اختلفت كل عاداتنا في شهر .. اختلفت مواعيد أكلنا وشربنا وعطلاتنا في شهر .. اختلفت العادات ولم يختلف الوطن...
فمن هو ذاك المعشوق الذي يجعل من اوردتنا انهارا تنهل من دمائها الخلائق من هو الوطن؟؟
منذ فترة كنت أظن أن الوطن هو الناس الذين نصنع معهم ذكرياتنا ولحظاتنا.. كنت أظن أن حب الوطن هو مكتسب يأتي مع العشرة .. تماما كما الزوجة .. كالصديق.. كنت أظن أن الوطن هو من الجمادات لأنني كنت أعتقد أن مكمن العواطف هو موطن الارواح .. ومن لا يملك الروح ... لا يملك الحس .. ولا يمنح الحـــب
ولكني كنت مخطئا تماما... لم يجمعنا كسوريين نحن الشباب ما يجعلنا نبحث عن حقيقة الوطن في تعاريف الجمال والعشق.. لم يجمعنا كشعب أفراح ولا أتراح خلقت من نبض الوطن نبضا لقلوبنا..
لم يربح منتخبنا كأسا في تاريخه لتوحدنا الرياضة... لم يكن وطننا يوما ممرا لاعصار شارد .. او مسكنا لضجيج زلزال فقد صوابه ... والغصة السائلة: هل يحتاج شعب ما الى مصيبة كبرى او فرحة عامة حتى ينفجر احساسنا بوجود حب الوطن؟؟!!
والاجابة: ( برأيي ) نـــعم .. نحتاج حقا كأي شعب على وجه الارض الى ما يستفز الأدرينالين النائم فينا منذ عقود ليجعلنا ننتبه بشدة ان هناك من يستحق الموت عندما نستحق الحياة... كهذا فعلت كل حضارات الارض كالصين واليابان وأوروبا .. مصائب الحروب وحدت الشعوب .... و أيقظت حس مسؤوليتها في بناء وطن جديد .. أفضل
الوطن ...آآآه من ذاك المعشوق .. أدركت اليوم ان ماهيتنا الترابية لم تكن عبثا .. وان صلصال (التراب والماء ) الذي خلقنا منه هو مزيج الوطن .. و أن تلك الوصفة السحرية الإلهية هي سر من جعل دماءنا ترخص امام نداء الوطن .. وجعل اجسادنا في توق دائم نحو التحلل لتبدأ رحلة اندماجها الأزلي في ماهيتها الابدية نحو الوطن...
من هناك بدأت فلسفة الوطن .. فالوطن مخلوق بريء الطلة .. يكتسب صفاته من تراكم صفاتنا كأفراد فيه .. و هو شديد النهم لدماء طاهرة ترويه ليكبر شرفه بــها ويتباهى أمام نظرائه من الاوطان.. فصخوره الصماء تكتسب صلابتها بمقدار صلابتنا.. ورياحه العاتية تكتسب عنفوانها بمقدار كبريائنا..
عندما انظر الى حبيبتي ارى وطني .. وعندما أقبل يدي أمي أشتم رائحة وطني .. وعندما تغرورق عيناي بقطرات العرق من جبين ابي ارتوي من وطني.. وعندما اغار على أختي .. أغار على وطني... وعندما أغضب تمنحني جاذبية ارضه الحلم ..
ولكن .... لما تصرخ حبيبتي عندما ترى دموع امي وقت انهيار ابي لحظة انتهاك عرضي على ارض وطني ... فوقتها يعلن ان الوطن جريح .. وان الموت حياة .. وان من يصرخ ليست جدران منزل قد اشتري مثله في اي وقت.. .. وانما من يستغيث هي خلايا جسدي عندما توأمتها ذرات ذلك المزيج السحري الالهي من صلصال التراب والماء .. فيؤلمني جسدي جدا جداجدا .. واتوق لان اُسيل دمي الفائر .. هناااك ..امام حبيبتي وامي وابي واختي وصديقي... تحت عين الله الباسمة ... عندها أستحق ذاك الوسام الذي يدعى ناموس...
دعونا نجمع شتات ضياعنا في الامس .. لنجعل من الغد مشرقا بعد درس قاس .. لم تظهر بعد ...نتيجة امتحانه
دعونا نتعالى فوق الجروح وفوق الألم ... فمن يحول الألم الى طاقة ...سينهض من جديد
أحبك يا وطني
دعونا نجمع شتات ضياعنا في الامس .. لنجعل من الغد مشرقا بعد درس قاس .. لم تظهر بعد ...نتيجة امتحانه دعونا نتعالى فوق الجروح وفوق الألم ... فمن يحول الألم الى طاقة ...سينهض من جديد أحبك يا وطني
بارك الله بهذا القلم أو القلب لا أعرف ماذا اقول سوى ان صدق كلامك لامس قلبي.
اقسم بالله من اروع ما قرأت عن الوطن شكرا كتير استاذ يامن كلياتنا بحمص منشكرك