syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
بين الأبيض والأسود هناك أبيض ... بقلم : علي كمال أحمد

على شبكة الاعتدال العالمي الأكثر رواجاً هذه الأيام يضع العديد دوائر مختلفة الألوان حول سوريا. على هذه الشبكة يتمكن حتى الأطفال ممن يحاولون تركيب أحجية الآراء والتعليقات "ليستردوا بلادهم" أن يروا ويقرؤوا ويأكلوا ويهضموا طبيعة هذا الاعتدال كحافظ لمصالح الغرب الذي يبدوا منتشياً بالنهضة والتطور دون أن يدنو أو يقترب أو حتى يتجه إلى حضارة الإنسان. هذا الاعتدال الذي بات مغلفاً مفتوح يستطيع الجميع أن يفض ورقة أمن إسرائيل منه دون أن تلومه حقوق الإنسان على انتهاك الخصوصية.


في أميركا كما في دول الغرب المتحضر اللا إنساني هناك العديد من التيارات الديمقراطية التي تقولب ديمقراطيتها وإنسانيتها بدءاً بلحظة القيادة لتكتسح كل ما يعرقل سياساتها ومصالحها دون أن تنظر لما تدوسه بأقدامها من أوراق الأسى والحزن وصكوك حقوق الإنسان التي كتبوها وقرؤوها وفهموها ليقاضوا بها كل شاذ من دول العالم باعتبار جماهيرهم تحب المحاكمات والعدالة فكيف بعنوان رنان كحقوق الإنسان.

 

هل يستطيع أي سوري أو عربي مدلل أو غير مدلل تحريك الجمهوريين في أميركا ليضغطوا على الديمقراطيين ويغيروا سياساتهم تجاه فلسطين؟ الواقع أننا بلد وبلدان محاطة بقوى وتأثيرات تستطيع التدخل في شؤوننا ورسم مستقبلنا بأقلام الفحم والنفط واللحم لا العكس. فمن أخطاء السياسة السورية أنها لم تسمح أو تقبل بأي معارضة, لتطل علينا الآن معارضة مراهقة بلسان (أنا ضد اللي مع ومع اللي ضد) بينما كان بالإمكان رعاية معارضة واعية سياسياً تدعم توجهاتنا الخارجية الوطنية القومية, الصلبة الموقف والمضمون في دعم المقاومة طالما أننا نواجه معسكراً مغلقاً للإرهاب في فلسطين لم يغتل السلام وحسب بل لا يزال يتطور تطرفياً متحفاً إيانا بحكومات تطرفت حتى غاب عنها الوسط واليمين واليسار.

 

من يقول بالرمادي الآن عليه أن يعي أن في الرمادي أبيض وأسود. كلنا نعرف أن السوريين لا يؤيدون العنف أو يعتقدون بالطائفية لكن كل السوريين مع المقاومة ويؤيدون مواقف السياسة السورية. فوفروا عنائكم وكفاكم دهناً لأوجه السوريين بالرمادي وحري بطلائكم أن يجرب مع الرأي الدولي والعالمي للملايين التي تأكل على حسابكم وهي تشاهد حكم العدالة على الفضائيات في أوروبا وأميركا.

 

ملايين السوريين ليست رمادية, ملايين السوريين بيضاء وملايين السوريين أدركت وفهمت وبدأت الإنسان مع بعل وعشتار وأدونيس وصدرته معهم إلى اليونان والعالم. فالإنسان اليوم يبقى إنسان في سوريا مهما شوّهه العالم. 

 

2011-05-08
التعليقات
أبو كامل
2011-05-08 11:36:19
من أنتم؟
كلام واع ومطلوب في أيامنا هذه حيث تغليب العاطفة والاندفاع هو السائد، فعندما نكون أمام مطالبين بتغيير النظام لابد من الوقوف وتوجيه السؤال المباشر لهم، من أنتم وماهي خطتكم لو حققتم ماتريدون، وقبل كل شيء والأهم، من أنتم؟ وعلى أي أساس يمكن لنا أن نسلم بأنكم معارضة تريدون خير البلد؟

سوريا