syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
الأحلام الكبيرة .. . لا تعيش مع التشاؤم ... بقلم : بدر خواجكية

يروى أن صياداً كان السمك يعلق بصنارته بكثرة. وكان موضع حسد بين زملائه الصيادين.


 وذات يوم, استشاطوا غضباً عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمكة الصغيرة ويرجع السمكة الكبيرة إلى البحر، عندها صرخوا فيه "ماذا تفعل؟ هل أنت مجنون؟ لماذا ترمي السمكات الكبيرة؟

 

عندها أجابهم الصياد "لأني أملك مقلاة صغيرة"

قد لا نصدق هذه القصة , لكن للأسف نحن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد

نحن نرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكانيتنا –كما هي مقلاة ذلك الصياد

هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي, بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية نحن نستطيع أن نحب أكثر مما نتوقع, أن نكون أسعد مما نحن عليه أن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل

 

يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول( أنت ما تؤمن به) لذا فكر بشكل أكبر, احلم بشكل أكبر, توقع نتائج أكبر, وادع الله أن يعطيك أكثر

ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلت بها واحدة أكبر؟

ماذا سيحدث لو قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه؟

ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن؟

ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله أكثر وتزداد به ثقة وأملا ؟

 

ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم؟

ولكن قد يتبادر إلى الذهن هذا التساؤل

ولكن ماذا لو بالفعل استبدلنا مقلاتنا بمقلاة اكبر

ثم لم نجد سمكا بحجم مقلاتنا ؟؟؟؟؟

 

هل تعتقد أن السمك الصغير سيكون له طعم في تلك المقلاة الكبيرة؟

كلامي ليس سلبيا ولا أحب أن اطرح شيئا يحمل نوعا من التشاؤم , ولكن ماذا يفعل صياد صغير لديه مقلاة كبيره لم تر سوى صغار السمك, رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب لصيد وتفاؤله أيضا عند رجوعه وليس بحوزته سوى سمكات صغيرة فعل كل ما بوسعه غير البحيرة والصنارة و ..... وفي الأخير نفس النتيجة هل يظل يمشي وراء تفاؤل مظلم إما ينهزم ويصغر مقلاته؟؟

 

والجواب :

واحدة من أهم الحقائق التي وصل إليها علم النفس في عصرنا أن الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها هو لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء.. والخطوة الأولى هي الحلم..

 

لنا الحق أن نحلم بما نريد أن نكونه وبما نريد أن ننجزه .الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً وهذه الخطوة الثانية.. هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه وانجازه ليس لنا عذر..

هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة ..

هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع.. هل تود معرفتها ..

إنه الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة

 

الصياد الذي لا يجني إلا السمكات الصغيرة لا بد أن يتخذ خطوة إيجابية..

أن يغير مكان الاصطياد أن يستخدم صنارة أخرى أن يختار وقتاً آخر

التفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن ..

لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم في حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك تعلوهم نظرة الحيرة واليأس

 

2011-05-12
التعليقات
عصام حداد
2011-05-12 20:35:09
شكرا أخ بدر
نعم أخ بدر كلامك سليم وصحيح وهذا مايسمى بالإقدام والجرأة .. لكن كما تعلم الناس ليسوا سواسية إلا بالإنسانية وما عدا ذلك فهم يختلفون في السعي والإقدام والجرأة والتضحية والمحاولة ومنهم من يقتنع لايريد من الدنيا إلا مايكفيه وعائلته ورضى ربه عليه .. لكن ومع هذا الحياة تستحق المغامرة والتضحية الإيجابية النافعة للنفس والوطن .. ألف شكر لك ولمساهمتك الرائعة .

سوريا
فجر
2011-05-12 17:11:31
مممممممممم
فعلا اليأس من الافات الخطيره التي تكاد تقضي على الانسان ,والا لم خصه الله عز وجل بأيه"وما ييأس من روح الله الا القوم الكافرون " جميله جدا قصه السمك الكبير والمقلاه الكبيره ,اصبت واقعنا بمقتل,اهنئك. لا اعرف الا اي مدى نالت مني الابواب التي توصد في وجه كل من ينظر اليها ,لربما اضاع الاحباط وقتا كثيرا وابقاني على اخر نفس ولكن لكل مشكله حل و من المهم ان لا نتوانى عن ايجاد هدا الحل ,والا نخسر كل الوقت . لربما تكمن المشكله في اعتمادنا على اناس لا يزيدووننا الا خبالا .... جزاك الله خيرا

سوريا
بنت الشام
2011-05-12 10:03:33
الامل والعمل
لامعنى لحياة اي شخص دون وجود الامل والتفاؤل والهدف الصريح الواضح وثم العمل بجد للوصول الى هذه الاحلام التي لا بد لها وان تتحقق يوما ما اذا وجد العمل , فما امتع تلك الطريق التي نسلكها للوصول الى الغاية التي نريدها ....

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-05-12 09:12:04
صباح الورد
الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها هو لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء.. والخطوة الأولى هي الحلم..

سوريا