي عندما تتحول ثقافة المجتمع إلى ثقافة فساد وإفساد هذا يعني أن القادم اسوأ وبالتالي فإن النقطة الأولى التي يجب أن تنطلق منها الدولة هي معالجة القضاء وإعطائه مزيد من السلطة والاستقلالية ويكون الشرط الأساسي لتعيين أي قاض النزاهة ومن ثم النزاهة ومن ثم النزاهة، عندها سيكون بلدنا بخير لأن شعبنا شعب طيب وبسيط ويحب السكون والسكينة والاستقرار
لا استقرار لبلد يفتقد العدالة في اقتسام الثروة الوطنية... عبارة دقيقة وتوصيف واقعي لما يحدث الآن على ارض الوطن. تحليل جميل وتعليل منطقي على امل ان يتم قراءتها من قبل المعنيين مع اني على يقين تام انهم يعلمون
في الغربة نجلس مع اهل البلد المضيف ويسألوننا ونجيب يتفرجون ويسمعون ويتضاحون وعلى قولة خليكم هيك الله لايردكم على هالحال رح يجي يوم نبيعكم الهوا وما تقدروا تقولوا لا. نحنا منشتغل ونعمر وانتوا التهوا ببعضكم. وويل لأمة تأكل مما لاتزرع وتلبس مما لاتصنع.
سيد عمر آغا آنا بتوجهلك بالشكر على ردك على ماهر، معك حق المفروض يوضح مو يحكي حكي من شرح اهم شي هالفترة تهدئة النفوس وعدم رش الزيت على النار