يدخل مع زوجته لحضور مسرحية (ناقدة)، فراس موظف في شركة عامة، وزوجته كانت موظفة في نفس الشركة، تركت العمل بعد أن تزوجها وأصبحت ربة منزل بناء على طلبه...

سنتابع قصة فراس وزوجته بعد المسرحية..

المشهد الأول:

رئيس إحدى شعب المخابرات (الرائد: رائد رائد) يجلس في مكتبه وإلى جانبه (المساعد: جواد)..

- يرن هاتف الرائد (المحمول) فيرد..

الرائد: أيوا.. أهلا أهلا.. على عيني ربك.. وك اي اي عرفتك عرفتك قرد مو هنت بو سليم.. ليش متدق من رقم غريب والا.. بالله كنت مرح رد عليك.. قلي.. خلصت.. ولك على عيني هنت والشباب كلا.. خلص خلص عندي ولا يهمك الله معك..

- يغلق الرائد هاتفه المحمول مبتسماً فيتساءل المساعد عن سر ابتسامة الرائد..

المساعد: خير سيدي.. باينتو خبر حلو..

الرائد: اي والله يا جواد خبر بيطير العقل.. أبو سليم وجماعتو خلصولي الفيلا وحاكاني مشان روح استلما..

المساعد: ألف مبروك يا سيدي وايمتى رح تستلما؟

- يرن الهاتف الموجود على مكتب الرائد فيرد عليه المساعد جواد..

المساعد: مكتب الرائد رائد رائد مين معي؟ احترامي سيدي اي يلا موجود ثواني..

- يعطي المساعد السماعة للرائد ويهمس باسم الشخص المتصل (أبو الريح) فيمسك الرائد السماعة ويتكلم برزانة..

الرائد: ألو نعم.. تحياتي.. طول بالك ليش معصب.. يلا هلأ بقراه.. يلا يلا رح اقراه ليكا المجلة عندي ع المكتب بقراه وبرجع بحاكيك.. سلام..

- يستغرب المساعد ويستفسر بينما يقلب الرائد في المجلة..

المساعد: على شو عم تدورو سيدي؟

الرائد: على شو عم دور يعني.. على مقالة هاد الفهمان (فهمان الفهمان) ليش مين صفيان غيرو لسانو طويل وبدو قص..

المساعد: صح سيدي اليوم اتصل فيك أبو خالد مشان نفس الموضوع وقلي رح يحكي معك ع الموبايل لأنو حاسس انو هالصحفي متقصدو شخصياً..

الرائد: ليكا لئيتا هات لنشوف شو كاتب.. لعمى فعيونو لعمى إذا العنوان هيك كيف المقال.. سماع (فساد - رشوات ضخمة - كراسي) شو هالعنوان؟.. هممممم .. همممم .. لعمى .. همممممم.. لك لعمى كيف بدنا نئص لسانو لها الحيوان.. بعدين مين مو مقصود بهالحكي اللي كاتبو، أنا حاسس اني أنا شخصياً مقصود بالموضوع..

المساعد: طول بالك سيدي هلأ منشحطو ومنحقق معو ومنخليه....

- يقاطعه الرائد..

الرائد: لأ .. لا بدنا نشحطو ولا نحقق معو، هاد الغبي في إلو كتير قراء ومعجبين بكتاباتو .. ومعظم شريحة المثقفين اللي عنا بتتابع أخبارو إذا مو كلا، ومو نائصنا يصير فينا متل ما صار وقت حبسنا الصحفي اللي كان صارع راسنا قبلو.. ما ضل متفهمن ما طلع بمظاهرات بتطالب بفك أسرو بحجة حرية الرأي، والأنكى من هيك قبل ما نطلق سراحو طلعلنا هاد الفهمان وبلش ينتف بريشنا بهالمجلات والجرايد..

المساعد: لكن كيف بدنا نكف ايدو عن الكتابة؟

الرائد: ؤوم هلأ لنروح نلعبلنا دق شدة على بين ما لاقي حل .. بس ليك اليوم انت بتئعد شريكي مشان ما فكر باللعبة كتير..

