مريت بالشوارع .....
شوارع القدس العتيقة .....
قدام الداكين يللي بقيت بفلسطين.....
حكينا سوا الخبرية.....
وعطيوني مزهرية.....
وقولي لي هيدي هدية.....
من الناس الناطرين.....
ومشيت بالشوارع.....
شوارع القدس العتيقة.....
أوقف على الأبواب.....
صارت وصرنا صحاب.....
وعينيهم الحزينة.....
من طاقة المدينة.....
تأخذني و توديني بغربة العذاب.....
كان في أرض وكان في أيدين عم بتعمر.....
عم بتعمر تحت الشمس وتحت الريح.....
وصار في بيوت وصار في شبابيك عم بتزهر.....
صار في ولاد وبأيديهن في كتاب.....
وبليل كله ليل صار الحزن سيد البيوت.....
والإيدين السودا خلعت الأبواب.....
وصارت البيوت بلا أصحاب.....
بيني وبين بيوتهن صار مثل الشوك ومثل النار.....
والأيدين السوده.....
عم صرخ بالشوارع.....
شوارع القدس العتيقة.....
خلّي الغنية تطير عواصف وهدير.....
يا صوتي ضلك طاير زوبع بهالضماير.....
خبرهن عللي صاير بلكي بيوعا الضمير.....
هكذا شدت فيروز (وما أجمل شدوها) معلنةً كسر التقصير الإعلامي الذي يطوق قضية القدس وذلك من خلال العمل الدرامي الرائع "أنا القدس" للمبدع باسل الخطيب.
في الحلقة الأخيرة من العمل هناك مشهد تقابل فيه امرأة فلسطينية ( الفنانة المبدعة كاريس بشار ) السيدة فيروز أثناء زيارتها للقدس سنة 1965 وقدمت لها مزهرية كانت لزوجها المتوفى والذي كان مناضلاً ويحب صوت فيروز كثيراً وطلبت هذه المرأة من السيدة فيروز أن تغني للقدس , وقد لبّت السيدة فيروز الطلب ومازالت أغنيتها مريت بالشوارع من أجمل ما سمعت عن القدس.
لا أدري لماذا لم تتناول وسائل الإعلام هذا العمل من قريب أو بعيد وقد ثارت ثائرتهم هذه السنة حول إشكالية بعض الأعمال الدرامية وركزوا كثيراً على الحلال والحرام والدين والتقاليد والعادات ودخلوا في تفاصيل تفاصيلها ومخترقين جدرانها سلباً وإيجاباً وهذا النقد والجدل مشروع طبعاً لكن الملاحظ أننا دخلنا كثيراً في تفاصيل همومنا الصغيرة لدرجة أننا نسينا أو نسّينا هموم القضايا الكبيرة التي لم يطرأ عليها أي تغيير بل زادت وتزداد سوءً , لا أدري هل ذلك نتيجة اليأس أم الإهمال والأنانية القطرية من طرفنا , وأنا هنا أقصد أفراداً ومجتمع .
هل صحيح أن رجوع القدس قبلة لكل الأديان أصبح حلماً أم نحن من سيجعلها كذلك بما فعلنا وبما سنفعل مستقبلاً .
هل سنصحو في يوم ما قريب .
هيهات فيروز نحن بحاجة أغنيتك من جديد ربما تبعث الأمل فينا من جديد وتصحّينا.
ملاحظة:أعلن عدم مسؤولية الموقع عن ورود الأغنية في المقال ( لربما قاضاني أولاد المبدع منصور الرحباني )