syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
عريس في الجنة ... بقلم وسيم طعمة

وأخيرا أنتِ زوجتي قالها برجولة مبالغ فيها في حين كانت آلاء الفتاة الشامية ابنة الثمانية عشر عاما تنظر إلى الأرض والخجل يبوح بلسان وجنتيها البيضاويين، لقد أحبته حبا عجيبا وهي تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، ومع الأيام ازداد حبها له لقد قدم لها أكثر مما تتوقع كان لها القلب الحنون الذي عوضها عن فقدانها لأمها وهي ابنة أربع سنوات، كان الصدر الدافئ الذي تلتجئ إليه لتفرغ مرارة الأيام وتنظر من شرفة عينيه إلى مستقبل فيه أمل جديد


بعد ثلاثة أشهر من زواجها ثمة شيء غريب كان يحدث، استيقظت مرة على صوت بكائه، لكنه أقنعها أنه كان يسعل فقط!! كانت تحاول أن تحدق في عينيه لتبحر في عالم الأمل من جديد لكنه لم يكن يتيح لها الفرصة..

إلى أن جاء ذاك اليوم الكئيب حينما سألته عن سبب شروده وتغيره، فأجابها بعد أن رسم قبلة على جبينها

 أنا واقع في حب امرأة غيرك،

 استغربت آلاء وكأنها في حلم عجيب، كما أنها استغربت ردة فعلها الهادئة، لم تحطم الزجاج، لم تبكِ، لم تغب عن الوعي،

- ومن هي..

امرأة خارج البلد ويجب أن أبحث عنها

هل تحبها أكثر مني

-    نعم

نظرت في الأرض بضع ثوان...

- لا بأس، اذهب إليها إن كنت ستكون سعيدا معها فأنا سأكون سعيدة

- طيب احتاج المال لأسافر إليها.

خذ مجوهراتي وبعها وسافر إليها

-   لا مجوهراتك!! قد تحتاجين إليها

وتحت إصرارها الفولاذي يبيع محمود المجوهرات وخلال أيام يكون المشهد المبكي جاهزاً، محمود أمام الباب مع حقيبته، وآلاء تحتبس دموعها وتؤجل انهيارها إلى ما بعد إغلاق الباب.

مر شهر كامل بعد مكالمته لها،  كانت تنتظر مكالمته الثانية على أحر من الجمر، لكن جرس الهاتف بدا صامتاً، وبدأت الأمور تزداد قتامةً.

-     ما أقسى الرجال... قالتها وهي تعتصر ما تبقى من دموع

ثم غرقت في بحر من الهموم و الشرود لا نهاية له. لينتشلها من غرقها صوت الهاتف... تقوم إليه مسرعة، متعثرة بكل ما في طريقها

- ألو مين

- الأخت آلاء؟؟

-    نعم

- الأخ محمود يقرؤك السلام، وقد كتب ورقة يقول لك فيها أن موعدكم في الجنة.

ماذا

-   لقد استشهد البارحة في غزة، هنيئا لك يا زوجة البطل.

2010-10-28
التعليقات
أحمد خمم
2011-01-19 14:12:20
قصة رائعة
عن جد قصة رائعة جدا الله يعطيك العافية و ان شاء الله منشوف قصص تانية

سوريا
نسرين
2010-10-30 03:32:49
حلوة
لم أستطع إلا أن أسجل مروري لأبدي إعجابي بالقصة، لقد تأثرت بها كثيرا بانتظار مساهماتك الأخرى

سوريا
رامي
2010-10-30 03:30:22
أحسنت
أحسنت أخي وسيم كانت المعاني جميلة جدا والتعابر منسوجة بعناية شكرا لك

سوريا
ROLA
2010-10-30 01:25:14
دمشق
قصة معبرة تحمل العديد من المعاني واهمها التضحية والابتعاد عن الانانية

سوريا
مستغربة
2010-10-30 00:54:48
قصة جميلة ولكن ....
القصة جميلة ومعبرة والمغزى منها نبيل إنما أعتقد أني قرأتها من فترة ليست بقريبة فما هو السر يا ترى؟ أرجو التفسير من الأخ وسيم.

سوريا
أبو مجد
2010-10-29 17:46:31
رائعة
رائعة ومعبرة أبو الخير أحسنت الفكرة وأجدت الصياغة استمر

سوريا
محسن سالم
2010-10-29 17:32:15
مرآة تعكس كل الحب وكل النبل
سلم الله يدي الكاتب ، يخال لمن يقرأ هذه القصة أنه قد قرأ رواية متعددة الفصول تحكي حياة حافلة بعلو الهمة والحب والإخلاص لزوجين مؤمنين امتلكا الدرجة الرفيعة في النبل والجود ، بلاحدود ، يتواصلا وهما يتوقان إلى رضى رب العالمين والفوز بالشهادة والجنة. ما أنبل من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله. ما أعذب معاني هذة القصة ، وما أحلى حبكتها. ياليتني أقرأ لك كل ما تكتب.

سوريا
سلاف
2010-10-29 17:00:16
رائعة
عزيزي وسيم ، رائعة القصة وبالرغم من أنها حزينة إلا أنها تحوي رسالة هامة تقبل مروري دمت بخير

سوريا