syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
لا تزهقوا الوطنية في نفوس السوريين ... بقلم : محمد الأبرش

باسم انتمائي لهذا الشعب الأبي ، المتمثل بحب الوطن و الحياض عن كل ذرة تراب من ثراه المجيد ، و باسم شهدائه الأبرار الذين انضموا إلى قائمة المجد و الخلود في هذه الحقبة الدقيقة التي تعصف بأمنه و استقراره ، و تنال من وجدانه و حضارته ، لتلقي بظلالها الداكنة على أوصاله و أركانه .


يؤرقني ما شهدته سورية الحبيبة في الأيام الماضية من أحداث مؤلمة ، و أفعال مؤسفة ، أرادت أن تجتث وحدة الأبناء و لحمة الإخوة ، بما حملت من غل مدبر تحت ذريعة السلمية و الحرية ، و لست اليوم بصدد التحدث عن المؤامرة الحاقدة التي أحيكت لتضرب الاستقرار و الأمن معاً تحت ذرائع مشروعة ، بات الجميع يدركها و يتحدث عنها ، إنما أردت أن أتحدث في قضية بالغة الأهمية ، أراد صناع الفتن و الدسائس أن يؤججوا نارها بين أبناء البلد الواحد ، و أن يمزقوا بها لحمة جسد الوطن الحبيب , ألا و هي لغة التخوين و ازهاق الوطنية في نفوس الآخرين .

 

لقد واصلت الليل بالنهار و أنا أتصفح المواقع الالكترونية الإخبارية ، و أنشئت صفحات للتواصل مع الآخرين ، بغية نشر الوعي و مجاراة أدوات الإعلام المغرض و المأجور ، في ظل هذه المحنة البغيضة ، لكن أكثر ما كان يؤلمني حقيقة ، هو أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا على مستوى الحدث أبداً ، و الذين تبنوا لغة التخوين بشكل واضح في كتاباتهم ، و كأن الوطن حكر عليهم دون غيرهم ، و أخذوا يتراشقون الشتائم بدلاً من الحوار الوطني الموضوعي ، كما جعلوا من المهاترات الكلامية وسيلة للإقناع ، عن طريق نشر صور القردة و الخنازير و مقارنتها للأسف بصور لبعض الإعلاميين و الممثلين السوريين ، عوضاً عن الحوار البناء الذي سوقه الفكر السوري الناضج ، و الذي علمنا دائماً أن نحدد الأولويات و نوحد الصفوف في مثل هذه الظروف العصيبة .

 

لقد امتاز الشعب السوري بالوعي و الوطنية ، و قد نوه الدكتور بشار الأسد إلى ذلك بخطابه في مجلس الشعب عندما وصف الشعب السوري بأنه شعب واع ٍ و وطني أيضاً ، و بأنه يتعلم من نجاحاته ، كما أشاد بأهل درعا و وصفهم أنهم أهل الكرامة و الشهامة ، فكيف يتجرأ البعض ممن أسلفت ذكرهم بتخوين أهل درعا !! ، أهل الكرامة و الشهامة ، و كيف يصفون كل من خرج في الاحتجاجات السلمية في بداية الأحداث أنه مندس و متآمر ، و قد برأهم السيد الرئيس عندما قال : ليس كل من خرج في التظاهرات متآمر , و نوه إلى شرعية مطالبهم أيضاً .

 

و مما أثار حفيظتي أيضاً بعض المواقع الالكترونية السورية ، و التي قامت باقتباس أخبارها من مصادر إعلامية مغرضة لسورية ، لا بل و قد نشرت على صفحاتها عبارات طائفية بشكل علني ، و تهويلاً غير مبرر للأحداث ، و إن لم يكن مقصوداً طبعاً ، لكنه بطريقة أو بأخرى إنما ينشر فكر تلك المصادر الرخيصة  التي تعمدت دس السم في الدسم كما يعلم الجميع .

و في النهاية آمل أن أكون قد وفقت في تسليط الضوء على قضية ذات أهمية ، فالوطن يتسع لجميع أبنائه ، و كلنا نحلم بمستقبل أفضل ، و بفضاءات أرحب و أجمل ، لا تشوبها دسائس الحاقدين .

2011-05-25
التعليقات
ربا
2011-05-27 20:42:45
لا للتخوين و التخويف
تحياتي لكاتب المقال على هذا السرد الواقعي و البعيد عن التكلف , بتمنى نضل نقرأ مقالاتك يا استاذ محمد .

سوريا
غسان
2011-05-27 06:52:10
الوطن للجميع
ماأجمل أن نعيش تحت مظلة واحدة ، و أن نكون أبناء أوفياء للوطن الغالي أحسنت يا كاتب المقال لا يحق لاي احد ان يزاود على وطنية الاخر في بلد مثل سورية العروبة

سوريا
هبة
2011-05-27 00:23:45
شكراً محمد
كلام جميل يعبر عن الشفافية و الوعي العالي ، لازم ما نخون بعضنا فعلا خصوصا بهيك ظروف و الله يحمي بلدنا و قائدنا الدكتور بشار .

سوريا
مواطن سوري
2011-05-27 00:13:23
كلام واقعي
ٌٍْْ" إنما أردت أن أتحدث في قضية بالغة الأهمية ، أراد صناع الفتن و الدسائس أن يؤججوا نارها بين أبناء البلد الواحد ، و أن يمزقوا بها لحمة جسد الوطن الحبيب , ألا و هي لغة التخوين و ازهاق الوطنية في نفوس الآخرين .ٌٍْْ" كلام رائع جداً ، يجب أن ننتبه لاهداف هذه المؤامرة ، و لا نرسخ هذه الاهداف في افعالنا .

سوريا
هشام
2011-05-26 03:45:36
احييك من القلب
احييك من القلب استاذ محمد على هذه الأفكار المتوازنة والناضجة ، لقد مر الوقت الأصعب ولو أننا مازلنا نعاني من التبعات لكننا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى أن نسترد توازننا سريعا فالمؤامرة لن تقف عند أول هزيمة لها وكما قلت يجب أن نسترد لغة الحوار الهادىء لنواجه معا الأشد صعوبة والقادم من الخارج وتحديدا من اوروبا وامريكا وست راسها اسرائيل

سوريا
عاشق الوطن
2011-05-25 23:25:27
لا تخوين بعد اليوم
نحن اليوم بحاجة للابتعاد عن التخوين ، للارتقاء بالوطن و بالاصلاح ، و ما أحوجنا للحوار الوطني كما قال السيد الرئيس .

سوريا
حمورابي
2011-05-25 14:32:21
رائع
هذا هو الخطاب المطلوب المعتدل والبناء والذي يحترم كل الاخرين نحن يا اخوتي قد لا تمثلنا قناة الدنيا ولكن من المؤكد اننا لا نقبل بخطاب العرعور

سوريا
رنا
2011-05-25 08:47:05
صح
مزبوط 100% لنكن أرقى من ذلك ولنتحاور بعقل وموضوعية بعيداً عن الانفعال ورفض وتخوين الآخر وإثارة النعرات الطائفية بقصد أو بغير قصد

سوريا