syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
ضع الكأس. واسترح قليلاً ولا تحزن ... بقلم : بدر خواجكية

في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه فرفع كأسا من الماء وسأل المستمعين ما هو في  اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟


الإجابات كانت تتراوح بين 50 غ إلى 500 غ

فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس!!!  فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكا فيها هذا الكأس فلو رفعته لمدة دقيقة لن

  يحدث شيء ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف الكأس له نفس الوزن تماما،   ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.

 

 فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها. فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.  فيجب علينا أن نضع  أعبائنا بين الحين والأخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى.  فعندما تعود من العمل يجب أن تضع همومك ولا تأخذها معك إلى البيت. (لأنها ستكون بانتظارك غدا وتستطيع حملها)

ولكن السؤال المهم.....؟ ..  أين يمكن أن نضع همومنا

 

والجواب الوحيد ..... ؟... نضعها على باب الله   ...   ...   // إذا اشتدت عليك هموم الأرض .. فاجعل همك في السماء//

إن  كان همك  المرض   فالله هو الشافي  .. قال تعالى :( وإذا مرضت فهو يشفين)

وإن كان همك الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها  فالله هو  الغفار.. قال تعالى : ( ولا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )

وإن كان همك ظلم حلّ بك  فالله هو المنتصر لك .. قال تعالى (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) .

 

وإن كان همك  الفقر والحاجة ، فالله تعالى هو المغني    فعلام الهم و الحزن إذن والأمر كله لله !وهو بيده الفرج

واعلم أن  البلاء جزء لا يتجزأ من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير …ولا ملك ولا مملوك ... فالناس مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفيا ته ودرجاته (  .. لقد خلقنا الإنسان في كبد )

فالمريض سيشفى .. والغائب سيعود .. والمحزون سيفرح .. والكرب سيرفع ..والضائقة ستزول .. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد

 

.(فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا )

 

  دع الأيام تفعل ما تشــاء                   وطب نفسا إذا حكم القضاء

 ولا تجــزع لحـادثة الليالي                 فمـا لحوادث الدنيا بقـاء

ورزقك ليــس ينقصه التأني                  وليس يزيد في الرزق العناء

 ولا حزن يــدوم ولا سرور                 ولا بؤس عليـك ولا رخاء

 

يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ                   أبشـر بخير ٍ فإن الفارج الله

الله يُحدث بعد العسر ميسرةً                              لا تجـزعنَّ فإن المانــع الله

           

  لا تحزن .. فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم .. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم لأنها كلها إلى زوال

تضرع إلى الله شاكي إليه ....سائل فَرَجه ونَصره وفتحه  وهو لن يخذلك

 

2011-05-10
التعليقات
عصام حداد
2011-05-14 14:20:00
شكرا بدر
دائما مساهماتك جميلة ومعبرة ولطيفة .

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-05-10 08:53:46
صباح الورد
الله يجزيك عنا كل خير والله كلماتك بتريح وبتعطينا أمل وتفاؤل

سوريا