يختلف الناس في وجهات نظرهم نتيجة اختلاف العوامل المؤثرة على تشكل وجهات النظر من عوامل داخلية تتعلق بمستوى الوعي والتفكير وعوامل خارجية ترتبط بالبيئة والجغرافيا والتاريخ وتأثر هذه العوامل وتداخلها مع بعضها .
وقد نختلف نتيجة اختلاف وجهات النظر بيننا وقد نكون مقربين أو غرباء وقد تربطنا علاقات مختلفة كعلاقة القرابة أو الصداقة أو الانتماء لقضية أو رأي أو وطن وقد تكون علاقاتنا علاقات ندية أو علاقة رئيس ومرؤوس .
ونتيجة التمادي في الحرية والاعتداد بالرأي قد لا نكتفي بالاختلاف مع من هم معنا بنفس السوية الفكرية أو الوظيفية أو المكانية أو بل قد يتعدى اختلاف وجهات النظر ليصل بنا المطاف إلى أعلى المستويات إلى أن نختلف مع رأس السلطة في النظام الذي نتبعه له ومع كل حرص السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد ومحاولاته إرضاء كافة فئات الشعب إلا أن الخلاف وارد كأن يكون من وجهة نظرنا أن اعتماده على أشخاص معروفين لدى الشارع السوري بفسادهم نقطة خلاف أو أن نحمله مسؤولية عدم نجاعة السياسات الإصلاحية التي كان يقوم بها أو لشعورنا بأن المستوى المعيشي للمواطنين دون المرجو لشعب يملك من المقومات ما يملكه الشعب السوري أو لاعتقادنا أن البطانة التي تحيط به تبعده عنا وعن همومنا ومتطلباتنا .
ومما لا شك فيه من حيث النتيجة أن كل مواطن شريف كان ولا زال مختلفاً مع الحكومة السابقة وله عليها عدة مآخذ بدءاً من الفجوة الكبيرة بين أداء السيد رئيس الجمهورية وأدائها انتقالاً إلى وضوح محاولة إفشال كل الخطوات الإصلاحية التي كان يقوم بها السيد الرئيس وصولاً إلى ما هو معروف عنها بأنها لم تترك وسيلة فساد أو إفساد إلا واتبعتها من المحسوبيات إلى السرقة إلى الرشوة فقد كان واضحا ً أن الحكومة وأهدافها وغايتها في وادٍ والشعب وهمومه ومتطلباته في واد ٍ آخر.
ونحن عندما نختلف و عندما يتم طرح المشاكل التي نعاني منها سواء كانت بسيطة أو معقدة والتفكير بالحلول المناسبة لها يبرز معيار أساسي لهذا الطرح وهو المعيار الوطني أي مقدار الوطنية التي كانت وراء هذا الطرح أو الحس الوطني بطرح ما يخدم الوطن ويؤمن وحدته أرضاً وشعباً والابتعاد عن طرح ما يشتت الوطن ويفرقه أو يزرع الفتنة بين أبنائه لتحقيق غايات ومأرب شخصية خاصة أو مأرب وغايات دول أخرى .
فالطرح الذي يقول بضرورة محاسبة الفاسدين هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يقول بضرورة التدخل الأمريكي في شؤوننا الداخلية من أجل محاربة الفاسدين هو طرح لا وطني بوضوح .
والطرح الذي يقول بالقيام بالمظاهرات السلمية والمطالبة بالحقوق بعد الحصول على الموافقات اللازمة بشكل قانوني هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يقول بالخروج بالمظاهرات دون وجود مبرر لذلك أو مقابل المال أو لإخفاء المخربين والقناصيين الذين يحملون السلاح ويطلقون النار على رجال الأمن هو طرح لا وطني بوضوح .
والطرح الذي يقول بضرورة حصول الشعب على حريته في التعبير والإعلام هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يقول بالاعتماد على المحطات المغرضة للتعبير وبأسلوب لا يخلو من الكذب والفبركة بهدف تشويه سمعة الوطن والتحريض على الفتنة هو طرح لا وطني بوضوح
والطرح الذي يقول بضرورة القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يقول بعدم انتظار النظام للسماح له مع جواز التشكيك به لإثبات نيته بالإصلاح والقيام بالتخريب والتدمير وقتل رجال الجيش والأمن وقتل المدنيين والأطفال والتمثيل بأجسادهم هو طرح لا وطني بوضوح
والطرح الذي يقول بضرورة محاسبة من عذب الأطفال وأساء إلى الوجهاء في درعا هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يقول بحمل السلاح والعصيان والتمرد وقطع الطرقات والدعوة للجهاد ضد حماة الوطن هو طرح لا وطني بوضوح خاصة وأن ذلك تم بعد لقاء السيد الرئيس مع الوجهاء أصحاب المشورة والرأي وتلبيته لكافة الطلبات وما سمعناه من هؤلاء الوجهاء على المحطات الوطنية.
والطرح الذي يقول بضرورة الحوار مع مختلف أطراف المعارضة الوطنية النزيهة ومن مختلف الفعاليات والأطياف هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يسعى للضغط عن طريق مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان هو طرح لا وطني بوضوح مع ما هو معروف عن هذه المجالس من عدم حياديتها وائتمارها بأوامر الغرب الذي لا يعنيه لا حقوق الشعب العربي السوري ولا حريته وإنما هو مرتهن بحماية المصالح الإسرائيلية وضمان أمن إسرائيل وزرع الفتن وخلق الفوضى في كل دول الممانعة .
فعلينا في هذه المرحلة وبعد أن تجاوزنا الخطر على سلامة وطننا أن نسأل ونتساءل عن الوطنين وعن اللا وطنين و أن نقوم بالفرز بينهم اعتماداً على هذه المعايير الوطنية لأن الوطنين نحن نستحق النجمتين على العلم ولأنه الوطن وبما أخطأنا بحقه وبعد أن نضمن سلامته يستحق منا اعتذاراً في يوم اعتذار للوطن
والطرح الذي يقول بضرورة الحوار مع مختلف أطراف المعارضة الوطنية النزيهة ومن مختلف الفعاليات والأطياف هو طرح وطني بامتياز أما الطرح الذي يسعى للضغط عن طريق مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان هو طرح لا وطني بوضوح مع ما هو معروف عن هذه المجالس من عدم حياديتها وائتمارها بأوامر الغرب الذي لا يعنيه لا حقوق الشعب العربي السوري ولا حريته وإنما هو مرتهن بحماية المصالح الإسرائيلية وضمان أمن إسرائيل وزرع الفتن وخلق الفوضى في كل دول الممانعة .
يستحق الوطن منا يوم نعتذر له فيه عن أخطائنا مع أننا نستحق النجمتين على العلم
هذا طرح وطني ولا بد من الحوار بين كل الأطياف بعد نبذ المتأمرين مع الخارج وهم قلة وبعيداً عن لغة التخوين لا يوجد بين الشعب السوري اللهم إلا المغرر بهم من يمكن القول عنه بأنه متأمر
كلام واعي وعقل حكيم يدرك الحقيقة في وقت بات من يستطيع ادراكها يملك البصيرة بعد أن اعموا البصر بالاعلام الكاذب والاشعات المغرضة فشوهوا الحقائق وقلبوا العقول