المساعد: أمرك سيدي..

المشهد الثاني:

- إثنان من المواطنين يقرأان في المجلة ويتناقشان بما كتب الصحفي فهمان الفهمان..

مواطن1: الله محيي البطن اللي حملك يا استاذ فهمان .. اي هيك هه .. والله شي بيرفع الراس..

مواطن2: شو هو اللي بيرفع الراس ما لك شايف شو كاتب؟ لعمى هلأ كل هالفساد عنا وبتقلي شي بيرفع الراس..

مواطن1: لك لأ ما هيك قصدي .. اللي بيرفع الراس هو القلم الشريف اللي عم يكتب هيك شغلات وعم يحارب الفساد ويفتح مجال للتحقيق مع أشخاص لولا شوي كانت أساميون انذكرت مشان يتحاسبو على كل التخريب اللي عم يعملوه بالبلد..

مواطن2: اي سيدي حط بالخرج وما تصدق كل شي بتئراه .. وخلي رأيك لحالك .. ولا تعممو مشان ما تروح تشرب ئهوة عند خالتك هي هية هيك هيك انت ما بتحب خالاتك..

مواطن1: اي لكن نحنا كلنا هيك منخاف ومنهرب ومنطنش ومنقول ما دخلنا بحجة بايخة اسما ألف عين تبكي ولا عين امي تبكي.. امشي امشي ناكل شي أكلة .. ولا قلك فلافل حصراً لأنو ما معي غير عشرين ليرة .. شرف..

...

المشهد الثالث:

- الرائد رائد على مكتبه يتحدث مع مساعده..

الرائد: شو يا جواد لئيتلي شي فكرة مشان الفهمان؟

المساعد: لا والله يا سيدي ما فكرت بالموضوع بنوب..

الرائد: اي سماع هالفكرة اللي لئيتا .. هلأ انت بتروح ع الفيلا الجديدة وبتاخد تنين من العناصر وبتجهزلي غرفة بتساويها مكتب محترم .. وبتتصلي بالمجلة اللي عم تنشرلو لها المغضوب.. بتطلبوا وبتحكي معو على إنك إنت مدير تحرير مجموعة نشر وحولي ياه لعندي على أساس أنا المدير العام للمجموعة..

المساعد: ما فهمت سيدي .. شو هية الخطة؟

الرائد: الخطة إني رح جيب فهمان الفهمان واستقبلو بالفيلا تبعي على انها دار نشر .. ورح اعرض عليه اني احتكر كتاباتو كلها مقابل راتب محترم ونشر منقطع النظير .. الراتب اللي رح ياخدو اتكفل فيه مجموعة تجار مستعدين يدفعو اللي فوؤن واللي تحتون مشان يخلصو من لسانو..

المساعد: والنشر..

الرائد: شبك جواد بعرفك أذكى من هيك .. بس يشوف المصاري ما رح يسأل عن النشر .. المقالات اللي رح يكتبها رح ائراها أنا وانت وبس..

المساعد: وبركي استشرف وما قبل العرض..

الرائد: يا جواد .. اسألني إلي .. ما في بالعالم كلو حدا بيقول للمصاري لأ .. خصوصي إذا كان الراتب اللي رح يا خدو بيعمل فيه فيلا وسيارة وشاليه ع البحر خلال أربع خمس سنين .. وتبئى قابلني إذا ما ببيع مبادؤو كلها وبينسى الكتابة بعد أول راتبين بياخدون..

المساعد: سؤال أخير سيدي..

الرائد: ولي عليك شو بتسأل .. خلصني سآل

المساعد: شو بيضمنلك إنو بعد ما يصير معو مصاري ما يعمل دار نشر خاصة فيه ويرجع يشتغل فينا..

- يضحك الرائد ويرد على المساعد..

الرائد: لك جواد ما بعرفك طبل لها الدرجة .. شبك .. أول شي مين  اللي رح يرخصلو الدار؟ تاني شي أنا شو حكيت بالبداية؟

المساعد: ما انتبهت

الرائد: ئلتلك بدي احتكرو .. يعني رح حطلو شروط تعجيزية بالعقد مشان بعمرو ما يفكر يلعب هيك ولا هيك..

