syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
دقيقة صمت... بقلم : وفاء شحود

دقيقــة صمـــــت


إنّها مسيرة كلّ عربي سوريّ ..بدأ تكوينه الأوّل في رحم أمّه ........

وهو في رحم أمّه يتعلّم كيف يقبّل التّراب ، يتعلّم كيف ينحني

أمام ذكريات وطنه الموجعة بأحداثها ، الفاخرة بنتائجها..

أحبّك يا سوريتي الفتاة ...

مذ ولدْتُ كان حليب أمّي يعلّمني الصّمت.....

 

ويدربني كيف أقف دقائق صمت ..

في طفولتي ....كان لبن أمّي ينتشر في ثنايا جسدي ......

يتغلغل في نهاياتي العصبية...ليغرس في نفسي قشعريرة الشعور بكلّ شيء

الشعور بوطني .......الشعور بانتمائي.....الشعور بحدود أرضي.....

كبرت ورافقتني نظرات أمي

 

تعلّمت من أحداقها كيف أرى زرقة السّماء ......

وكيف أستمتع بشمم الجبال ......

من نظراتها تعلّمت كيف تتصلّب نظراتي خطاً مستقيماً عندما

يرفرف علم وطني بألوانه الثلاثة.....

من هامتها تعلّمت كيف أكون حرّة ....كيف أكون شامخة رغم كلّ شيء ...

نسيت تعاليم أمّي ....وتشبّعت روحي بضوع الوطن ....

 

أيّام حاضرة تمرّ من أمامنا تترك آثاراً كثيرة في صدورنا .......

تترك دماء عالقة في ضمائرنا....

لحظات غريبة ومؤلمة عندما تصاب أحداقك بهفوات لونيّة موجعة...

لحظة ترى فيها السّنابل حمراء....والأشجار حمراء.....والبحر أحمر .....

قاسية هي تلك الّلحظات الّتي يتحول فيها خرير الأنهار وحفيف الأشجار

إلى سيمفونيات تأبين غريبة تعزفها فرق الكشافة

 

والأغرب من ذلك هي تلك الّلحظات الّتي تتحول فيها أزهار الرّبيع

إلى قطع بخور تنثرها النّساء على أضرحة بشر من وطني

هل هي لحظة خائنة يا ترى تلك اللحظة التي يتحول فيها الهواء إلى دخان ؟؟؟؟؟

وتتحول خيوط الشمس إلى نيران تصهر كلّ شيء

في بوتقة التراب.....؟؟؟؟؟؟

 

غريبة هي تلك اللحظات التي تعطش فيها الأرض إلى الدم.....

جريحة هي تلك الأرض

...ومكلومة التّرائب .....ففي كلّ يوم تُشبِع نزيفها بزمرة دم جديدة.....

دماء غالية بغلائها.....دماء زكية بزكائها......

دماء طاهرة تتسابق ذرات تراب الأرض، لتحظى بقطرة منها

لتُجبَل معها في هيئة قدسية لا تفسير لها.....

 

وفي كلّ نزيف نقف لحظة صمت.....مع كلّ كلم نقف دقيقة صمت .....

مع كلّ صرخة آتية من كبد المواجع نقف دقيقة صمت

.......في كلّ نظرة إلى أحداق طفل أو طفلة نقف دقيقة صمت.............

ما أكثرك يا دقائق صمتنا.......

أصبحت جزءاً صامتاً في حياتنا الخفية.....

دقيقة صمت نقفها مع أنفسنا.....

 

بين نفسنا ونفسنا....

بين كلماتنا وكلماتنا......

بين جوارحنا وجوارحنا.....

لأجل البشر ....لأجل التراب ......لأجل الوطنيّة .....لأجل كلّ شيء....

إلى متـــــــــــى؟؟؟؟؟؟

هل سيأتي يوم تغدو فيه حياتنا ..حياة صمت يا ترى ؟؟؟؟

2011-05-18
التعليقات
مجهول
2011-05-21 15:01:24
دقيقة صمت وعمرُ من الحب
كلماتك عميقة جدا ... تجعلنا ندرك ونؤمن بانتمائنا الى وطننا الغالي بدقيقة من الصمت ... كلنا أمل بأن نعيش احلى لحظات العمر تحت سماء سورية الحبيبة بفرحنا وحبنا وحزننا ... وهي غيمة وستزول قريباً ان شاء الله ... شكرا لك .. فكلماتك هذه ليست غريبة عنك لأنك تملكين اصفى ذهن واكبر قلب وارهف احساس

سوريا
مريم انطون بارا ياسمين دمشق
2011-05-19 00:10:33
مساؤك ياسمين دمشقي
مساء الورد والحب لعينيك ياصديقتي التي تفوح دائما بعطرلامثيل له شكرالك على كلماتك التي المت قلبي لكثرة صدقها ودفئها وووجعها كلمات تجسد الانسان السوري الذي يحب وطنه ويعشق ترابه قلبناة يتمزق وجعا على دماء شبابنا وعلى جمال ودفء سوريا انني اصلي كل ليلة ليكون الله معنا في محنتنا التي ستزول قريبا كغيمة الصيف اثق بوطني وبكل حجر وشجرة فيه

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-05-18 10:24:24
صباح الورد
صايرين عم نوقف ساعات صمت لنتأمل بهالأيام الغادرة معقول سوريا يصير فيها هيك معقول ناس من سوريا يطلع منهم هيك تجاه أخوتهم وأرض بلادهم وقائدهم معقول!!!!! بس ياحيف ع هيك زمن

سوريا
shaza
2011-05-18 04:32:43
-
لا للصمت ..لا للصمت

سوريا