جلست أشاهد افتتاح لحفل كبير وقد حضر له منذ شهور يبث مباشرة لضخامته وأهميته.. حشد هائل من الجمهور ..كبرى الشركات المهمة تنتظر هذه اللحظة الحاسمة ..صحفيون وكاميرات مستعدون لإطلالتها بحلة جديدة ..
بدأ الحفل بالتصفيق والصفير صرخات تملأ المكان.. فتحت الستارة ..وظهرت عروس كورية جديدة مستوردة ( سيارة ) يحتفلون بها لشكلها الجديد ألوانها المتعددة ..ميزات وحركات تكنولوجية حديثة.. إبداع لعام 2010 ..كل هذا البذخ والصرف !!!!! من أجل هذه العروس المزيفة الخرقاء ...كل هذا الحشد من أجلها ؟؟؟ مسرح كبير لإطلالتها المميتة ...
وقتها غاب عن عيني كل شيء ..هرول تفكيري مسرعا يعود لي ..لأن مشاهد تراجيدية تبث مباشرة في داخلي , فتحت أنا ستارتي أمام مسرحي كي أتابع مسرحية حقيقية ممثليها من قلب الحياة وقلب ضعيف بنبض ..
العروس القتيلة
المشهد الأول : فلسطين أرض عربية سليبة قتلى وأشلاء أرامل غرست سكاكين في صدورها كآبة انتحرت أمام دموع الأطفال شلل كرامة الإنسان غرق الضمير ضياع العروبة عناء الألم ..
المشهد الثاني : دبابات جنود مدججين بالسلاح شبح اليهود دمار يحوم فوق البيوت أشجار ارتفعت إلى السماء حصار مل من الحصار اختنق تحت التراب بحر عكس الأمواج ..
المشهد الثالث : أرواح باكية تحلق فوق الأقصى .. نور يشع من بعيد..فتح عمري لبيت المقدس..جيوش صلاح الدين ..حروب الشهادة ..روحانية الإسلام ...المسجد الأقصى
هنا أترك لكم المشهد الرابع والأخير لتنتهي مسرحيتي ويتوقف نبض قلبي عن الحياة..
لازم يستمر نبض قلبك وتعيشي حتى توقفي جنب كل المصايب اللي ذكرتيها ولو حتى تكون وقفتك بالقلم وإلا ما كان ضل بالعالم نصف البشرية أحيي إحساسك المرهف وشكرا إلك
صورك قوية كتير و وقعها يشطر الوجدان يهشم الروح يجتث القلب يقطع الشرايين يجثت اللسان يطفئ المقل يبقر الأحشاء يدمي الأطراف و يشعل الجسد...سلامتك قلبك يا ماجدة...
المشهد الرابع انتفاضة
اشاركك حسك الانساني و القومي على ضياع ارض فلسطين و جميع الاراضي العربية واما اعيننا و اعين غيرنا مقابل الاهتمام بأكبر صحن مسبحة و اكبر صينية بقلاوة او الحصول على رقم سيارة او جوال مميز و و و و .. اقسم بالله العظيم اني مستعد ان اضحي بروحي فداءا للأقصى و فلسطين و شهداء فلسطين .. بارك الله بك اخت ماجدة ( في ظروف لا نستطيع معها القيام بشيئ يفيد علينا الدعاء لله بالنصر و التخفيف من معاناة اخواننا و اخواتنا في فلسطين .. )اشكر حسك الراقي و شعورك الوطني و دمت بألف الف خير
لم يكن مكناً أن أمر على هذه القصة، وأن لا اكتب تعليق عليها، خاصة وأن أكثر مايجذبني في القصة هو الأسلوب في تناول الفكرة ، هذا مقياسي في تميز الأشخاص في الكتابة ، و ماجدة بلاشك لديها أسلوب وهذا مادعاني أعلق ، تربت يداك ....ودمت بخير .