المساعد: هههه والله شكلك صرت مدير شركة إنتاج يا سيدي..

المشهد الرابع:

- المواطنين اللذين كانا يقرأان في المجلة في نقاش..

مواطن1: غريبة والله..!!

مواطن2: شو هية الغريبة؟

مواطن1: من شهرين ما قريت مقالة للاستاذ فهمان..!!

مواطن2: اي وشو الغريب بالموضوع؟

مواطن1: الغريب اني خايف يكونوا حبسوه أو عملولو شي لها الصحفي مشان ما يكتب..

مواطن2: لك إي لأ .. بيكون آخد إجازة ورايح فيها على شي بلد مشان يعمل استحمام..

مواطن1: استحمام..!! أصدك استجمام .. بس لأ مو معقولة.. ماحدا بياخد إجازة طويلة كل هالقد والله خايف عليه..

مواطن2: خايف عليه..؟! امشي عازمك على شاورما تبع تلاتين..

مواطن1: لأ عمي .. إذا بدك تعزمني فيا طعيم وشبيع يا ضريب ووجيع .. جبلي سندويشة فلافل مع كازوزة وكتر الله خيرك..

مواطن2: ولعية فلافل .. خلصني امشي..

المشهد الخامس:

- اجتماع بين كل من الرائد والمساعد جواد مع صديقين (أبو خالد وأبو الريح) على طاولة أثناء لعبة ورق.. يقدم النادل مشروباًُ ساخناً للمجموعة فيتشكره الرائد ويتحدث..

الرائد: شكراً .. اجت بوئتا لأنو جاية على بالي اشلفو بشي شغلة لجواد على هالتخبيص اللي عم يخبصو..

المساعد: أمرك سيدي.. غلطنا ومنك السماح..

- يضحك أبو الريح ويقول للرائد..

أبو الريح: لك رائد اي بدي ئص ايدي إذا مو إنت اللي عم تخبص.. هههههه.. على سيرة التخبيص.. شو عم يخبص ويكتب صاحبنا الفهمان..

الرائد: مئبولة منك أبو الريح .. بالنسبة للفهمان سلامتك .. صار حمار معبا ببنطرون .. آخر مقالة بتخوف كتبا من شي سنتين .. وغير هيك يحرم عليه .. ما عاد كتب شي عليه الئيمة .. كل حكيو علاك بعلاك..

أبو خالد: يعني برأيك نفسخ العقد اللي بيناتنا .. والله داء خلئي وأنا عم إصرفلو شيكات كل أول شهر .. والأنكى من هيك إنو ما في إلا بطالب بزيادة..

أبو الريح: أنا برأيي حاجتو سبع سنين .. هي صار عندو فيلا ومطعم وسمعت إنو ناوي يعمل شركة إستيراد وتصدير..

أبو خالد: اي معناتا حاجتو .. خلص أخي رائد .. بعات وراه وفساخ العقد وأحطلو..

الرائد: خلص لعيونكن .. بكرا منفسخ العقد .. وبها المناسبة التسماية لطوش لنشوف مين بدو ينلطش..

أبو الريح: شي يلطشك لطش .. هههههههههه..

المشهد السادس:

- نفس المواطنين على أحد الأرصفة..

مواطن1: فتاح ها الكيس وهات سندويشة فلافل .. جعت كتير..

مواطن2: طول بالك شي نص ساعة تانية أحسن ما تئلي جوعان بدي اتعشى.

مواطن1: لك هاتا خلصني هلأ بتطبع عليها المجلة وبتتجرثم .. مالك شايف كيف رجعوا يلفوا السندويش بورق المجلات والجرايد..

مواطن2: تتجرثم يا بعدي.. اي مسيك كول انا بدي استنى شوي..

- يأخذ المواطن1 السندويشة من يد صديقه ويصرخ..

