صبراً دمشق ... فكم صهرت سبائك الذهب فما احترقت..
قالوا لي ان أعبر عن سوريا بكلمة .. فكرت ملياً فلم أجد كلمة تفيها حقها عندها أخرجت كلماتي من سجن معناها
وجعلتها تجوب قواميس العالم أجمع علها تستطيع الوصول إلى ما أريد ..خاضت بحور تلك القواميس وصعدت تلاله
ا ..جابت سماءها ووديانها وهي تفتش عن كلمة تجمع بين الحب والأمل .. بين الصفاء والنقاء وبين العنفوان
والقوة .. العزيمة والإرادة ... الصمود والتحدي ..لكنها عجزت فلم تجد من كلمة تجمع بين هذه السمات
جميعها سوى كلمة سورية ..وما أجملها من كلمة انحنت المعاني جميعها أمامها وحارت القواميس في وصفها
لأنك كنت ومن قديم الأزل تلك الأم الرؤوم التي ضمت بين حناياها كل أولادها ومن جميع الأطياف ..
أرضعتهم العزة والكرامة.. الشموخ والإباء حتى أصبح كل سوري يشمخ رافع الرأس أنه ينتمي إلى بلد مثل
سورية..قدمت التضحيات وما بخلت بالعطاء وجادت .. وجادت حتى أزهرت الأرض شقائق نعمان قد صبغت
بدم أولادها .. ولم يحزنها سوى دموع أطفال يتامى فقدوا أباهم مسندهم وقوتهم .. لكن كان العزاء الوحيد الذي أثلج
صدورهم وجعلهم يكفكفون دموعهم أن لهم أباً آخر عظيماً رسم لهم ولنا دروب العزة والكرامة حتى أن أعداءنا
باتوا يحسبون كل الحساب لكل سوري أبي ..أجل كان هذا قائدنا مصدر فخارنا وعزنا .. عنوان عنفواننا وصمودنا
أجل سيدي الرئيس قد حارت الأعداء بك وباتوا يتخبطون يختلقون كل الوسائل والذرائع لكي يضعفوك وينالوا من ذلك الرابط الذي
يربطك وشعبك لكنهم خسئوا ألف كرة ومرة لأنهم أغبياء لم يقرؤوا التاريخ ولم يمعنوا النظر.. لم يعلموا أن قائداً عظيماً مثلك له شعب عظيم
كهذا لم ولن تنفصم عرى روابطه القوية مهما حاولوا ..لقد سقطوا في مزابل التاريخ وغرقوا في بحور غبائهم وأوهامهم
فإليك يا أسدنا المغوار أقول لك ومن القلب شكراً .. شكراً لرحابة صدرك وعظيم عطائك.. شكراً لحكمتك وشجاعتك التي أحارت أعداءك
فجعلتهم يتخبطون... شكراً لأنك صبرت كثيراً وكثيراً.. ولكن أرجوك سيدي أن لا تسامح هؤلاء الذين سقطت
أقنعتهم في هذه المحنة .. بحق دموع الأطفال اليتامى... بحق دم كل شهيد سقط على الأرض بأيدي الغدر والخيانة
بحق الأمهات الثكالى اللواتي زففن زهور أعمارهن إلى مثوى الخلد متشحين بزغاريد النصر والأعراس
فأنت الكبير وستظل الكبير في قلوبنا وأعيننا ووجداننا وليعلم العالم أجمع الصديق قبل العدو أن عشقنا لك ولمواقفك قد حفر
في أفئدتنا وسرى في عروقنا ولن تزعزعه أية محن أو نوائب..
صبراً دمشق ... فكم صهرت سبائك الذهب فما احترقت..ليعلم العالم أجمع الصديق قبل العدو أن عشقنا لك ولمواقفك قد حفر في أفئدتنا وسرى في عروقنا ولن تزعزعه أية محن أو نوائب.. /كلمات رائعة