ستون عاما مضت من عمري ، وأنا اشعر أن وطني هو سوريا ، وامتداد هذا الوطن هو امتداد التراب السوري في الجهات الأربعة ، حدوده الأمن والأمان والاطمئنان ، والعروبة التي تمتزج بهوائه العليل ، والجمال الذي يعرش على جباله ، ويفترش طرقاته ، والحان الطيور والشجر ، وغناء الحداة والسمر .
وكنا على دراية وعلم ويقين بأن هناك من يحاول أن يسرق منا هذا الوطن ، وان الأعداء على مرمى حجر من أرضنا وسمائنا وشواطئنا ، لان هذا الوطن شوكة في عيونهم وحجر عثر في طريق تحقيق أحلامهم .
وكنا من أجل أن نحصن هذا الوطن والمواطن في وجه أعداءه ، نحلم بثورة حضارية سلاحها الفكر والياسمين والورد الجوري ، ثورة تعيد الألق للوطن وتزيده فتنة وجمالا وتقوي عزيمة أبناءه في وجه أعدائهم ثورة تقضي على الفساد الذي عشش في المآقي والعيون ، ثورة نتجاوز فيها التخلف وتلحقنا بركب الحضارة ثورة تعيد للإنسان السوري كرامته وتحافظ على شخصيته ، ثورة حبلى بالطموح والتفاعل الإنساني ، حرية شروطها وحدة الوطن وتراب الوطن وكرامة المواطن .
لكن " من أين سندري أن صحابيا سيقود الفتنة في الليل بإحدى زوجات محمد "
من أين سندري حجم المؤامرة الفتنة التي سهر أعداء الله والوطن على نسج خيوطها بأيدي العاقين ، والخارجين على القانون من أبناء الوطن وسربوها في الليل وتحت جنح الظلام بعد أن البسوها النقاب وشحنوها بالسلاح والمتفجرات ،
من أين سندري أن أبا جهل سيكون المفتي للثورة ، وسيحلل ذبح وقتل امة محمد ، من أين سندري أن شيوخ الفتنة سيكونوا قادة ثورة .
للوهلة الأولى قلنا أن ربيع الوطن قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، وان الغيوم التي ألقت بظلالها السوداء على تراب الوطن ستنقشع على أيدي شباب التغيير والإصلاح .
وقلنا أن موسم الياسمين قد شارف على الإزهار ، وبراعم الجوري بدأت بالتفتح ، لتحيل الوطن إلى لوحة زاهية رائعة تمتزج فيها الألوان القزحية ، وتنيرها شمس الحرية
لكن لم تلبث الثورة الفتنة أن خلعت نقابها وكشرت عن أنيابها وأشهرت أظافرها المسمومة لتغتال الأمل والفرح والبسمة وتغتال الطموح وتغتال معه الوطن أنشبت أسلحتها في جسد الوطن، ونزف الدم في الشوارع غزيرا ، واطل غربان الفتنة والإسلام أسرابا أسرابا يحللون بفتاويهم الجاهلية سفك الدم السوري ، وتقطيع أوصال الوطن وتحويله إلى خرابات يعيش فيها السوريون تحت عنوان الفرز الطائفي والمذهبي .
لقد شعرنا نحن الذين نعيش خارج مدننا وقرانا لأول مرة بالغربة ، وان الأرض السورية تتفتت كما الجليد القطبي تحت وطأة نار الفتنة الطائفية والمذهبية .
شعرنا أن الوصول إلى مسقط رأسنا بات كمن يحاول اجتياز حقول ألغام ، لا يعرف في أي حقل سيموت ، ولا على أي حاجز سيذبح ، أصبحنا نشعر بقسوة نظرات الآخرين من حولنا ، وأننا غرباء لأول مرة في الوسط الذي نعيش فيه ، وأننا بحاجة إلى العناية الإلهية لتنقذنا من هذه الورطة وتأخذنا على أجنحة الريح إلى حيث الأهل والأصدقاء إلى حيث الشعور على الأقل بالأمان مع الآخرين ، إلى حيث التراب الذي سندفن تحته بكرامة واطمئنان .
لكن من حسن حظ سوريا أن هناك منقذ أخير، ودرع حصين، وسياج متين ادخره الوطن إلى مثل هذه اللحظات العصيبة.
الجيش الذي قوامه حماة الديار ، حماة الوطن ، حماة العلم ، حماة الوحدة ، حماة الكرامة .