مواطن1: لعمى .. مو معؤول.. شوف

مواطن2: شوفي .. شبك عم تصرخ..

مواطن1: مقال للاستاذ فهمان.. عنوانو (الفساد ثلاثي الأبعاد)..

- ثم ينزع ورقة المجلة ويقرأ المقال المكتوب..

مواطن2: بعد زمان .. قديش صرلك ما ئريتلو مقال؟

مواطن1: من شي سبع سنين .. سمعنا .. همممممممم .. هممممممممممم.. لعمى.. هممممممممم

مواطن2: عن شو عم يحكي؟

مواطن1: سمعنا.. همممممممممم.. همممممم.. شو هاد.. مستحيل يكون هاد الاستاذ فهمان.. شو هالعلاك الفاضي.

مواطن2: ليش شو كاتب؟

مواطن1: كاتب عن الفئرا..

مواطن2: اي برابو.. شو بدك أحسن من هيك..

مواطن1: لك يا زلمة شو برابو.. كاتب انو الفئرا معظمهم كذابين والشحادين منظر غير لائق وعم يشوه البلد.. وسابب عاللي بيساعد فئير .. وحاكي على تلت شحادين وسخولو سيارتو..

- يقاطعه مواطن2 قائلاً:

مواطن2: خلص لا تكمل .. شبك انئلبت ع الزلمة موهاد نفسو فهمان أفندي اللي صرعتنا فيه؟

مواطن1: لأ مو هاد هو مستحيل يكون هاد هو.. خلينا نمشي أحسن شي .. ما عاد بدي فلافل .. صدت نفسي..

- يبتسم مواطن2 وينصرفا معاً..

...

المشهد السابع والأخير:

- رائد يقرأ في المجلة ويضحك.. ويحدث مساعده عما يقرؤه..

رائد: هههههه.. سماع شو حاكي الفهمان.. ئال الفساد ثلاثي الأبعاد.. وأحلى شي انو طلع الفساد كلو من رئبة المعترين والمساكين اللي بها البلد.. بس بتعرف..

المساعد: ؤول سيدي

رائد: هلأ صار فينا نؤول عن فهمان انو صار فهمان وصار يفهم شو عم يكتب وشو لازم يكتب ما هيك يا جواد هههه.

المساعد: متل ما بتشوفو سيدنا هههه.

- يقهقه الرائد والمساعد على الحال الذي وصل إليه فهمان..

...........................

يخرج فراس وزوجته من العرض المسرحي وآثار الاكتئاب بادية على كل منهما ثم وعلى حين غرة يلتفت فراس إلى زوجته ويقول لها: (يعدمني ياكي إي؟)..

نظرت إليه زوجته ببرود وقالت: طب شو دخلني؟

يرد عليها فراس: طيب مو هاد كان الشرط؟

الزوجة: يا فراس يا حبيبي يبعتلك حمى إنت، شو بعملك إذا المسرحية مانا واقعية، نحنا صرنا بسنة ألفين وخمسو عشرين، وهي المسرحية عم تحكي عن أوضاع قديمة، كلها تغيرت، ويمكن كانت بهداك الوقت واقعية، شو بعرفني..

فراس: ما حبيتا لها المسرحية ما بتضحك..

الزوجة: خلصنا بقا شو صرلك؟ هيك صار وهلأ بدنا نتعشى، شو رأيك نروح ناكل فلافل؟

فراس: ليش منحسن ناكل غير فلافل؟ شرفي ستي شرفي..

وينطلق كل منهما باتجاه محل الفلافل..

......................

ملاحظة: الفلافل مادة غذائية تحتوى على عناصر غذائية هامة وهي في معظم الحالات أفضل من اللحوم وأشهى من الألبان وكل من لا يعرف الفلافل، فهو شخص (لا يعرف الفلافل)..

......................

ملاحظة ثانية: زوجة فراس حصلت على بطاقتي دعوة مجاناً إلى تلك المسرحية (وعملت لزوجها رجلين من قصب مشان يروح معها يتفرج عليها على أساس مشان يغيروا جو)...