عندما لا يميز المرء بين الصديق والعدو، ولا يستطيع اختيار الطريق الصحيح، عندما يعتقد أنه على صواب ويتأثر بالمحيط الذي يغذيه أفكاراً خاطئة
عندما يعتقد الكثير أن أسامة بن لادن مثلاً كان بطلاً، وأن إسرائيل أقل خطراً من أنظمة عربية وإسلامية، وأن الجهاد تفويض إلهي بيد أي شخص يدعي الإيمان، ويرتدي ما شاء له من أزياء تاريخية
عندها فقط نعرف أننا مخترقون، وأن هناك من يعمل على تغليب التعصب والطائفية على العقل والمنطق، منذ متى كنا نخاف من بعضنا لمجرد اختلاف مذاهبنا وألواننا؟ ومنذ متى كانت أطراف خارجية تطالب بحريتنا وخلاصنا ونحن نصفق لها ونصدق كل ما تقول؟؟، هل أصبحت قنوات الأخبار هي اللسان الناطق باسمنا أم أننا أضعف من أن نميز الخير من الشر لبلداننا وأن نشاهد الخبر بأم أعيننا ونحن في ذات المنطقة التي يجري فيها الخبر؟!.
لماذا مثلاً عندما يقصف القذافي شعبه بالسلاح ندين ونستنكر؟ وعندما تقصف قوات الناتو ذلك الشعب نرحب بها على أنها المخلصة؟ مع أن الضحايا هم ذات الشعب! لماذا يتهم النظام السوري رغم فساد الكثير من طبقاته بأنه يقتل شعبه رغم أن هناك عصابات من "الجهاديين" وحثالة من الانتهازيين والفئويين في سوريا تقوم بخلق فوضى لإحراج النظام، وهناك الكثير من شهود العيان يروون ذلك أنهم عاينوه بأنفسهم، بينما يأتي شاهد عيان لا نعرفه ولا نرى وجهه أو المكان الذي هو فيه، ثم يبدأ بسرد ما يراه وكأنه الصادق الأمين. كم هم اللذين يشاهدون أولئك المخربين الذين يرفعون راية الإسلام وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام، ويعلنون الجهاد وكأنه الكلمة السحرية التي تعطي كل من يعتنقه الغطاء الشرعي من الله؟ لماذا لا يراهم شهود العيان اللذين حققوا شهرة وسمات سياسية وحقوقية رغم أن أكثرهم لا يتقن الكلام عن السياسة وحقوق الإنسان، وكلامهم يدل على أنهم أميون بحق.
هل ضعف الإعلام السوري في تغطية الحدث يعني أن الإعلام المقابل ينقل الصورة الحقيقية؟ وهل اتفاق شاهدي عيان على تصوير مشهد يعطيه مصداقية؟؟ هل سيأتي يوم وتقوم قنوات الأخبار بنقل الأحداث عن شهود عيان، رغم أننا شهدنا مأساة في لبنان اختلقها "شهود زور" ؟؟ لماذا تصر قناة الجزيرة مثلاً على الاكتفاء بما يردها من شهادات من عيان نكاية بالنظام السوري لأنه لا يسمح لصحفييها بالتجول وصناعة القصص التي تشتهيها الإدارة في عقرها؟ ماذا لو تركت تصول وتجول في سوريا، كيف ستكون أوضاع حقوق الإنسان وحليب الأطفال؟؟
لقد طفح الكيل ووصلنا إلى طريق يجب على الجميع أن يقولوا فيه للأعمى أعمى حتى يستفيق ويعرف أن هناك الكثيرون ممن يرى الأمور بمنظور آخر، وأنه يجب أن يحتفظ برأيه كل من يرى أن الفوضى هي السبيل للإصلاح، لأن الإصلاح بدأ قبل أن تبدأ الفوضى، فلماذا يقفون في وجهه، ويفرضون بديلاً؟؟ آن الأوان لتوجيه صفعة لكل من يحرض ويعنف ويسمح للمفسدين أن يستفيدوا من مطالبه ويجعلون منها حصان طروادة.
لو كان في حرية اعلام بالبلد ولو كانت كاميرات الجزيرة عم تصور اللي عم يصير متل ما كانت عم تصور في مصر لما كانو اضطروا للاستاع الى اقوال شاهد العيان،لو ان المواطن السوري يستطيع التكلم مع اي قناة فضائية والتكلم بكل ثقة عن ما رآه ويعطي اسمه وصورته من دون ملاحقة الاجهزة الامنية له لما كان احد اضطر ان ينقل الخبر من دون ان يكشف عن شخصيته،هل جربت ان تنزل بنفسك الى المظاهرات وتقوم بتصويرها بنفسك؟جرب وسترى النتيجة بام عينك وستعرف كل الاجوبة
لماذا نجد دائما مبررا لاخطاء الغيرفي حقنا ونجلد انفسنا على اخطائنا اي مبرر لقناة الجزيرة ان تبث الافلام المفبركة واقوال شهود الزور وليس العيان وتبريرها ان السلطات السورية رفضت ان تصور الجزيرة الاحداث في سوريا لايعطيها الحق بالتزوير وهو عذر اقبح من ذنب وكنت منذ البداية توقعت الاستقالات في الجزيرة لتآمرها على سوريا وكانت المفاجأة الصاعقة لها استقالة غسان بن جدو وهو اكبر دليل على انغماسها المطلق في المؤامرة ضد بلدنا الحبيب وسقطت الجزيرةهنا في سوريا سقطت على غير رجعة عند العرب السوريين