فشكرا لمن أعاد البسمة للأطفال ، لمن زرع الأمل بقدرة الوطن على الصمود في وجه غربان الفتنة .
لمن أعاد الأمل في لحظة اليأس
لمن أعاد الأمن في لحظة الخطر المحدق الذي كاد أن يؤدي إلى الكارثة
لمن أعاد للعلم عليائه وللوطن بقائه
من اجل أن لا تتكرر المأساة ، ومن اجل أن لا يظهر أبو جهل جديد ، ومن اجل أن لا تتنكر الغربان بعمائم الإسلام ، ومن اجل أن لا تخضب الشياطين ذقونها وتقرا الفاتحة على الوطن .
من اجل هذا كله :
لتقطع أيدي الفاسدين والمفسدين الذين ساهموا بإدخال سلاح الفتنة إلى حياض الوطن مقابل حفنة من الدولارات .
لتقطع أيدي من نسجوا الفتنة في الداخل والخارج والبسوها لباسا اسودا وزفوها للوطن عروسا بمخالب وأنياب
لتقطع أيدي الذين قهروا المواطن وأذلوه في مكاتبهم ودوائرهم وأمام نوافذهم .
لتقطع أيدي الذين اثروا على حساب المواطن ولقمة عيشه .
لتقطع أيدي من قمعوا الحريات وحولوا الوطن إلى زنازين وأوصلوا المواطن إلى الانفجار .
ولنعمل معا تحت سقف الوطن على بناء مجتمع عصري حضاري سماته كرامة المواطن ،وأمنه وأمانه، وهوائه حرية المواطن التي لا يحدها سوى الأنظمة والقوانين .
لك أيها الوطن الغالي ألف تحية من القلب لأننا لترابك ننتمي وبك نحتمي وبدونك نحن مجرد أرقام على صفحات منظمات حقوق الإنسان .
سرر ت جدا بهذه المقالة الراقية والتي حياتنا وشجوننا واقول للاخ الذي يريد ان تفرمت منظومتك الفكرية عليه ان يفرمت عقله ليستوعب ما كتب اذا كان ق قراء ولكم خالص تحياتي
تقول انك اصبحت تحس بالغربة يا عزيزي لن يحس اي مواطن بالغربة عندما يشارك في بناء بلده بشكل ديمقراطي ومتكافئ اما من اغتصب حقوق الاخر من ارض وعمل وتعليم فهو الوحيد المتضرر
برأيي ان منظومتك الفكرية تحتاج الى فورمات لانك تستخدم نظام تشغيل قديم ممكن من السبعينات او الثمانينات ,,, فرمت ياعمي فرمت ونزل نظام 7 . بتشوف نفسك غير ؟؟
جرت الثورات العربية وقامت في أرجاء الوطن العربي لتعيد للمواطن كرامته المفقودة ولتعيد للوطن بعضا من ثرواته التي استحوذ عليه بغير وجه حق ثلة من فاسديه واستخدمت الأنظمة فزاعات لتخيف الغرب من دعم هذه الثورات ولكي تبرر قمعها الوحشي واستخدامها للعنف المفرط كلنا نهرف هذه الفزاعات من القاعدة إلى الإمارات الإسلامية بعد تمزيق الوطن لدويلات للطائفية والعصابات المسلحة سمعنا هذا في ليبيا ومصر واليمن ونسمعه في سوريا ولكن مما يثير الإعجات أن الشعب العربي أسقط كل هذه الإدعاءات في سوريانسمع واحد الشعب السوري وا
لا تعليق على مثل هذه المقالات التي مللنا سماعها. اسأل نفسك أيها الكاتب. في اي زمن وحقبة ان تعيش.
كان الاجدر بك الا تذكر هذه العبارة " من أين سندري أن صحابيا سيقود الفتنة في الليل بإحدى زوجات محمد "....ايها الكاتب انت تكتب عن الثورة التي نعيشها الان فلماذا تزج باسماء شخصيات ماتت منذ اكثر من 1400 عام؟
لم اقراء مقال فيه هذا الكم من لهم الذي يمس همومنا اليوم منذ زمن طويل واليوم نحن بامس الحاجة الى قراءة التاريخ فالثورة المنشودة في تصرغات بعضهم ليست هي ما يطلبه المجتمع السوري المتنوع والمتعدد والراقي والعودة الى ماقبل التاريخ لقلب الحياة ومعناها الراقي؟ انها فكرة جنونية خالية من قيم الحق والخير والجمال وبعيدة عن هموم مجتمعنا العظيم تحياتي للكاتب مع خالص احترامي